بين خور عبدالله التميمي وسكة الشلامجة والفاو الكبير وقاعدة سبايكر بقلم عبدالخالق الشاهر -العراق –
بقلم عبدالخالق الشاهر -العراق -

بين خور عبدالله التميمي وسكة الشلامجة والفاو الكبير وقاعدة سبايكر
بقلم عبدالخالق الشاهر -العراق –
عندما كنا صغارا في مرحلة التعليم الاساسي يوم كانت فرصة ما بعد الدرس الثاني طويلة نسبيا بسبب ان الزعيم (العميد الركن) عبدالكريم قاسم – (آمر لواء مشاة) اثناء طرده للبريطانيين من معسكر سن الذبان – يرسل لنا وجبة يومية تتكون من اما كوب حليب او (خاثر) مع الكعك ومعها يوزعون لنا حبوب دهن السمك (اوميغا ثري).. كانوا يقولون ان العراق عظيم وأن موقعه الجغرافي رهيب لأنه عقدة مواصلات ويربط كذا بكذا .. آلخ .. وكان هناك درس التربية الوطنية ودرس النشيد ( نحن اشبال العراق نحمه يوم المحن) و (انا جندي عربي بندقيتي في يدي) ولم يكن هناك معمم يمارس فن التجهيل معنا بل كانوا يعلمونا ان (حب الوطن من الإيمان) اما اليوم فهناك من يقول لنا ان العصفور كان طائر عملاق وأسمه فور الا ان جبريل عرض عليه الولاية ورفضها فلطمه وقال (عصى فور)، وأن النبي يونس ابتلعه الحوت كونه رفض الولاية .. وقبل ايام قال لنا معمم شيعي بفيديو على التك توك ان تناول البطيخ يغفر ما تقدم وما تأخر من الذنوب وفي اليوم الثاني تصدى له معمم شيعي ليقول له مستهزئا : ماذا فعلت؟؟ المساجد فرغت من المصلين حيث ذهبوا لتناول البطيخ بدل الصلاة .
حروب اليوم .. صراعات اليوم .. تحالفات اليوم.. باتت اقتصادية .. الاقتصاد اليوم بات يعطي اهمية كبرى للممرات الآمنة والقصيرة والسريعة للتجارة ، وهنا بات موقع العراق استثنائيا بشكل لا يصدق .. كيف تصرفنا مع الفرص التاريخية المتاحة مع عالم جديد تشن فيه الحروب وتحصل الصراعات والعداوات والصداقات على اساس ( التسويق) ؟؟
خور عبدالله البصري التميمي والذي هو صياد كبير سمي الخور على اسمه ، وسأعفيكم من باقي التفاصيل وأكتفي بالقول ان لا مجال للشك ببصرية الخور ، غيرنا اسمه ، كما غيرنا اسم قاعدة كلية القوة الجوية الى قاعدة سبايكر .. من هو هذا العظيم سبايكر ؟؟ انه طيار امريكي ساهم في غزو العراق .. ويبدوا اننا ادخلناه مع الشهداء والصديقين لأن الطيار التميمي البطل هو من اسقط طائرة الغازي سبايكر وكان الاسم الذي ينبغي علينا اطلاقه على القاعدة (قاعدة البطل التميمي)
بدأنا بالفاو الكبير والمثل يقول ( أن تأتي متأخرا خير من ان لا تأت) فقط خسرنا طريق الحرير ، وفقط لم نجرأ ان يكون الميناء اعلى غاطسا من الميناء الايراني وبالتالي نبقى فقط جاذبين للتجارة بسبب موقعنا الجغرافي فقط (طريق التنمية) وهذا الجذب انتهى يوم مددنا سكة الشلامجة المشؤومة بحجة نقل الزوار وكل الدلائل تشير الى انها سكة لقطارات شحن وليس افراد وستربط ميناء ايران الجاذب بطريق التنمية ووداعا لمنافسة الفاو الكبير.
هنا قد يسأل سائل : اليس العلاقات الدولية فيها خذ وهات ؟؟ اجيب بنعم.. نعطي للجارة ايران هذه الميزة مثلا ونطلب منها ان تعيد حقوقنا الدولية في مياهنا التي غيرت مجاريها الى داخل بلادها ونشكو لهم حال اهل الاهوار وما حل بهم ونقول لهم ان (تجفيف الاهوار) يعد احد (جرائم )النظام السابق والتي تنظرها المحكمة الجنائية العليا ،وحكم على البعض، والباقين هاربين من وجه العدالة ومنهم اعضاء اللجنة الذين قرروا التجفيف ، او أن نقول لهم مقابل السكة اسمحوا لنا ان نستخرج غازنا او بيعوا لنا الغاز بالسعر الدولي .. خصوصا وأننا اعطيناهم ميزة اخرى كبيرة وهي ان موقعنا صار اللبنة الاولى لوصول الجارة ايران الى الجنوب اللبناني والمتوسط وباب المندب
ألمشكلة ان هناك من يرمي التهمة على النظام السابق ، كونه هو الذي وقع اتفاقية الخور بداية التسعينات ، وهؤلاء ينسون الظرف الاستراتيجي الذي كان عليه العراق ، وينسوا حقيقة اخرى هي ان الكويت لم تتجرأ على المطالبة بالخور رغم الضعف الاستراتيجي الشامل والخطير الذي مر به العراق خلال عقد التسعينات ، عليهم وعلينا جميعا كعراقيين ان نستشرف العبر من ذلك ، ونسأل : لماذا؟؟؟
اعود الى الاتحادية العليا لأحيي رجالها كما فعلت سابقا وأذكرهم بمقالاتي التي قلت فيها ان الدستور قال عن السيد رئيس الجمهورية انه حامي الدستور، ووحدة البلاد ولم يعطه الدستور اي وسائل لتحقيق ذلك واعطى لمحكمتهم الموقرة الوسائل لتحقيقها، فاصبروا وصابروا .. كان لكم جولات حرة شريفة فلتضيفوا اليها سادتي الكرام نصرا جديدا فالعراق معكم وسيبارك نصركم ان شاء الله .
انها قصة قصيرة جدا وجليلة جدا .. انها قصة وطن .. نريد وطن..
8/5/2005