سموتريتش يبصق في وجه العالم: أروني أين سيقيمون دولتهم.. بل سنطردهم

سموتريتش يبصق في وجه العالم: أروني أين سيقيمون دولتهم.. بل سنطردهم
أسرة التحرير
ستقر الدولة الأسبوع القادم نهائياً خطط البناء في المنطقة E1 التي ستقسم الضفة الغربية إلى قسمين وتقطع بين شمالها وجنوبها. بعد سنوات تعطلت فيها بسبب ضغط دولي، ستقر الحكومة خططاً ذات تداعيات دراماتيكية ولا رجعة عنها على مستقبل الأراضي التي تحتلها إسرائيل.
أمس، نشرت هاجر شيزاف وجاكي خوري في “هآرتس” بأن مجلس التخطيط الأعلى في الإدارة المدنية، الذي يتبع سموتريتش ورجاله بحث في إقامة 3412 شق في E1 وستكون هذه الشقق حكم إعدام لاحتمالات إقامة دولة فلسطينية قابلة للعيش. يدور الحديث عن الاحتياطات الأخيرة من الأرض في قلب الضفة، السيطرة عليها ستخنق ثلاث مدن فلسطينية في وسطها – رام الله، شرقي القدس وبيت لحم – حيث يعيش نحو مليون فلسطيني.
ليس صدفة أن أعلن وزير المالية أمس، أبو الخطة الحالية: “هذا الواقع يدفن فكرة الدولة الفلسطينية نهائياً، إذ لا يوجد ما يمكن الاعتراف به”. لم يسبق ان كان سموتريتش محقاً أكثر في توقعه. مع E1 مبنية للمستوطنين، انتهى احتمال إقامة دولة فلسطينية.
بينما أغلبية مطلقة من دول العالم، ازدادت أكثر في الأسابيع الأخيرة، تؤمن بحل الدولتين وتعترف بدولة فلسطينية، جاءت حكومة إسرائيل وبصقت في وجهها. إذا كان هناك سبب لجعل إسرائيل دولة منبوذة ومكروهة أمام العالم، فقد جاءت خطة E1 لتوفر له سبباً مقنعاً آخر. إن القرار ببناء المستوطنة المصيرية هذه ينبغي أن نراه في سياقه الواقع. فسموتريتش وعصبته لا يلبون أطماعهم العقارية فحسب، بل يعملون أيضاً على ضم الضفة رسمياً إلى أراضي إسرائيل أو للأسف المناطق ج. في الوقت نفسه، الحقائق الجديدة على الأرض قاطعة، وهدفها سحب البساط من تحت أقدام الفلسطينيين في المناطق “ج” فيما التطلع هو طردهم ذات يوم تماماً من كل أرجاء الضفة.
كل الوسائل مشروعة لمبادري الخطة، والدولة تبيضها وتتيحها جميعها: اعتداءات جماعية يومية، وهجمات عنيفة، وقتل فلاحين، وإحراق ممتلكات على أيدي المستوطنين. تحويل الضفة إلى مئات الجيوب المنعزلة مع بوابات حديدية في مدخل كل قرية ومدينة، يمكن للجيش أن يحاصرها في كل لحظة معطاة، وهذا ما يفعله بالفعل؛ منظومة من مئات الحواجز الدائمة والحواجز المفاجئة في الطرق، وإقامة عشرات مزارع مستوطنين عنيفين منذ الحرب في غزة، ميزتها مساحات عظيمة يسيطر عليها المستوطنون بعد إقامتها كي تشكل -زعماً- مرعى لأغنامهم.
هكذا تمنع إقامة دولة فلسطينية، وهكذا تثبت الأساسات لترحيل واسع النطاق في الضفة.
هآرتس 15/8/2025