ثورة ١٧ تموز ١٩٦٨ سمكة مأكولة مذمومة بقلم الاستاذ الدكتور علي عطية عبداللة
بقلم الاستاذ الدكتور علي عطية عبداللة -أكاديمي جامعي -العراق

١٧ تموز ١٩٦٨ سمكة مأكولة مذمومة
بقلم الاستاذ الدكتور علي عطية عبداللة
مَنْ عمره ٦٠ عاما في ظلها قد تكوَّنا.
قصة عراق وامة في كلمات.
مقدمة* .. . ********
اليوم ١٧ تموز ١٩٦٨م حدث يستحق التذكير به، فهو حدث عراقي انتقل بواقع ما بعد انتكاسة ٥ حزيران ١٩٦٧م الى بداية واقع يعطي املا للعراق وللامة العربية، التي اصابها جمود وانهيار تجاه قضاياها القومية المركزية.. وهو حدث تم بسهولة لكنه خلافا للقرارات القيادة القومية بالابتعاد عن الانقلابات العسكرية بعد احداث ٨ شباط ١٩٦٣م .
وموقفي شخصيا كان الاتي:-
بعد احداث ٨ شباط١٩٦٣م جمدتُ عملي حزبيا( كنت وقتها في امريكا طالب بعثة منذ ١٩٦٢م) ،محتجا على سلوك قيادة حركة ٨ شباط الطفولي( اكدته القيادة القومية ١٩٦٤م).. وكتبت تقريرا اشجب سلوك تلك القيادة وقررت ترك العمل تنظيميا، مبلغا اني ساعود في ضوء وضع القيادة عند عودتي للعراق، وفي بالي رفاق اعتز بهم، ان كان لهم دور مقنع فساعود للتنظيم، انا يهمني عملا فعلا قوميا لا لمواقع مصلحية.
في يوم ١٧ تموز ١٩٦٨م كنت في مرحلة العودة للعراق بعد الانتهاء من الحصول على الدكتوراه في الفيزيا النووية ،بعد مشكلة نتيجة موقفي بشان ٥ حزيران تجاه امريكا، ساعدني رئيس القسم على تجاوزه، وعودتي بحسب البعثة وفاء . كنت في السوق فاخذت صحيفة لاتابع اخبار العالم والوطن العربي فاذا بعنوان كبير انقلاب في العراق والبكر رئيسا، ومن الوزراء رفيقنا السابق د.رشيد الرفاعي، رجع للعراق ١٩٦٧م، وهو وزير لشؤون رءاسة الجمهورية..فبعثت له رسالة استغرب كيف يحدث انقلاب خلافا لقرار القيادة القومية، فجاء جوابه:
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون….الخ.
اذن هناك ضرورة لماحدث. وتركت الموضوع حتى وصولي الى بغداد، حيث موعد سفري كان ٢٨ تشرين اول ١٩٦٨م. قررت العودة متجاوزا عروضا للعمل في جامعات في امريكا، لان الامانة تقتضي خدمة وطن قدم لنا كل شيء من الابتداءية حتى الدكتوراه.
اذن رجعت الى العراق ٢٨ تشرين اول ١٩٦٨م. وقدمت للعمل في كلية العلوم / جامعة بغداد ولذلك قصة لا ضرورة لذكرها فبطلها ذهب الى رحمة الله كان رئيس قسم الفيزياء وقتها.
وفوجئت بتعييني في لجنة الطاقة الذرية وانا لم اقدم لها في ٩/١٢/١٩٦٨. فتبين رفاق الستينات في القيادة فعلوا ذلك وانا لم اتصل باحد منهم اساسا . وبعد ذلك اتصل بي احدهم وشرح لي مبررات ١٧ تموز ١٩٦٨م عراقيا وعربيا فاقنعني، فعدت للعمل من اجل تخقيق اهداف بها امنا ونحن طلاب متوسطة..
تلك مقدمة وجبت الامانة الفكرية والسياسية ذكرها. وبالمناسبة اعضاء قيادة قومية اعترضوا وقتها بشان ١٧ تموز منهم الامين العام المرحوم احمد ميشيل عفلق، ولم يقتنع الا بعد سنة ونصف. وفي ضوء انطلاقة قيادة الحكومة عراقيا وعربيا.لا اريد اطالة اكثر فالاحداث كثيرة. فاذن اقتنع الجميع بالتغيير في ١٧ تموز ١٩٦٨م حيث الانطلاقة بدات مقنعة.
١٧ تموز عملا وانجازا
****** *****
من تابع مسيرة انجازات القيادة خلال ١٩٦٨- ١٩٨٠م وهو منصف يقر بالاتي:
١- عمل وطني واضح في مجال العمل الوطني الموحد بعيدا عن ماسي الماضي ومواقف معادية للبعث ولوحدة الامة، وما افشل ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨م.التي كان للبعث دور في بعض جوانبها.
٢- ميثاق وطني قومي نوقش اعلاميا من قبل الجميع فاقر
٣- تشكيل جبهة وطنية قومية على وفق الميثاق تضم البعث والقوميين الوحدويين العرب والحزب الشيوعي والاكراد.
٤- تشكيل حكومة وطنية تضم اعضاء الجبهة
وناءب رئيس جمهورية كردي
٥-منح الشمال حكم ذاتي/ بيان ١١ اذار ١٩٧٠ م موقع من قبل القيادة والاكراد.
٦-تاميم النفط والثروة المعدنية تماما ١حزيران ١٩٧٢م
٧-انتصار التاميم وفشل مقاطعة العراق في ١ اذار ١٩٧٣
٨-وضع خطة تنمويةانفجارية شملت جميع مناحي التنمية
وكانت للتربية والتعليم العالي حصة الاسد، عدد المدارس، عدد الجامعات والمعاهد الفنية والتقنية حيث ٣٥ معهد في مؤسسة المعاهد الفنية . والجامعات من ٣ الى ٢٠ جامعة، اعادة النظر في المناهج بتشكيل لجان من اساتذة علم وخبرة.
العمل على توسيع الدراسات العليا من ١٦٨ طالبا عام ١٩٦٨م اى ٢٠٠٠ خارج العراق وضعفها في الداخل عام ١٩٧٨م
تطوير البحث العلمي مؤسسات وجامعية حيث النشر العلمي كان ضمن الدول المتميزة عالميا
اقرار تعريب التعليم العالي وتاليف كتب باللغة العربية او ترجمة مصادر مهمة الى العربية. وجرى ذلك باهتمام.
والقضاء على الامية ١٩٨٠ بشهادة اليونسكو وتقديرها.
وفي مجال الاعمار والبناء والصناعة والزراعة والري فمشلريعها تشهد عليها.
هذا تم ضمن المرحلة ١٩٦٨-١٩٨٠.
التامر على العراق و المجيء بخميني شباط١٩٧٩م
*** **********************************
لقد بدا التآمر على النظام في العراق منذ ١٩٧٠م واكد ذلك هؤلاء بعد الاحتلال متفاخرين، ثم جيء بخميني لاسباب معروفة دوليا وعراقيا، اي اسقاط النظام في العراق،فهو نظام يسعى لوحدة الامة العربية خلافا لموقف الغرب وانكلترا في قرارهم ١٩٠٧م. ويسعى لتحرير فلسطين خلافا للسياسة الامريكية والصهيونية. فهو نظام غير مرغوب فيه..لذا بدا خميني يهدد باحتلال بغداد ويقصف القرى والمدن الحدودية في ٤ ايلول ١٩٨٠م..
هناك احداث كثيرة تخص خيانة الشيوعيين للميثاق ١٩٧٨م وتمرد البارزاني على تطبيق الحكم الذاتي ١٩٧٤ بتوجيه صهيوني( موثق) ثم تمرد البارزاني واتفاقية ١٩٧٥م مع الشاه وهروب البارزاني.تحتاج مقالة خاصة .لكن موضوعنا يخص ١٧ تموز مباشرة.
وهكذا جرت الامور حتى عدوان تدميري شارك فيه عرب مع الاسف، ثم حصار ثم احتلال وواقع دمر شعبا وبناء وعراقا ..
تلك قصة وطن وامة تؤلم كل شريف عراقي او عربي بل انساني..
اذكرها بايجاز للاجيال العراقية والعربية ، قصة احداثها موثقة ومنشورة وليس مجرد وجهة نظر.
وما بقى لي من قول هو ايها الجيل الجديد اقرا وفكر بالعراق والامة العربية وابتعد عن واقع عراقي به يلعب عملاء ايران والصهيونية ،وابتعد عن دعاة مذاهب ومرجعية. فمستقبلك عراق في مقدمة قيادة امة عربية.
ابو ليث