عربي دولي

11 هجوماً طال قواعد عسكرية في العراق وسوريا في يوم واحد… العراق: استهداف البعثات الدبلوماسية يثير جدلاً داخل الفصائل

11 هجوماً طال قواعد عسكرية في العراق وسوريا في يوم واحد… العراق: استهداف البعثات الدبلوماسية يثير جدلاً داخل الفصائل

بغداد /مشرق ريسان

أثارت الهجمات الصاروخية الأخيرة التي استهدفت مبنى السفارة الأمريكية في العاصمة الاتحادية بغداد، خلافاً بين الفصائل المنضوية تحت تشكيل «المقاومة الإسلامية» في العراق، ففيما عبّر ما يُطلق عليه فيلق «الوعد الصادق» عن رفضه استهداف البعثات الدبلوماسية في البلاد، تحدّثت كتائب «حزب الله» عن «قواعد اشتباك « جديدة في عملياتها ضد مصالح واشنطن، وسط مخاوفه الفصائل من انجرار الحكومة الاتحادية للسياسات الولايات المتحدة الرامية لـ»تدمير» المقاومة في العراق.
الفصيل الشيعي المسلّح بزعامة محمد التميمي، ذكر في بيان صحافي، «إننا ننظر إلى (البعثات الدبلوماسية) في العراق على أنها غير مسؤولة عن سلوك الأنظمة السياسية التي تنتمي لها، وهذا ما يجعل استهدافها أمراً مرفوضاً شعبياً وسياسياً».
وبين أن «قوى وفصائل عسكرية مقاومة، ترى البعثات الدبلوماسية في العراق محميَّةّ بموجب القانون والعرف الدبلوماسي، وهذا يبعدها عن دائرة الصراع والاستهداف».
ودعا إلى «تدخل الحكومة العراقية لإنهاء هذا الملف العالق منذ سنوات، وذلك بتطبيق قرار مجلس النواب العراقي، بإخراج القوات الأجنبية من الأرض العراقية كافة، وألاّ يختلط وجودُ البعثات الدبلوماسية بالقوات العسكرية التي تهدد أمن العراق، ولاسيما بعد انتهاء عمليات التحرير منذ سنوات».
واعتبر أن «ما حدث من استهداف لقوات الحشد الشعبي في كركوك، وبعلم الحكومة العراقية والتنسيق معها، شاهدٌ على الانتهاك السافر لقوات عراقية عسكرية منتظمة تتبع القائد العام للقوات المسلحة وهو رئيس الحكومة».
ورأى أيضا، «مواقف الحكومة العراقية من الاستهداف العلني لقوات الحشد والمقاومة الإسلامية في العراق، موقفٌ لا يخلو من الانجرار وراء السياسات الأمريكية الهادفة للاستحواذ على القرار العراقي وتدمير المقاومة بالتجسس وتحريك الطيران المسيَّر والقصف المباشر، دون أن يكون للحكومة من ردٍّ معبِّر عن سيادة الأرض والقرار».
وأكد البيان أن «المقاومة الإسلامية ماضية في مواجهتها للقوات العسكرية الأمريكية والأجنبية بما لا يقبل التهاون والتراجع، وإن عمل المقاومة عمل اجتماعي سياسي عسكري رادعٌ لكل الأفعال السيئة لأمريكا والدول الموافقة لها في السياسة والانتهاك».
وجدد الفصيل الشيعي المسلح تحيره للقوات العسكرية الأجنبية في العراق بـ»أنها تحت مرمى المقاومة الإسلامية التي تقف بشجاعة ورسوخ في مواجهة العدوان في غزة أو العراق» لافتا إلى أنه «على الحكومة العراقية أن تعلن عن رفضها استهداف قوات الحشد الشعبي وفصائل المقاومة، وألاّ تكون طرفاً في الصراع الأمريكي في العراق والمنطقة». وسبق للتميمي أن أكد في تصريحات صحافية في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أن الإعلان رسميا عن المشاركة في حرب غزة سيكون فور التدخل العسكري الأمريكي في الحرب.
وأكد حينها أن لدى الفيلق العراقي «القدرات التي تمكنه من استهداف كافة المصالح الأمريكية في الداخل وحتى خارج الحدود».
يأتي ذلك على وقع إعلان «المقاومة الإسلامية في العراق» استهداف القوات الأمريكية في العراق وسوريا بـ 11 عملية خلال ليلة واحدة، وهي أكبر حصيلة للاستهدافات منذ بدء العمليات في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقالت في بيان أصدرته في ساعة متأخرة من مساء السبت، إنه «رداً على جرائم العدو التي يرتكبها بحق أهلنا في غزّة، استهدفت المقاومة الإسلامية في العراق يوم أمس (الجمعة) قواعد الاحتلال الأمريكي في العراق وسوريا بإحدى عشر عملية، ودكتها بعشرات الصواريخ والطائرات المسّيرة، وأصابت أهدافها بشكل مباشر».
على إثر ذلك، ترى «كتائب حزب الله» العراقية، أهمية استمرار استهداف السفارة والمصالح الأمريكية في العراق.
وفي بيان صحافي أصدره المسؤول الأمني «للكتائب» أبو علي العسكري، مساء أول أمس، ذكر أن «عملياتنا الجهادية ضد الاحتلال الأمريكي ستستمر حتـى إخراج آخر جندي له مـن أرض العراق، وإذا أرادت الحكومة العراقية التفاوض معـه لإخراج قواته من البلاد، فلا نمانع ذلك، وإن كنا نجزم أنها كذبة أخرى من أكاذيب الأمريكان ولن تنطلي علينا».
واعتبر أن «أي حماقة من العدو الأمريكي ستواجه برد مضاعف، وتوسيع للعمليات، ولن تثنينا تخرصات المرجفين والمنبطحين عن أداء واجبنا الشرعي والوطني تجاه بلدنا وأمتنا» مؤكداً إنه «لا تزال سفارة الشر الأمريكية قاعدة متقدمة لإدارة العمليات العسكرية والأمنية، ووكرا للتجسس، وإن البعض يرى عزته بالانبطاح لها، وتسـويقها على أنها بعثات دبلوماسية يجب حمايتهـا، فتعسا لهم ولمنافعهم على حساب بلدهم، باتخاذهم الانبطاح وسيلة للحفاظ على مناصبهم الزائلة بزوال الاحتلال».
ولفت إلى أن «مجموعة عمليات الأمس (أول أمس) ما هي إلا بداية لقاعدة اشتباك جديدة، وقادم الأيام سيحدد مستوى الرد» مبينا ان «تعاون بعض منتسبي الأجهزة الأمنية مع المحتل الأمريكي المجرم لدواع واهية، سيجعلهم أذنابا له، وشركاء في جرائمه، وهذا ما لا يرضاه العراقيون الأصلاء لهم».
ووفق الخبير في حقوق الإنسان، علي البياتي، فإن واشنطن دعمت تشكيل مجاميع مسلحة في العراق، وهي اليوم تتحمل نتيجة ذلك الفعل.
وقال في بيان صحافي، إن «الولايات المتحدة الأمريكية تظهر للعلن كثيرا انزعاجها من المجاميع المسلحة خارج إطار الدولة، َلكنها في الواقع هي من دعمت ورعت َوساهمت في تشكيل هكذا مجاميع داخل العراق منذ 2003. الفارق إنها تريد مجاميع تنفذ أجنداتها وليس العكس».
وحسب البياتي، فإن واشنطن «هي صاحبة القرار الأول في العراق، لكنها ساهمت في حل الجيش العراقي في 2003، ولم تهتم ببناء منظومة أمنية أو عسكرية قوية في العراق خالية من الفساد واللامهنية، كما انها دعمت أو سكتت عن تشكيل البيشمركة (وهو تشكيل عسكري ولاؤه للأحزاب الكردية) وتشكيلات الدمج (وهي مجاميع َولاؤها للأحزاب الشيعية) في المؤسسات الأمنية والعسكرية، ومجاميع الإسناد العشائرية (تشكيلات عسكرية ولاؤها للأطراف السنية وغيرها) وهي بنفسها (أمريكا) اعتمدت على مجاميع اللادولة في العراق، وفضائح وانتهاكات (بلاك َوتر) تشهد لها المؤسسات الأمريكية قبل غيرها».
واستبعد العضو السابق في مفوضية حقوق الإنسان العراقية، أن تكون «تشكيلات المجاميع المختلفة خارج إطار الدولة بعد حزيران/ يونيو 2014 كان يمر دون علمها أو موافقتها (في إشارة إلى واشنطن) ولعل الطرف الآخر (الدولي والإقليمي) المنافس فهم عقلية أمريكا َوقام بتقليدها فقط، واستخدام ذات الأدوات ضدها ومعها» حسب قوله.
وعلى إثر هجوم الجمعة، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، تبديل الفوج الرئاسي بفوج من الفرقة الخاصة لمسك القاطع الذي نتج منه قصف السفارة الأمريكية في العاصمة بغداد.
وقال في بيان، في بيان صحافي السبت، إنه «بتوجيه ومتابعة من القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، وللوقوف على ملابسات الاعتداءات التي حصلت على سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى العراق، وكذلك مقر ّجهاز الأمن الوطني، وعدد من المباني السكنية المجاورة، تم تشكيل فريق عمل مشترك للتحقيق مع المسؤولين الأمنيين عن المنطقة التي حصل فيها الاعتداء، وجرت في هذا الإطار إحالة الضباط والمنتسبين، من القطعات الماسكة والمفارز المختصة ضمن هذا القاطع، إلى لجان تحقيقية مختصة لمحاسبة المقصرين منهم، فيما تقرر تبديل الفوج الرئاسي بفوج من الفرقة الخاصة لمسك القاطع المذكور».
وأضاف: «كما يواصل فريق العمل، بإشراف مباشر من القائد العام للقوات المسلحة، ملاحقة مرتكبي هذا الفعل الإجرامي، لإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل، وليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه العبث بالأمن».
وأكد أنّ «الإجراءات الأمنية ستكون حازمة بحق العناصر التي أقدمت على هذا الفعل الإرهابي، وستكون تحت طائلة القانون، ولاسيما أنّ الأجهزة الأمنية المختصة توصلت إلى خيوط مهمة عنهم، كما منحت القوات الأمنية صلاحيات واسعة للتصدي الفوري لأي عمل يمسّ أمن البعثات الدبلوماسية ومواقع تواجد المستشارين الدوليين، وعدم التهاون بهذا الأمر مطلقاً».
وسبق للسوداني أن جدد التزام حكومته بحماية البعثات الدبلوماسية والعاملين ضمن بعثة التحالف الدولي ومنشآته، وذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه من وزير دفاع الولايات المتحدة الأمريكية لويد أوستن، ليلة الجمعة.
وتطرق الاتصال إلى الهجمات الأخيرة التي استهدفت مقرّ السفارة الأمريكية في العاصمة بغداد، وأهمية الحدّ منها؛ لما تشكله من «تقويض لسيادة العراق واستقراره» حسب بيان لمكتب السوداني.
ووفقاً لرئيس الحكومة العراقية فإن «الأجهزة الأمنية قادرة على ملاحقة وكشف المتورطين بهذه الاعتداءات، أياً كانوا» محذراً في الوقت نفسه من «الردّ المباشر دون موافقة الحكومة وأهمية عدم تكرار ما حصل من اعتداء في جرف النصر».
ورحب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، بموقف الحكومة العراقية، وإدانتها الهجمات التي استهدفت السفارة الأمريكية في العراق، وإجراءاتها لملاحقة مرتكبيها، مؤكداً أنّ «مثل هذه الأعمال تهدد الأمن الداخلي للعراق».

«القدس العربي»:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب