ثقافة وفنونمقالات

يقين سنحمله للخالق بقلم الروائي الصامد في غزة :يسري الغول

بقلم الروائي الصامد في غزة :يسري الغول

يقين سنحمله للخالق
بقلم الروائي الصامد في غزة :يسري الغول
 
ما زلت أذكر كلام أبي في طفولتنا، كلما عدنا من جنازة قريب، يجللنا الحزن، إذ كان ينطق من روح الله ويقول: نياله لقا حد يدفنه، يا رب نلاقي حد يدفننا بكرة. (أي أن الميت محظوظ لأنه وجد من يدفنه)، وكان -حفظه الله- كلما انزعجنا من طعام ورفضنا تناوله بطرًا، يقول: اشكروا الله، بس تلاقوه بكرة. (أي قد لا تجدونه غدًا).
أسأل نفسي اليوم: هل كان أبي ورجال المخيم أولياء صالحين؟ هل نحن كذلك وقد فصلت لنا الأحلام مشاهد الدمار منذ عشرات السنين؟ هل تخلقت الأجنة في غ.ز.ة وقد جبلت بشيء من كرامات الأنبياء والرسل والأولياء؟ إذ كيف كنا نرى كل ما جرى قبل أن تحدث هذه المقتلة وهذا الدمار؟ كيف كنا نقول كلامًا حدث بالفعل، كالجوع الرهيب حتى بتنا نأكل طعام الحيوانات ولم نجده لاحقًا.. الشهداء في الطرقات، والحيوانات التي كانت تلتهم الجثث، ولا تجد من يدفنها.
أي كرامة لأهل غ.ز.ة كي تمتلك هذه البصيرة، كثيرهم يرى الرسول -صلى الله عليه وسلم- والأنبياء ويتحدثون معهم، يعرف الواحد منهم متى سيموت ويهيئ الله له الأسباب ليبصر الأجَل قبل وصول صاروخ الموت بأيام.
ربما بقي لأهل غ.ز.ة العظماء، أولياء الله في أرضه، إخوان النبي -أنتم أصحابي وهم إخواني- أصحاب عيسى وموسى وإبراهيم وكل الأنبياء، بقي لهم وهم يذودون عن شرف أمة سقطت في مستنقع العبودية القذر، والولاء لمستعمر كولونيالي ظالم، واحت.لال إحلا.لي سيزول قريبًا وتزول معه تلك الأنظمة العفنة، التى تتغطى بلحاف أمريكا (والمتغطي بأمريكا عريان).
بقي لأهل الله في غ.ز.ة النصر، التحرير الذي نراه قريبًا جدًا جدًا، لكنها سنة الله في التمايز وتجهيز الثلة القليلة لتكون عند بوابات بيت المقدس.
هذا يقين سنحمله معنا إلى الخالق، كمظلمة عن كل العذاب والجحيم في دنيا لا عدل فيها، لأننا شعب يتوق للحرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب