منوعات

المناطق الامنة في الحروب ضرب من الوهم والخيال بقلم مروان سلطان_  فلسطين

بقلم مروان سلطان_  فلسطين

المناطق الامنة في الحروب ضرب من الوهم والخيال

بقلم مروان سلطان_  فلسطين

🇵🇸 

28.5.2024

——————————

يقال ان لا مكان في غزة امن ، كل الاماكن معرضة للهجمات العسكرية سواء من الجو او البر او البحر هذا القول تسمعه من كل الناس في قطاع غزة الذين تنقل الاذاعات والفضائيات اقوالهم .لقد شكلت المذبحة التي جرت في منطقة المواصي في منطقة رفح منذ يومين وهي المنطقة التي حددتها اسرائيل كمنطقة امنة حالة من التساؤل وعلامة فارقة عن مدى مصداقية هذه المناطق كمناطق امنة يدعي الاحتلال ذلك اثناء العمليات الحربية في قطاع غزة، حيث ارتقى اعداد كثيرة من المواطنين اثناء نزوحهم عبر هذه الممرات ، واشتعلت النار في خيام النازحين جراء قصف المنطقة بصاروخين وفق ادعاء الجيش الاسرائيلي.

وبغض النظر عن التبريرات التي قدمها الاحتلال ، وعن مدى صحتها ، فان اقدام اسرائيل على ضرب هذه المناطق الامنة التي هي حددتها ، يعتبر انتهاكا لشروط المناطق الامنة في الحرب. وبعيدا عن ردود المجتمع الدولي الهافت الذي لا يقدم ولا يؤخر سيبقى الاحتلال هو من يدير الحرب وفق قوانينه ، ولا تسمع رواية اخرى غير روايته في غياب مؤسسات المجتمع الدولي وادواته، وبالتالي لا نسمع الا عن ارقام وضحايا هذه الحرب، لكن ان نخرج بتحقيق مستقل يبين الحقائق وكيف حدث ما حدث فسيبقى طي المجهول .

السؤال الذي يحتاج الى اجابة واضحة، هو هل منطقة المواصي منطقة امنة وفق المعايير الدولية؟”

تقول منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن “المناطق الآمنة” هي مناطق محددة باتفاق لا يقوم بموجبه أطراف النزاع المسلح بنشر قوات عسكرية فيها أو تنفيذ هجمات عليها. كما يتم إنشاؤها بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي. 

يمكن أن تشمل مناطق “حظر الطيران”، والتي تحظر على بعض أو كل أطراف النزاع إجراء طلعات جوية فوقها. 

وتهدف هذه المناطق إلى حماية المدنيين الفارين من القتال، وتسهيل حصولهم على المساعدات الإنسانية،”

على مدى الحروب التي حدثت سابقا الاقليمية، او الدولية ثبت بما لا يقبل الشك ان جرائم ابادة تحصل في المناطق التي تعلن عنها انها مناطق امنة، كم من المرات تم الحديث عن مناطق امنة في سوريا اثناء الحرب وكم من الضحايا سقطوا اثناء عمليات النزوح الى تلك المنطقة.

وهل ينسى العالم ما حدث في البوسنة والهرسك عندما دخل صرب البوسنة  في جيب سريبرينيتشا سنة 1993 , حيث قتل سبعة الاف شخص في حينه وكانت تحت بصر وسمع الامم المتحدة والعالم. وكذلك فان المناطق الامنة في حرب العراق قد حدث فيها انتهاك حقوق النازحين اثناء ولوجهم الى المناطق الامنة، وكذلك الامر في السودان حيث يستمر النزاع بين اطراف القوات المسلحة السودانية، وما سبق من حرب اهليه وارتكاب جرائم حرب في السودان.

في قطاع غزة تعرضت كل المسالك الامنة التي طلب من النازحين سلوكها خلال النزوح فيها الى ضربات الجيش الاسرائيلي ، وكان هناك ضحايا بسبب ذلك.

اما ما حدث في رفح من مجزرة وابادة جماعية يوم 26 مايو واليوم ايضا  ولربما سيتلوا ذلك عمليات تؤدي الى مجازر رهيبة ، فان النازحين اصلا قد ارهقوا بسب تكرار النزوح من منطقة الى اخرى ، وعند وصلوهم الى رفح بناء على طلب الجيش الاسرائيلي فقد وصل عدد النازحين اكثر من مليون ونصف نازح في مدينة رفح. وفي نهاية المطاف وعند بدء العمليات العسكرية في رفح طلب من النازحين  الولوج الى منطقة المواصي التي اعدت للنازحين حال اجتياح رفح. في اعتقادي فان ما يحمله اليوم الجيش من توجهات ونفسيات وتعبئة سياسية ،  تحمل في طياتها الانتقام ولهذا فان المجزرة سيتلوها مجازر وهذا ما يمكن ان يقال ونحذر منه اليوم ان يحدث في رفح وكل الاماكن التي  يتواجد فيها النازحين في غزة.

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب