مقالات

من ظلام الخامس من حزيران الى فضاء طوفان الأقصى. بقلم الدكتور غالب الفريجات

بقلم الدكتور غالب الفريجات

من ظلام الخامس من حزيران الى فضاء طوفان الأقصى.
بقلم الدكتور غالب الفريجات

تمر علينا كل عام ذكرى هزيمة النظام العربي الرسمي أمام العدو الصهيوني، ومنذ اكثر من نصف قرن ومازال هذا النظام جاثما على صدور أبناء الأمة، فلا جماهير تحركت للخلاص منه، ولا هو حاول أن يجمل من وجهه البشع، وبقيت الحالة اليوم كما هي بالأمس، فالنظام الذي يفشل في المواجهة العسكرية طبيعة الأشياء ان يرحل، والنظام العربي الرسمي قد كان ومازال يصر على ممارسة الفشل، فقد فشل في تحقيق الأمن الوطني، وفي تحقيق التنمية، وهما مدماكي وجود أي نظام سياسي، وأضاف على اصراره على ممارسة القمع، فلا ديمقراطية، ولا حقوق انسان، وموغل في استمراره بتعميق الذل والمهانة، لا بل زاد في ابتكار أساليب الخداع والغش كالديمقراطية المزيفة التي تهندس مخرجاتها ادواته الأمنية القمعية، الي جانب تماديه في الارتماء في الاحضان الأمريكية والصهيونية.

عجبي من نظام يتلذذ بالنوم في أحضان عدوه، وبشكل خاص من مرغ كرامته في التراب، الكيان الصهيوني، ولا يمر يوم دون أن يسجل هذا الكيان إصابات مباشره لهذا النظام في عقر سلطاته، التي يتنافخ فيها على الشعب، فباتت أطرافه ميته من الحركه، وباتت فرائصه مرتعده، وفقد كل كرامة فيه، وبات لا حياة فيه الا بما يخدم العدو، عدو الشعب والأرض، التي باتت مسرح لعمليات كل اعداء الأمة.

كرسي السلطة المهترئة التي يجلس عليها أطراف النظام باتت ديدن هذا النظام السياسي حد الخيانة الوطنية، وغياب الارادة الوطنية، وضياع الكرامة الإنسانية، فما من نظام سياسي على وجه هذه الأرض يماثل أطراف النظام العربي الرسمي في ضعفه وهوانه وذله، وجبنه أمام العدو، وتجبره في مواجهة الشعب، فبات القاصي والداني يشك في طبيعة جيناته؟ ، فهل هي جينات خاصة به موسومة بهذا المستوى من الخيانة على عكس ماهي جينات ابناء الأمة، التي يضحي الكثيرون من أجل رفعة الأمة، وارتقاء شأنها، وما يحصل في غزة العز اليست هي ذات اجينات لابناء الأمة، التي باتت مغايرة تماما عن جينات حكامها، الذين سقطوا في الدرك الأسفل من السلوك البشري.

عجبي من هذا النظام الذي يصر على التآمر على ابناء جلدته، فغزة العز التي تقاتل بلحم اطفالها الذين بسقطون أمام همجية بربرية عدو الله والانسانية، وبكرامة حرائرها اللواتي أنجبن رجالا يعشقون الشهادة اكثر مما يعشقون الحياة، وبشيخوخة رجالها الذين الواحد فيهم كالطود الشامخ لا ترف لهم جفون أمام آلة الموت التي تحصد الأخضر واليابس، وكلهم شموخ أمام ما يسطره أبطال المقاومة، الذين يصفعون وجوه أطراف النظام العربي الرسمي قبل أن يصفعوا وجوه مرتزقة النظام الصهيوني، الذين يعشقون الحياة، ويهربون من مواجهة أبطال المقاومة.

هذه غزة، غزة العز والصمود والبطولة تصرخ في وجوه كل المرتجفين من حكام العرب والمسلمين، وتقول انظروا لهذا العدو الذي اسكن الرعب في قلوبكم، ونخر العقل من روؤسكم يترنح تحت ضربات المقاومة، وهاهي شعوب الأرض تقف بشموخ لتضحياة أبناء غزة، وانتم مازلتم على العهد، عهد الجبن والخوف، وخيانة العروبة والايمان الديني، فباتت حياتكم عارية لا فيها ذرة كرامة، ولاذرة حياة، فما المبرر بوجودكم غير ان تكونوا اكذوبة سياسة أسوأ من اكذوبة حياة تنعمون بها على حساب مصالح الشعوب ومستقبل أبناء الأمة.

اين تكمن الحقيقة في ما نراه بام اعيننا من حالة لا تصر الصديق ولا تغضب العدو ؟ ، أبناء الأمة يموتون من القهر والذل العبودية، وأخرون يقدمون على مذبح الحرية كل ما يستطيعون من تضحية، وأنظمة في الحالين بعيدة كل البعد عن حال هؤلاء وحال أولئك، فلا ينتهي تجبر هذه الانظمة، ولا ينتهي دور المؤامرة، فالنظام العربي الرسمي حري به أن يزول، فهو وحده من يستطيع الإجابة على كل التساؤلات، وهو وحده من يكون لديه اجابه على كل حالة من هذا الوأقع الذي يطرح كل هموم الأمة.

ما العمل سؤال فيه الإجابة على كل التساؤلات، وحده نظامنا العربي الرسمي المسؤول عن كل ما نحن فيه ، من خوف وجبن وضعف، من هزيمة ونكسة، َالشعوب بكل حركاتها السياسية مسؤولة أيضا عن حالة التردي هذه التي نعيشها، فالعمل يكمن في حركة ابناء الأمة كل من موقعه، ليتصدى لحالة العبث التي تعشعش في عقولنا، فلسنا اقل من شعوب الأرض التي نفضت الغبار، وامتشقت كل أدوات التغيير، فضحت وانتصرت، وابتدأت لما تحت أقدامها لهؤلاء الذين قيدوا حركة المواطنين وكمموا افواه الناس، هؤلاء السطر الأول في مسيرة التغيير، فالعدو الخارجي ركائزه في الداخل، قريبة من أعمدة البيت، بل هي في هذه الاعمدة التي باتت غير قادرة لما ينخر في مفاصلها عث يعيق كل ما فيها على الصمود.

غزة الصمود بدأت في الداخل بدأت بالناس وبالتربية، فالحاضنة واعدادها جزء من واعدوا لهم التي طالبنا فيها رب العزة، فالناس هم أهل النصر، وأصحابه، وهم الذين تحملوا تضحياته، فكيف نعد العدة نحن وعمود البيت لا يقوى على رفع البيت، وعمود البيت هو هذا الشعب وحركاته النضالية فلنكن على مستوى التضحية التي تتطلبها مسيرة التغيير، حتى لا نستمر في قمقم الخامس من حزيران وأن نكون في مستوى فضاء طوفان الأقصى.

طوفان الأقصى وحده الذي يمثل الأمة، وحده الذي يجب أن تقف الأمة وراءه بكل ما تستطيع لديمومته حتى تتحقق كل أهداف الأمة، وليكون عابرا لكل اراضي الأمة من الخليج العربي حتى المحيط الهادي، وحدها المقاومة التي تحقق غسيل عار النظام العربي الرسمي في الخامس من حزيران، وحدها الجبهة القومية التي تنصهر فيها كل حركات الأمة نحو النصر والتحرير، وهي وحدها من يكنس العفن السياسي الذي تقيأه النظام العربي الرسمي على مدار هذا الزمن المعتوه الذي تسيد فيه هذا النظام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب