مقالات

 زيارة نتنياهو الى الولايات المتحدة  ما الجديد فيها، وماذا حققت؟ بقلم مروان سلطان   

بقلم مروان سلطان- فلسطين

 زيارة نتنياهو الى الولايات المتحدة  ما الجديد فيها، وماذا حققت؟

بقلم مروان سلطان- فلسطين

26 .7 . 2024

——————————————

السؤال الذي يطرح نفسه في الشارع الفلسطيني والعربي خاصة هل نجح نتنياهو في اذابة الجليد بينه وبين البيت الابيض، من الواضح ان الامور لم تاتي بانفراج لان نتنياهو لم يتحدث بما كان متوقعا منه خاصة بحدوث انفراجة في موضوع عودة الرهائن وانهاء الحرب في غزة وهذا ما تريده الولايات المتحدة الاميريكية.  ومل ما ابداه هو عزمه على استكمال الحرب باسلحة امريكية حديثة ومتطورة ليكمل اهداف الحرب على غزة هذا من جهة اما من جهة اخرى فاراد ان يغير من صورة اسرائيل امام الراي العام الامريكي الذي نزل الى الشوارع وفي الجامعات وحاول استعطافهم للخروج من هذا المازق. كما اراد ان يحظى بمزيد من الدعم الامريكي والاسلحة النوعية لاستخدامها في غزة. كما اراد تعزيز علاقاته بالحزب الديمقراطي والجمهوري وبمرشحي الحزبين للانتخابات الامريكية

من المهم ان نذكر ان اسرائيل والولايات المتحدة تتعرضان الى ظروف لها اثرها على الدولتين، اولا نتنياهو وقبل ان يغادر الى الولايات المتحدة 🇺🇸 تعرض الى ضغط المنظومة الامنية الاسرائيلية من اجل الموافقة على الصفقة مع حماس، كما ان ذوي الاسرى يضغطون في الشارع ايضا على اتمام الصفقة ، والمعارضة من جهة اخرى تطالب بحل الحكومة والذهاب الى انتخابات عامة. اما الولايات المتحدة ايضا فان الانتخابات الاميريكية هي التي تتصدر الموقف في الولايات المتحدة فلذلك يرى المراقبون ان الزيارة تعتبر هامشية وليست بذي اهمية على المستوى الرسمي.

فماذا اراد نتنياهو ان تتحقق في زيارته ؟ لم يات نتنياهو باي جديد في خطابه امام الكونغرس الامريكي ، وقد اظهر ضعفا عندما لا يتحدث باي جديد امام اعلى هيئة تشريعية في الولايات المتحدة الامريكية 🇺🇸. 

لقد اراد نتنياهو ان يربط بين هجوم السابع من اكتوبر 2023 من جهة ، وبين الهجوم 11 سبتمبر على برجي التجارة العالمي في نيويورك في العام 2001 ، وان من قام بهذين الهجومين هم اعداء اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية . وبهذا يريد ان يقول للامريكان ان الحملات العسكرية التي شنتها امريكا عقب ذاك الهجوم ، وما نتج عنه من ملايين الضحايا هو في سبيل امن امريكا. وان الهجوم الاسرائيلي على غزة عقب السابع من اكتوبر وما نتج عنه من ضحايا فهي لا تذكر مع تلك الحروب التي شنتها امريكا، وبالتالي لا يستحق هذا الضجيج الصادر عن الشارع الامريكي ، وعن المؤسسات الرسمية مثل محكمة الجنايات  الدولية ، ومحكمة العدل  الدولية لان ذلك ان الحرب القائمة من اجل حماية دولة اسرائيل التي تعرضت للخطر، ومن احل الردع بان لا يفكر اي كان في الاقتراب من الحدود الاسرائيلية. وضرب مثل غزو الرومان للبلاد وتدمير ما يسمى المملكة اليهودية.

الامر  الثاني ان نتنياهو جاء بمشروع مهم وهو مشروع ما اسماه “تحالف ابراهيم” وهذا التحالف للدفاع عن دول المنطقة بزعامة اسرائيل للوقوف في وجه التهديدات التي تواجه المنطقة  والولايات المتحدة الامريكية وهي ايران وكذلك فلسطين .  فنتنياهو يعتبر ان هذا الحلف  ” حلف ابراهيم” مهم جدا وخاصة ان اسرائيل تعرضت الى هجوم ايراني قبل عدة اشهر بالصواريخ الباليستية والمسيرات استطاع التحالف الاقليمي مع الولايات الامريكية  اسقاط عدد كبير منها وحماية امن اسرائيل. وكذلك فان هجوم السابع من اكتوبر هو احد اسبابه العداء القائم بين المحور الايراني ومحور التطبيع والسلام مع اسرائيل.

وثالثهما المشروع الاسرائيلي في اليوم الثاني بعد انتهاء الحرب على غزة الاوهو كما صرح به ” ادارة مدنية فلسطينية” ليس لديها بناء على تصريحه نوايا لتدمير اسرائيل. وهذا يعني هو يريد اما كرزاي فلسطيني ياتمر بامر اسرائيل ، او مجموعة لحد جديدة  كالتي صاغتها اسرائيل في جنوب لبنان. لم تتوانى اسرائيل عن البحث عن المخاتير الذين عملوا في زمن الادراة المدنية الاسرائيلية بعد احتلالها للضفة الغربية وقطاع غزة في سنة 1967.  وكانوا دائما في صحبة الجيش الاسرائيلي عند القاء القبض على المقاومين من بيوتهم. او على غرار روابط القرى الذين انتهى بهم الحال الى حل انفسهم بعد معارضة الشعب الفلسطيني لهذه الحلول. في مجمل الحال فان نتنياهو لا يريد الخروج من غزة وان خرج من الباب فسيعود الدخول اليها  من الشباك.

اما القضية التي تشغل بال الاسرائيلين وهي قضية الرهائن لم يعرها نتنياهو  اولوية لانه لم يتطرق الى المفاوضات مع حماس والحرب على غزة، بل اكد على قضية السلاح النوعي الذي يحتاجه من الولايات المتحدة لاكمال الحرب ، لانه يقاتل اعداء الولايات المتحدة واسرائيل .

الحقيقة التي يدركها نتنياهو ان الزيارة لم تحقق اهدافها في توحيد الحزبين الديمقراطي والجمهوري باتجاه سياسة نتنياهو بخصوص القضايا المحلية والاقليمية ، ويعتبر تغيب معظم اعضاء الحزب الديمقراطي عن الخطاب صفعة موجعه له ، من المؤكد ان هذا لن يغيب عن باله هذا المشهد بالرغم من التصفيق المستمر لخطابه من اعضاء الحزب الجمهوري. والبيت الابيض يرى ان حدة الخلافات بين نتنياهو والليت الابيض تتسع، كما ان ترشيح السيدة هاريس من الممكن ان تقلل من حظوظ الرئيس ترامب صديق نتنياهو بالعودة الى البيت الابيض. نتنياهو سيعود الى اسرائيل ويواجه الشارع الاسرائيلي الذي ضج من سياسته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب