مقالات

حرب المياه قادمة هل يحتضر النيل في شمال مصر؟ بقلم خالد ضياء الدين

بقلم خالد ضياء الدين -السودان -

حرب المياه قادمة هل يحتضر النيل في شمال مصر؟
بقلم خالد ضياء الدين
هل تعاني مصر من نقص المياه؟
سمعناها من قبل(حرب المياه)..
لم نهتم بهذا العنوان في السودان ونحن نرى النيل يشق البلد من نصفه وتلك الروافد والمصبات تغذيه من كل صوب شرقا وغربا.
في الخريف يفيض النيل عندنا حتى يصل القرى القريبة والمدن.. نراه يزحف بين المنازل وكثيرا ما يتخطى شوارع الأسفلت البعيدة العالية.
لكن النيل في مصر مختلف جدا من ذلك الذي عندنا.
في مصر تراه شبه ساكن كأنه عجوز يتوكأ على ضفتيه.
الذي حضر إلى مصر يعيش أزمتهم ويعرف معنى المعاناة من الكلور المتدفق من حنفيات المنازل.
الحق يقال أن الحكومة عندهم قادرة على ضخ الماء ووصولها للطابق ال15 وأكثر وبقوة اندفاع كبيرة لكن هل تصلح هذه المياه للشرب؟
الحكومة تقول بأنها صالحة ووفق المعايير العالمية، ولكن الواقع يقول بأن اعدادا كبيرة جدا جدا من المصريين يشترون المياه (الصحية) من المتاجر.
كمية المعالجات الموضوعة في المياه تغير لونها وطعمها ومابين شك وإيمان بصلاحيتها وهل هي من النيل أو من مياه الأمطار والآبار نجد أغلب المصريين يستخدمون فلاتر المياه لتنقيتها من اللون والطعم.
انحسار مياه النيل خاصة في الصيف يقلل من المساحات المزروعة في مصر وهي أصلا مساحات محدودة تلك التي على ضفافه، اتخذت الحكومة حزمة من القرارات من ضمنها تقليل مساحات زراعة الأرز الذي تتطلب كميات كبيرة من الماء.هذه واحدة من المعاناة.
حقيقة لن تقف أي حكومة مكتوفة الأيدي وهي ترى شعبها مهدد بنقص المياه ومصر لاتملك غير شريط النيل بلا مصبات أو روافد، فقط ذلك الساحر العجوز الذي تباطأت مشيته والمطلوب منه أن يروي عطش أكثر من 120 مليون نسمة هم سكان مصر ويوفر لهم على الأقل 70% من الأمن الغذائي.
لماذا تقبل مصر أن تروي محاصيلها الزراعية بمياه الصرف الصحي المعالج، ولماذا تضطر لوضع كميات كبيرة من مادة الكلور وغيرها لتنقية مياه الشرب والنيل موجود لكن هناك من يصنع (بلف)ضخم يتحكم في كمية المياه بعد أن يأخذ منها كفايته بالزائد؟!
لسنا ضد بناء سد في بلد من البلدان ولا باستفادة قطر من الأقطار بحصته في المياه لكنا ضد الارتواء حد الثمالة على حساب الشركاء.
تتحكم الآن إثيوبيا عبر سد النهضة في حجز مياه النيل خلف سدها العظيم الجديد وهي وحدها من تقرر متى تفتح بواباته ومتى تقفلها.
الحق يقال بأن السودان لن يعاني مثل مصر التي أرسلت جيشها للصومال جارة إثيوبيا ولم تخف تسليحها للجيش هناك، وفي المقابل استعرضت إثيوبيا قبل يومين صاروخا بالستيا صيني الصنع، وذلك ضمن التصعيد والتصعيد المضاد.كل ذلك والمنطقة كلها تعاني من ح-روب ومواجهات وعدم استقرار.
إثيوبيا تعاني من ح-روب داخلية وتحتاج لترتيب أوضاعها وعمليا غير مستعدة لمواجهات عسكرية مع مصر، الصومال تعاني من هشاشة وهي التي خرجت للتو من ح-رب اهلية، أما اريتريا فليست بأقل هشاشة من الصومال، وأما السودان مشغول بح-رب شاملة ومصر أقرب لحكومة بورتسودان من ذي قبل لذلك ستجد إثيوبيا نفسها محاصرة وفي خناق لن تجد له مخرجا إلا إعادة التقسيم اللهم إلا اذا تدخلت اس-رائ-يل والدول الداعمة لبناء سد النهضة وفي البال العنوان القديم(ح-رب المياه في وادي النيل).
في هذه الظروف تجد مصر نفسها خائضة وسط أزمة القرن الإفريقي حيث الجميع يق-اتل من أجل مصالحه أو بالوكالة، فهل ستجد مصر من يواجهها إذا تمدد جيشها خارج حدودها؟.
تحتاج دول النيل من النبع إلى المصب أن تتجاوز الحقبة التي مضت والجلوس من جديد لنقاش كل مايتعلق بحصة المياه لكل قطر بما يرضي الجميع دون ضرر ولا ضرار، بما يجل الجميع كسبان، وإلا فح-رب المياه قادمة وهي من نوع الح-روب التي لاتنتهي بانتصار دولة إنما بفرض السيطرة عليها إما باحتلالها واستعمارها أو بوضع حاكم (واجهة) يتم عبره السماح بتدفق المياه للبلد الجار أو البعيد المسيطر ولو على حساب أرضه وشعبه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب