صحيفة عبرية: هل تترك إسرائيل لإيران فرصة النجاة بمشروعها النووي؟
صحيفة عبرية: هل تترك إسرائيل لإيران فرصة النجاة بمشروعها النووي؟
تقف من خلف هجوم طائرات سلاح الجو الإسرائيلية ضد أهداف يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، رسالة معدة للوصول إلى إيران، رسالة قابلة للاستيعاب، وسهلة على الحل: دوركم قادم.
حالياً، ليس واضحاً إذا كان زعيم الحوثيين، عبد المالك الحوثي، قرر تقليد خامنئي في طهران والدخول هو أيضاً إلى “مكان آمن”. ليس واضحاً إذا كان مساعدو الحوثي توجهوا لرفع الهواتف لطهران أو إلى مدن في إمارات الخليج. قرروا التخلي عن بيروت على ما يبدو، مع العلم أن شركاء الحوثيين في حزب الله تضرروا في هجمة البيجر، أو صفوا، أو فروا ودخلوا إلى حفرة عميقة مع نصر الله في قلب الضاحية ولم يخرجوا منها.
هجوم سلاح الجو المفاجئ في اليمن وقع على رأس خامنئي ومستشاريه كالقنبلة، نوع من المفاجأة السيئة على نحو خاص. لم يتمكنوا من طلب جثة نصر الله لدفنها في إيران ولم يقرروا بعد ما العمل حيال مظاهرات فرح الطلاب داخل مدن إيران الكبرى بعد سلسلة التصفيات. في نظرة من بعيد، يخيل أن شبان إيران يبحثون عن أسباب للخروج للتظاهر في الشوارع. فاليد الطويلة التي يبديها الرئيس الجديد، مسعود بزشكيان، توقف الشرطة وقوات الأمن من تنفيذ الاعتقالات.
يجدر الانتباه إلى أن الزعيم خامنئي يشعر بلحظة من الارتياح بعد تصفية نصر الله. إذا تبين بما لا يرتقي إليه شك بأن الخليفة هاشم صفي الدين، حي يرزق ولم يصفَ في الضاحية، فهو الذي سيخلف نصر الله. فالزعيم الجديد تراه قيادة الأجهزة في طهران “رجلهم في لبنان”. فهو ذو سلسلة تنفيذية تفوق تلك التي لدى نصر الله الذي احتل منصبه 32 سنة، الرقم القياسي في قيادة منظمة الإرهاب. صفي الدين قديم ومحنك جداً، دخل إلى قيادة شبه فارغة، متزوج من المرأة الصحيحة – ابنة الشخصية الإيرانية الأسطورية قاسم سليماني. والأهم أنه مقرب جداً من القيادة الإيرانية. تربية خامنئي حقاً، ورجل الأسرار والاستشارات السرية للدائرة التي تحيط بحاكم طهران.
من ناحية محافل الأمن والاستخبارات الإيرانية، يبدو هاشم صفي الدين معداً ليكون رسولهم، ممثلهم، منفذ كلمتهم، وبالطبع الأوامر التي تخرج من مكتب الحاكم والضباط الكبار في الحرس الثوري وقوة القدس الإيرانية. تجربته، ذكاؤه وتواضعه الشخصي سحرت قلب خامنئي. يقال عن صفي الدين بأنه وحشي وذكي، رجل دين يعرف كيف يدير الناس، يعرف الحدود ويسعى لرص صفوف حزب الله من جديد بعد سلسلة العمليات والخسائر التي دفعت في الأسابيع الأخيرة. والآن، أضيفت الاغتيالات.
السؤال المطروح ولا يلقى جواباً حالياً هو: هل تسعى إيران لتسريع برنامجها النووي بالتوازي مع إعادة بدء المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، أم ستركز -وهذا يتعلق بمن ينتخب الرئيس التالي للولايات المتحدة- سراً على البرنامج النووي؟ يدرك الإيرانيون بأنه لم تعد هناك أسرار كبرى. التقدير هو أنه لا يمكن الدفع قدماً ببرامج نووية سرية ووسائل الرقابة والتصوير تحوم من فوق الرأس، توثق وتصور.
في الفترة القريبة، كنت سأركز العين (الاستخبارية) على رؤساء النظام وقادة قوات الأمن الإيرانيين، كي أفهم إلى أي اتجاه تهب الريح عليهم. أما العين الثانية فكنت سأركزها على الرئيس بزشكيان. صحيح أنه ليس في الحلقة المقربة من خامنئي، وحتى لو بدا أن الحاكم حرص على انتخاب الرئيس “الإصلاحي” كي يتسلى به وبأصحابه “الثوريين” أو كي يشق الطريق لفتح قنوات للعالم الكبير، أو في نهاية المطاف، مثلما في الحالات المعروفة، سينهون حياتهم بإقامة جبرية أو بالسجون في أرجاء إيران. حالياً، وهذا هو الجديد، لا يمكن القول يقيناً إذا كانت إيران ستراوح مكانها أم تعتزم الصعود إلى سكة قطار جديدة.
سمدار بيري
يديعوت أحرونوت 30/9/2024