معاريف: “لا نصر وهم في أنفاق غزة”.. لنتنياهو: لماذا نقضت ميثاق إسرائيل بـ “فيلادلفيا”؟

معاريف: “لا نصر وهم في أنفاق غزة”.. لنتنياهو: لماذا نقضت ميثاق إسرائيل بـ “فيلادلفيا”؟
السنة المنصرمة منذ السبت اللعين إياه، تبدو أكبر منا جميعاً: قصور، كارثة، تسييد، مذبحة، هزيمة، بطولة، عبور من الدرك الأسفل في كل الأزمنة إلى النهوض الحالي، وتحويل الكارثة الأكثر رعباً في تاريخنا إلى رافعة وفرصة لتحول عظيم، وتجند دولة كاملة، ومجتمع مدني، ومواطنات ومواطنين، ضباط ومقاتلين، قوات احتياط، إسرائيليات وإسرائيليين في منتصف الطريق، أو في نهايته ممن تركوا كل شيء وهرعوا لإنقاذ دولتهم.
اليوم أيضاً، بعد سنة، نواصل اكتشاف الأبطال، والقصص المنسية، والأفعال الرائعة، وحتى القصور الصادم، والعمى الرهيب، والغرور، غرور العظمة، والسياسة الكارثية لتربية الوحوش الذين أحطنا بهم، وإدمان الهدوء المؤقت، ولسكينة الخادعة، والتكرار العضال للدين المتراكم إلى جانب النخب والرضوان على حدودنا، حتى تفجر فينا.
كل هذا سيجمله التاريخ، كل هذا يفترض أن تفحصه لجنة التحقيق الرسمية التي ستتشكل. ما ينبغي قوله اليوم، بصوت مرتفع، هو المفهوم من تلقاء ذاته: إلى أن يعاد الـ 101 إسرائيلية وإسرائيلي إلى بيوتهم أو إلى قبر إسرائيل، لن يمكن تنفس الصعداء، ولن يحدث انتصار، ولن يكون ممكنا العودة إلى جدول الأعمال، ولا النظر في المرآة.
هذا ليس موضوع يمين ويسار. لا رأي سياسياً هنا. هذا موضوع المبدأ التأسيسي لدولة اليهود. العقد الأكثر أساسية الذي أبرم بين الدولة التي أقيمت من رماد الكارثة السابقة التي وقعت لنا وبين مواطنيها. هذا عقد أخل به، بقدم فظة.. إخلال جراء إهمال إجرامي، فظ، لا يعقل.
لن نتمكن من تهدئة الروح العاصفة إلا بعد إعادتهم إلى الديار، لن ننهي الأمر في هذا الفصل. لن نقيم منظومة علاقات صحية بين الدولة ومواطنيها، منظومة واجبات وحقوق انهارت على رؤوسنا في 7 أكتوبر.
هذه الأيام، أيام ما قبل يوم ذكرى الكارثة، تجلب معها موجة هائلة، غير معقولة، عسرة على الاحتواء، للقصص الصادمة والمحطمة للروح. الأبطال الذين قاتلوا وأنقذوا الحياة حتى نفسهم الأخير. المقتولون. العائلات التي شطبت. الحياة الضائعة، الأطفال الذين قتلوا أمام عيون آبائهم وآمهاتهم أو الآباء والأمهات الذين قتلوا أمام أطفالهم.
الآن أغمضوا عيونكم. اشعروا بقصة واحدة من مئات القصص هذه. قصة تدخل أرواحكم. تصوروا ان يكون ممكنا الضغط على زر وإعادتهم إلى الحياة. تصفير الساعة. تحديث برنامج. العودة إلى 6 أكتوبر وإعادة البطل/ة هذا إلى الحياة السابقة، إلى حضن عائلته، إلى محبيه وأحبابه.
ربما تفتحوا عيونكم، نعم هناك إمكانية؛ لنا على الأقل خمسون أختاً وأخاً يمكنهم العودة أحياء، الآن. هم يتنفسون، يحلمون، يشتاقون، يعانون. هم في خطر موت فوري. لم يخطئوا ولم يجرموا. هم مواطنون تركتهم دولتهم، مرتين. يمكننا إعادتهم إلى الحياة، كلهم. علينا أن نكون مستعدين لدفع الثمن وإن كان عالياً.
كمن عارض صفقة شاليط، بكل قوته، في حينه، ويفهم المنطق الذي يحظر بموجبه الاستسلام للإرهاب ومحظور إطعام الوحش- حماس، اعتقد أن الوقع الحالي مختلف تماماً. لقد تعرضت حماس للضربة الأقسى في تاريخها. نحو 20 ألفاً من مقاتليها قتلوا. اختفت كل قيادتها العليا والصغرى. قطاع غزة كله أصبح جزر خراب. عشرات آلاف الفلسطينيين قتلوا. الخطر المحدق منهم في هذه اللحظة لاغ وملغى. يجب استكمال هذه المهمة في السنوات القريبة بتصميم، دون التنازل عن أي صاروخ، أي نفق، أي إرهابي.
انتهت المعاذير. لا فيلادلفيا ولا “النصر المطلق”. يجب إعادة المخطوفين. إذا لم يكن السنوار معنياً بصفقة، فيجب عمل كل شيء كي يغير رأيه، بما في ذلك إغراؤه. لا يوجد في العالم شركة تأمين مستعدة لتؤمن على حياة هذه الحشرة، وعن حق. لا احتمال في التنازل عن إرساله إلى حيث زملاؤه القتلة.
لكل هذا سيكون لاحقاً. إسرائيل خانت مواطنيها. على إسرائيل إعادتهم إلى الديار ودفع الثمن الكامل لقاء ذلك. كل نتيجة أخرى ليست مقبولة، وستشكل انتهاكاً أساسياً للعهد الإسرائيلي، الميثاق غير المكتوب بيننا وبين دولتنا الحبيبة.
بن كسبيت
معاريف 7/10/2024