الصحافه

متى تدرك إسرائيل أن جيشها غير مؤهل لحروب طويلة؟

متى تدرك إسرائيل أن جيشها غير مؤهل لحروب طويلة؟

بن – درور يميني

الخميس الماضي، في مكان ما شمالي هضبة الجولان حدثت انفجارات؛ قد تكون اعتراضات، أو أصداء لما يحصل في لبنان غير البعيد. قبل أيام من ذلك، زيارة إلى “سديروت”، ومرة أخرى، صافرة في الخلفية. ومنذئذ، بعد توقف لبضعة أسابيع، ثمة إطلاق للصواريخ يومياً. “اعتدنا، يقولون لي في الشمال. لا نتأثر، المشكلة أن الثمن الدموي فظيع ورهيب”. زوجان آخران قتلا في “كريات شمونة”. فحتى لو كانت صافرة – مشكوك الوصول إلى منطقة محمية. لم نعتد، قالوا لي في الجنوب. اعتقدنا أنه انتهى. شيء لم ينته. فرقة 162 غادرت رفح لتعمل في شمال القطاع مرة أخرى، لأن حماس ترفع أنفها وتسيطر على المساعدات الإنسانية وتعيد تنظيم نفسها عسكرياً بل تنجح؛ لكارثتنا ولزرع عبوة تقتل ثلاثة جنود. كنا في خانيونس، من حيث استؤنف إطلاق الصواريخ. لم نعد نتحدث عن اليوم التالي، نتحدث عن هذه الأيام. كيف سنخرج من هذا الوحل؟

المزاج الوطني تحسن عقب عمليات ناجحة ضد حزب الله: أجهزة البيجر، وأجهزة الاتصال، وتصفية نصر الله وشريحة قمة القادة. القصف الذي المستمر على مخازن الذخيرة، والصواريخ والمقذوفات الصاروخية. لا شك أن حزب الله لم يعد ما كان، لكن تنفس الصعداء كان سابقاً لأوانه. منذ أسبوعين وجنود الجيش ينشغلون بتطهير جنوب لبنان. هم جديرون بكل ثناء وتمجيد، لكن لا تغيير في الأفق. ربما العكس. رشقات إلى مسافات أبعد أصبحت أمراً اعتيادياً.

ربما نقول: الصبر. هذا لا يحصل بين ليلة وضحاها. صحيح، ثمة حاجة للصبر، فالعجلة من الشيطان. لكن بعد سنة من الأعمال، شيء ما هنا لم يترتب، نعرف عن عدد لا يحصى من المشاكل في الاستراتيجية التي أدت إلى المذبحة في 7 أكتوبر. أشهر من المراوحة داخل القطاع، حين لم يفهم القادة الكبار ما الذي يفترض أن يفعلوه. سنة كاملة وإسرائيل تعرض لصواريخ حزب الله. الشمال في دمار، والبلدات مفرغة من السكان، بعشرات آلاف النازحين. إسرائيل ردت. قصفت جنوب لبنان كل يوم بيومه. لكن شيئاً لم يتغير، متى سيكون التغيير؟ سألت ضابطاً كبيراً ينفذ هو وقواته هذه الأيام العمل الصعب لتطهير القرى المجاورة للحدود. لم يحاول الطمس. حتى لو لم تصلنا النار من القرى والاستحكامات المجاورة للحدود، قال، فستصلنا من مسافات أبعد. حتى لو وصل الجيش الإسرائيلي إلى الليطاني، فلن يمنع هذا وصول الصواريخ والمسيرات علينا.

يجب أن نعرف: هزيمة حماس عسكرياً لا تعني فناءها. وتلقي حزب الله ضربات قاسية لا يعني أنه فقد القدرة على إطلاق المزيد من الصواريخ. إذن، ماذا؟ لن يحصل التغيير إلا عندما تترجم الإنجازات العسكرية -وهناك إنجازات- إلى خطوة سياسية.

من ينتظر قضاء تاماً على حزب الله قبل تحقيق اتفاق، عليه الانتظار لسنوات أخرى. هذا ما تريده منظمات الإرهاب: الاستنزاف بدلاً من الحرب. إسرائيل جيدة في حملات وحروب قصيرة. فهي غير مبنية لحروب استنزاف. خادمو الاحتياط هم العمود الفقري للاقتصاد. كم من الوقت سيمر وهم مجندون، ولا أحد يحل محلهم. الائتلاف الذي يحكمنا يبحث عن كل حيلة ممكنة كي لا تكون مساواة في العبء.

التفوق الذي حققته إسرائيل رائع، شريطة أن تستخدمه القيادة لغرض تحقيق اتفاق؛ لأن الاتفاق سيضع نهاية لإطلاق الصواريخ. الاتفاق وحده سيؤدي إلى تحرير مخطوفين، الاتفاق وحده يتضمن سلطة فلسطينية وقوة عربية أو دولية لتحرير القطاع من حكم حماس بهذا المستوى أو ذاك. وإذا لم يحصل هذا، فإن أبناء وأحفاد جنود الفرقة 162 سيواصلون الركض بين رفح وجباليا. جنودنا الشجعان سينتصرون، لا شك. لكنه نصر في معركة، وبعدها معركة، وبعدها معركة، لكن هزيمة في الحرب.

نحن بحاجة لمعالجة جذرية. حماس وحزب الله جزء من فوق النار الذي أقامته إيران. لا حاجة لاستنزاف إسرائيل نفسها في حرب ضد أذرع الأخطبوط. يجب توجيه طاقات إسرائيل كلها إلى رأس الأخطبوط. إذا لم يحصل هذا، فعندها مع أو بدون اتفاق ستواصل إيران فعل ما فعلته حتى الآن؛ تعزز، وتسلح، وتثبت طوق النار. حسب التقديرات المختلفة، آلاف الحوثيين باتوا الآن في سوريا، ويسارعون إلى المعركة. منسقهم الرئيس هو العقيد شرف المواري، الملحق العسكري للحوثيين في سوريا.

فالاتفاق في الجبهتين ليس كلمة نكراء، بشرط واحد: أن توجه إسرائيل كل الجهود للتصدي لرأس الأخطبوط. وإذا لم يحصل هذا، فلن تترجم نجاحات إسرائيل إلى إنجاز استراتيجي. وإذا لم توقف إيران، فستواصل التآمر الذي قد يجر إسرائيل إلى استنزاف مستمر. إسرائيل انتصرت في المعارك، حان الوقت لتنتصر في الحرب.

 يديعوت أحرونوت 13/10/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب