مقالات

 صدى الحرب وجهود التهدئة في لبنان وغزة بقلم مروان سلطان-فلسطين

بقلم مروان سلطان-فلسطين

 صدى الحرب وجهود التهدئة في لبنان وغزة

بقلم مروان سلطان-فلسطين

31.10.2024

———————————

الحرب التي تدور رحاها في كل من قطاع غزة ولبنان، واخذت مجرى الحرب تتعدى المحاربين بن اسرائيل ولبنان وغزة الى ان اكتوى بنارها المدنيين في لبنان 🇱🇧 وفلسطين ، وكذلك البنية التحتية، وقطاعات السكن، والمستشفيات والمدارس والجامعات وكل الخدمات التي تخضع في دائرة الحرب، من جهة والفصائل الفلسطينية، في قطاع غزة وفي شمال فلسطين 🇵🇸 مع حزب الله،  هي حرب يقوم بها الكيان الاسرائيلي لتحقيق اهداف اعلن عن بعضها ، والبعض الاخر بانت معالمه من خلال ادارة الحرب في الجانب الاسرائيلي.  في مقدمة تلك الاهداف  سواء على الحدود مع لبنان 🇱🇧 او في قطاع غزة هو ازالة التهديدات للمستوطنات في الشمال الفلسطيني المختل او في غلاف غزة، وهذا لم يعد ممكنا في الوسائل الدبلوماسية بعد السابع من اكتوبر.  وهذا القرار الذي ارادت اسرائيل ان يتحقق لعقود طويلة قادمة وهو عدم العيش مع التهديدات وازالتها بعد ان كانت تدير تلك الازمات وتتساوق معها. وثاني تلك الاهداف هو الفصل بين الجبهات. ثالث الاهداف تحقيق منطقة عازلة في شمال غزة والحدود مع دولة الكيات، واخرى مثلها في الجنوب اللبناني ، حتى نهر الليطاني. والاهم من ذلك وضعت اسرائيل في اهدافها تهجير اعداد كبيرة من سكان غزة والجنوب اللبناني بذريعة توفير الامن لسكان اسرائيل.

ان الذي تحقق في هذه الحرب لدولة الاحتلال هو اولا: سقوط عشرات الالاف من الشهداء والجرحى، حيث ارتقى ما يزيد عن خمسون الف شهيد، وبلغ عدد الجرحى حتى الان مائة وخمسون الف جريح ، وتم تهجير مليوني شخص من اماكن سكناهم الى مناطق مختلفة ، وتعددت مرات النزوح من الشمال الى الجنوب وفي الجنوب تعدد النزوح بين مدن جنوب غزة وفقا لتعليمات الجيش الاسرائيلي والعمليات العسكرية فيها.  ثانيا : جعل قطاع غزة منطقة غير صالحة للعيش فيها من خلال تدمير حوالي %80 من المباني السكنية، ثالثا: تدمير البنية التحتية للتعليم ، والصحة، والخدمات العامة.  وما يدور في غزة فان الاحتلال الاسرائيلي يطبق نفس السياسة العسكرية على لبنان 🇱🇧 حيث جرى دمار واسع في مدن وقرى الجنوب، وتم تهجير ما يقارب مليون ونصف لبناني وفلسطيني من منطقة الجنوب الى شمال نهر الاولي. 

يدور الحديث اليوم عن زيارة للوسطاء من اجل التهدئة على الجبهتين في لبنان وغزة. وهذا المشهد متكرر  ، وكنا قد شهدنا الحراك الدبلوماسي لعرابي المفاوضات والوسطاء للحصول على مخرجات هدنة، الا ان ما يجري على الارض من العمليات العسكرية ، لم تشير الى تحقيق اي اتفاق. 

ان اهم الاسباب التي تدعو اسرائيل لعدم تحقيق  هدنة او اي اتفاق هو عدم رضوخ كل من حركة حماس ، وحزب الله على الاستسلام والانصياع للشروط الاسرائيلية، بما فيها نزع سلاح حزب الله وحماس. نتنياهو يعتقد بعد سلسلة الاغتيالات لقادة حماس ، وحزب الله والاعداد التي ارتقت من الشهداء والجرحى والتدمير الذي سببته العمليات العسكرية ، شعوره بنشوة الانتصار مما جعله يظن ان حماس وحزب الله سوف يقومون برفع الراية البيضاء وبالتالي يعلن فوزه بالنصر التام على حماس في غزة، وعلى حزب الله في لبنان.

في اعتقادي جازما انه لن يكون هناك اي اتفاق، الى ما بعد الانتخابات الامريكية، لاسباب سياسية ومما لا شك فيه ان النتائج لهذه الانتخابات سيكون لها متغيرات دراماتيكية على الحرب. اما حصول اتفاق قبل الانتخابات فهذا امر صعب ونتنياهو من وراء الكواليس ، لا يريد ان يستفيد الحزب الديمقراطي من اي انجاز في هذا المضمار تحقق لهم المكاسب في الانتخابات الامريكية القادمة في الخامس من تشرين الثاني القادم.

والاهم من كل ذلك فان نتنياهو يريد ان يستمر في الحرب واي هدنة يريد ان تكون مؤقتة وهذا على عكس رغبة حماس وحزب الله الذي يريدان فيه ان تتوقف الحرب وخروج الاحتلال من غزة ولبنان الى الحدود الدولية او الخط ماقبل بداية الحرب.  وبناء عليه فان اي اتفاق في اعتقادي هو بعيد المنال بين اسرائيل من جهة وحماس وحزب الله من جهة اخرى، خاصة وان اسرائيل وبشكل مبطن تريد ان تضع لبنان تحت الوصاية الدولية ، وهذا امر ترفضه لبنان جملة وتفصيلا.

كل ما يدور الحديث فيه الان فيما يسمى مصطلح البطة العرجاء ” امريكا” بسبب انشغال امريكا بالانتخابات القادمة بعد اقل من اسبوع من الان من حديث حول زيارة الوسطاء ، والاقتراب من الوصول الى اتفاق او مسودة اتفاق هو هراء محض وانما فقط هي موجهة الى الناخب العربي ان هناك جهدا امريكيا مخلصا لوقف الحرب وانهاء المعاناه في لبنان ، وقطاع غزة.

لا شك ان الحل اليوم في اعتقادي اذا ما اريد له ان يكون ، فهو حل وفق اتفاق دولي تشارك فيه العديد من الاطراف التي لها شأن في غزة، ولبنان والكيان الاسرائيلي، تتحقق فيه مصالح جميع اللاعبين في هذه المعضلة، واهمها القضية الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب