مانشستر يونايتد ينتظر بفارغ الصبر قدوم أموريم «السبيشال 2»!
مانشستر يونايتد ينتظر بفارغ الصبر قدوم أموريم «السبيشال 2»!
أعلن مانشستر يونايتد تعيين المدرب روبن أموريم بدءا من منتصف الشهر الحالي، ليكون المدرب البرتغالي الثاني بعد رحيل السير أليكس فيرغسون في 2013، بعد جوزيه مورينيو أو «السبيشال 1»، لتتطلع الجماهير لموهبة يمكن تسميتها بـ«السبيشال 2».
قبل عشرين عاماً سرق جوزيه مورينيو الأضواء. الآن، ينتقل أموريم من البرتغال إلى الدوري الإنكليزي لكرة القدم مع مانشستر يونايتد، حاملاً تكهنات تتوقّع ارتقاءه إلى مصاف أبرز المدرّبين في أوروبا. وكان مورينيو بعمر الحادية والأربعين عندما غادر بورتو متجهاً صوب تشلسي الذي ترك بصمة دامغة في كرة القدم الإنكليزية، بعدما استحوذ عليه الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش.
الآن، ينتقل أموريم (39 عاماً) إلى مانشستر يونايتد للحلول بدلا من الهولندي إيريك تن هاغ المقال من منصبه بسبب سوء النتائج، علما ان اسمه ارتبط سابقا بتدريب ليفربول الإنكليزي بعد رحيل الألماني يورغن كلوب، وأيضا بتدريب وستهام. واللافت أن أموريم المعروف عن فرقه اللعب الاستعراضي، دخل عالم التدريب بعد دورة سريعة في مانشستر يونايتد، وتحديدا قبل ست سنوات تحت اشراف مدرب «الشياطين الحمر» السابق مورينيو.
وجاء مدرّبون آخرون من البرتغال بسمعة سبقتهم. أخفق أندريه فيلاش بواش في ترجمة التوقعات، بعد أن سار على خطى مورينيو من بورتو إلى تشلسي في 2011. لكن كل المعطيات تشير إلى أن أموريم سيكون مميزاً، على غرار اللقب الذي أطلقه مورينيو على نفسه في 2004.
«لا أعرف ما إذا سأكون جيداً أم سيئاً، لكن هذا ما سأكون عليه»، حسب ما قال أموريم لموقع «تريبونا إكسبرسو» في 2017، مؤكّداً خطته للانتقال إلى التدريب. وكان لاعب الوسط اعتزل عن 32 عاماً، بعد مسيرة جيّدة شوّهتها الإصابات. وصنع أموريم اسماً تدريبياً مع سبورتينغ، بيد أنه لمع كلاعب في صفوف غريم العاصمة بنفيكا، النادي الذي شجّعه منذ كان طفلاً والذي يحمل عضويته (سوسيو) منذ نعومة أظفاره. وقال في المقابلة عينها: «أرى نفسي مدرباً لبنفيكا، أو أحد أكبر الأندية في العالم. الوقت وحده سيخبرنا وسأحتاج لكثيرٍ من الحظ».
وبدأ أموريم مسيرته كلاعب مع بيلينينسيش، الفريق المتواضع في بيليم إحدى ضواحي لشبونة المشهورة بفطائر الكاسترد. ولعب هناك تحت إشراف المدرّب الحالي للهلال السعودي جورجي جيزوس، فساهم بحلوله خامساً في الدوري وبلوغ نهائي مسابقة الكأس عام 2007. وفي 2008، انضمّ إلى بنفيكا، فاتّحد بعدها بسنة مع جيزوس مجدداً. لعب أموريم غالباً في مركز الظهير الأيمن، بفريق ضمّ البرازيلي دافيد لويز والأرجنتيني أنخيل دي ماريا وخطف اللقب. وفي الموسم التالي، رضخ بنفيكا لبورتو بقيادة فيلاش-بواش وعانى أموريم إصابة في ركبته. واحتاج لإعارة طويلة في صفوف براغا كي يستعيد مستواه ويعيد إطلاق مسيرته، فعاد إلى بنفيكا، مع جيزوس، في موسم 2013-2014. ولعب غالباً هذه المرّة في خط الوسط، فتألق وأحرز ثلاثية محلية وبلغ نهائي مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ)، حيث خسر بركلات الترجيح أمام إشبيلية الإسباني. ولم يصبح لاعباً عالمياً من الطراز الرفيع بسبب الإصابة، فأنهى مسيرته الاحترافية معاراً في صفوف الوكرة القطري في 2016.
تأثير جيزوس
وصف أموريم مواطنه مورينيو بأنه مرجعه، لكنه يقرّ بأن جيزوس ترك بصمة لديه أكثر من أي مدرّب آخر، إذ لعب تحت إشرافه سبع سنوات. ويتذكّر أموريم بقوله: «هذا مضحك، لأنني كلاعب واجهت مشاكل عديدة مع جيزوس، على غرار لاعبين آخرين، لأن جيزوس يرهقك». وتابع: «يسعى إلى الكمال حقاً. عملت معه فترة طويلة، ومن الواضح أن ما أطلبه من اللاعبين يشبهه تماماً، لكنني لن أكون مدرباً مثل جورج جيزوس، لأن أسلوبينا مختلفان تماماً».
أموريم الذي حمل ألوان البرتغال في كأسي عالم، بدأ التدريب في 2018 بعمر الثالثة والثلاثين فقط، مع نادي كازا بيّا في لشبونة. وأحرز لقب الدرجة الثالثة هناك، لكنه لم يمتلك شهادات التدريب المناسبة وترك مطلع 2019. وبدأ صعوده مع انتقاله إلى براغا، فدرّب فريقه الرديف قبل أن ينتقل إلى الأساسي في كانون الأول/ ديسمبر 2019.
بند جزائي
كان براغا في منتصف الترتيب عندما تسلمه أموريم، لكنه نفّذ عملاً مميّزاً وقاده إلى لقب كأس الرابطة عام 2020 الى درجة أن سبورتينغ أقدم في آذار/ مارس من العام ذاته على دفع بنده الجزائي البالغ 10 ملايين يورو، وهو مبلغ خيالي لجلب مدرّب في أي بلد. ولم يكن سبورتينغ أحرز لقب الدوري البرتغالي منذ 2002، فتحفّظ مشجعوه تجاه خطوة استقدام هذا المشجع لنادي بنفيكا. وقال عند تقديمه: «أنا محترف وأنا متحمّس للفوز. أعرف مدى عراقة هذا النادي. لعبت ضدّه. لست شخصاً يخفي ماضيه».
وفي أوّل موسم كامل له مع سبورتينغ، أحرز اللقب وخسر مباراة يتيمة، بتشكيلة ضمّت أمثال الإسباني بيدرو بورّو وجواو بالينيا وماتيوس نونيش. وأموريم الذي يحبّ اللعب بثلاثة لاعبين في قلب الدفاع وممارسة ضغط كبير على المنافس عبر الجناحين، قاد بعدها سبورتينغ إلى دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا. وحصد معه لقبا ثانيا في الدوري البرتغالي عام 2024، علماً أن سبورتينغ كان قبل قدومه أحرز لقبين فقط في آخر 38 عاماً. كما حل وصيفا للبطل في مسابقة الكأس أمام بورتو (1-2 بعد التمديد).
وتحت إشراف أموريم، تألق لاعبون أمثال لاعب الوسط الإنكليزي ماركوس إدواردز ورأس الحربة السويدي فيكتور غيوكيريش. وقال وكيل أعمال غيوكيريش، حسن تشيتينكايا، لصحيفة «أ بولا»: «اخترت سبورتينغ لفيكتور فيما عرضت عليه ثمانية أندية عقوداً أفضل». وتابع: «اخترت سبورتينغ بسبب روبن أموريم».
ـ «القدس العربي»: