رياضة

طوفان وانتقام وظاهرة جديدة في دوري أبطال أوروبا!

طوفان وانتقام وظاهرة جديدة في دوري أبطال أوروبا!

عادل منصور

من جولة لأخرى تثبت التجربة أن المسؤولين وأصحاب القرار في اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) وعلى رأسهم العراّب القطري ناصر الخليفي، كانوا محقين في رهانهم الكبير على نجاح النظام الجديد لأم وأعرق بطولات القارة العجوز دوري أبطال أوروبا، من نظام مصمم خصيصا لإراحة الكبار والعمالقة في مرحلة دور المجموعات، حيث كانت الأندية المشاركة تقسم إلى ثماني مجموعات كل واحدة تضم أربعة فرق من أربعة تصنيفات أو مستويات، في ما كانت أشبه بالنزهة بالنسبة للأندية الكبيرة، التي عادة ما كانت تحسم تأشيرة اللعب في دور الـ16 مع إطلاق صافرة نهاية مواجهات الجولة الثالثة، إلى ما نشاهده الآن من إثارة وتشويق ومستوى آخر من المنافسة، يكفي أن الصراع على المراكز المؤهلة بشكل مباشر إلى مراحل خروج المغلوب، بدأ يشتعل مع انتهاء الجولة الثالثة لنظام الدوري الجديد، مع ظاهرة أقل ما يُقال عنها «مثيرة للإعجاب»، بتواجد بطل أوروبا في الثمانينات أستون فيلا، في صدارة الترتيب العام بالعلامة الكاملة في أول ثلاث مباريات، وبفارق الأهداف عن مواطنه متصدر الدوري الإنكليزي الممتاز ليفربول، ويتبعهما مواطنهما الآخر مانشستر سيتي بنقطتين أقل ثم أندية من نوعية بريست وموناكو وباير ليفركوزن وسبورتنغ لشبونة ضمن المراكز الثمانية الأولى، على حساب العتاولة وأصحاب الباع والتاريخ في البطولة، كمؤشر على أن جماهير الفن الكروي الأصيل، ستكون على موعد مع المزيد من الإثارة والمعارك الكروية الهيتشكوكية، في ظل حاجة الأندية الكبيرة لجمع أكبر عدد ممكن من النقاط في ما تبقى من الدوري، وبالأخص الفئة التي باتت مجبرة على التعامل مع المباريات القادمة على أنها نهائيات كؤوس، إما من أجل اللحاق بركب الثمانية الأوائل المتأهلين بشكل مباشر إلى الإقصائيات، وإما في أضعف الإيمان لضمان التواجد بين المركزين التاسع والرابع عشرين، لخوض مباراتين بنظام الذهاب والعودة، لتأمين تذكرة الحضور في قرعة دور الـ16، والآن دعونا نُسلط الضوء معا على أبرز المشاهد والعناوين الرئيسية لثالث جولات دوري الأبطال بالنظام الجديد.

الطوفان المدريدي

كما كان متوقعا، توجهت أنظار الملايين من الباحثين عن أعلى مستوى وجودة متاحة في عالم الساحرة المستديرة نحو أشهر قلعة رياضية على هذا الكوكب «سانتياغو بيرنابيو»، لمشاهدة النسخة المكررة للمباراة النهائية للنسخة الكبيرة بين صاحب الأرض وحامل اللقب ريال مدريد وبين وصيفه وضيفه الألماني بوروسيا دورتموند، في مباراة شهدت الكثير من التقلبات والأحداث التي تندرج تحت مسمى «درامية»، بدأت بمحاولات بائسة من رجال المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، لاستكشاف مرمى الحارس غريغور كوبل، وبعد نصف ساعة من الاستحواذ المدريدي السلبي على الكرة، لأسباب تتعلق في المقام الأول بالبطء الشديد في تدوير الكرة في وسط الملعب بين لوكا مودرتش وفيد فالفيردي وجود بيلينغهام، ما سهل مهمة الدفاع الأصفر في إحكام السيطرة على ثلاثي هجوم النادي الميرينغي، وبالأخص الغالاكتيكوس الجديد كيليان مبابي، الذي ظل مختفيا طيلة الـ45 دقيقة الأولى، في المقابل، فَضل فريق المدرب التركي نوري شاهين، تأجيل مفاجآته ونواياه وأسلحته على مدار نصف ساعة، مكتفيا بالدفاع من دائرة المنتصف، مع محاولات عن استحياء لتخفيف الضغط المدريدي، وأيضا لشراء بعض الوقت لدخول أجواء المباراة واكتساب الثقة اللازمة لمبادلة الخصم الهجمات المباغتة، وهو ما حدث عند الدقيقة 30، التي شهدت هفوة القائد لوكاس فاسكيز في الخروج بالكرة، لتصل إلى غيراسي على حدود مربع العمليات، الذي بدوره ضرب الدفاع بلمسة مذهلة على إثرها لم يجد مالين أدنى صعوبة في إيداعها في شباك الاخطبوط البلجيكي تيبو كورتوا، وتبعه بأربع دقائق فقط أضاف بينو غينتس ثاني أهداف أسود الفيستفاليا من متابعة ولا أروع لعرضية أرسلت من أقصى الجهة اليمنى، في ما كانت أشبه بالصدمة للغريم والعدو اللدود قبل كبير مشجعي النادي في العاصمة الإسبانية، ولولا تعملق أفضل حارس في العالم العام قبل الماضي، بتصديه المذهل لتصويبة المايسترو براندت، لانتهى الشوط الأول بنتيجة كارثية لكتيبة الميستر كارليتو، وعلى عكس أغلب التوقعات، بأن اللوس بلانكوس سيواصل التخبط في الشوط الثاني، استكمالا لعروضه غير المقنعة في الآونة الأخيرة، على غرار الهزيمة المحرجة أمام ليل الفرنسي في الجولة الثانية لدوري الأبطال، والانتصار الباهت على سيلتا فيغو بهدفين مقابل هدف في عطلة نهاية الأسبوع، تكررت نفس المشاهد العالقة في الأذهان في ليالي «ريمونتادا» ريال مدريد الأوروبي، بطغيان لا مثيل له في كل العصور كلما ازدات المحنة داخل المستطيل الأخضر، مثل أباطرة عروض المصارعة الحرة هالك هوغان، والأندر تيكر، وجون سينا وباقي مشاهير اللعبة، الذين كانوا يتحولون إلى وحوش كاسرة بعد التعرض لجرعات مكثفة من الضرب المبرح والمؤلم، وهكذا كان وضع الفريق المدريدي في أمسية الثلاثاء، بتحول لاعبيه إلى كائنات فضائية لا يمكن إيقافها، بعد إعطاء تعليمات واضحة لبيلينغهام بالتمركز في الجانب الأيسر على دائرة الملعب، ليضرب عصفورين بحجر واحد، منها يوقف غارات البوروسيا من جهة فيرلاند ميندي، ومنها أيضا يعود إلى مكانه المفضل في النصف الثاني من الموسم الماضي، بالوقوف على مسافة قريبة من القاتل المرح فينيسيوس جونيور، لتزويده بالدعم المطلوب في الثلث الأخير من الملعب.
وبالمثل حصل الرجل المخيب في أول 45 دقيقة، لوكاس فاسكيز، على تعليمات بالتحول إلى ما هو أشبه بالجناح الأيمن المهاجم، لتكثيف الغارات بالتناوب مع البرازيلي رودريغو وفي بعض الأحيان كيليان مبابي، بتلك الطريقة التي جاء بها هدف تقليص الفارق الأول، إثر هجمة مركبة، انتهت بعرضية من كيليان مبابي من الجهة اليمنى، قابلها المدافع أنطونيو روديغر برأسية لا تُصد ولا ترد، وبعدها بدقيقتين، وتحديدا عند الدقيقة 62، جاء هدف التعديل، بعد هدية من دفاع البوروسيا في إبعاد الكرة من أمام مبابي داخل منطقة الجزاء، لتجد المدمر فيني أمام الشباك، قبل أن يأتي الدور على فاسكيز، ليعوض كوارثه في الشوط الأول، بتسجيل هدف التقدم وثالث أهداف فريقه، إثر اختراق ناجح من الجهة اليمنى، ختمه بتصويبة صاروخية كادت تمزق شباك الحارس المغلوب على أمره، وفي الأخير قرر المرشح الأوفر حظا للفوز بجائزة «الكرة الذهبية» كأفضل لاعب في العالم هذا الأسبوع، فينيسيوس جونيور، أن يقتل المباراة إكلينيكيا، مطوعا موهبته النادرة لخدمة المنظومة الجماعية، بإنهاء يُدرس للهجمات المعاكسة من جهته المفضلة في اليسار، الأولى بتسديدة بأسلوب المطرقة في أقصى الزاوية اليمنى، والثانية بتسديدة يسارية من «المسافة صفر» مع الحارس، بعد فاصل من الاستعراض الكروي في الثلث الأخير من الملعب، منصبا نفسه ملكا لجيل «الغالاكتيكوس» الثاني، بمن فيهم الوافد الجديد كيليان مبابي، الذي على ما يبدو، ما زال بحاجة لمزيد من الوقت والجهد المضاعف داخل المستطيل الأخضر، لمنافسة صاحب السعادة البرازيلي على العرش المدريدي، على الأقل في الوقت الراهن، لكن الشيء الشيء المهم للمشجعين والمحيط الإعلامي الأبيض، أن الفريق حقق الهدف المنشود، بجمع ثلاث نقاط جديدة في رحلة البحث عن أحد المراكز المؤهلة للإقصائيات بشكل مباشر، وكشر عن أنيابه كما ينبغي في أول اختبار حقيقي في الموسم قبل كلاسيكو السبت، بعد حملات التشكيك التي تعرض لها الميستر كارليتو الأسبوع الماضي، لإخفاقه في توظيف القوة الضاربة في الثلث الأخير لمصلحة المنظومة الجماعية، عكس التوقعات والآمال الكبيرة التي كانت معقودة على الرباعي النووي بيلينغهام ورودريغو وبيلينغهام وفينيسيوس.

الانتقام الكتالوني

جسد برشلونة مقولة الروائي الفرنسي هنري بيك «لا يزال الانتقام هو الشكل الأضمن للعدالة»، في ملحمته مع دابته السوداء في السنوات الماضية بايرن ميونيخ، في ما عُرفت إعلاميا وفي كوكب «السوشيال ميديا» بقمة البارسا والبايرن، التي انتهت بفوز عملاق الليغا برباعية كاسحة مقابل هدف يتيم، كأول فوز يحققه أصحاب مدرسة «التيكي تاكا» على زعيم الأندية الألمانية منذ ما يلامس العقد من الزمن، تحديدا منذ الفوز بثلاثية نظيفة في ذهاب نصف نهائي نسخة 2014-2015، وبلغة الأرقام، أول انتصار بعد التجرع من مرارة الهزيمة في آخر 6 مواجهات مباشرة، استقبل خلالها ما مجموعه 23 هدفا في المقابل هز شباك البافاري في 4 مناسبات، وهذا في حد ذاته، يعكس حجم الضغوط التي وُضعت على كاهل اللاعبين قبل ضربة بداية المباراة، حتى بعد الانتصار المظفر الذي تحقق على حساب إشبيلية بخماسية مقابل هدف في عطلة نهاية الأسبوع، حيث كانت الأغلبية الكاسحة من المشجعين، تخشى تكرار سيناريو تشافي آخر موسمين، بالاكتفاء بتقديم العروض والانتصارات المقنعة على المستوى المحلي في هذا التوقيت من الموسم، والعكس عندما يخوض معركة كروية حقيقية في الكأس ذات الأذنين، لعل آخرها كانت الهزيمة أمام البايرن مرتين في مرحلة المجموعات الموسم الماضي، إلا أن ما حدث على أرض الملعب فاق توقعات ربما أكثر المتفائلين بكسر هذه العقدة، والأمر لا يتعلق فقط بالنتيجة العريضة، التي جاءت ردا على سلسلة الهزائم المعينة في حق البلوغرانا وتاريخه، بل أيضا بالنسخة الفاخرة التي كان عليها الفريق في أغلب أوقات المباراة، كمجموعة قادرة على الفتك بأي منافس سواء محلي أو قاري، يقودها المفاجأة السارة رافينيا، الذي تحول من مجرد صفقة مبشرة وقابلة للتطور بعد ضمه من ليدز قبل عامين ونصف العام، وما تبعها من انتقادات وشكوك في موهبته وقدرته على تقديم الإضافة للفريق، إلى هذا التوحش الكروي غير مسبوقة في مسيرته الكروية، مؤكدا أن إبداعاته تحت قيادة الرجل الصارم هانزي فليك، ليست ضربة حظ أو من قبيل الصدفة، بل كانت مقدمات قبل انفجاره في وجه أسطورة حراسة الماكينات مانويل نوير، بثلاثة أهداف أعادت إلى الأذهان ثلاثيات الهداف التاريخي للبطولة كريستيانو رونالدو في شباك الاخطبوط الألماني، متقمصا دور البطولة المطلقة، لنسف الاعتقاد السائد، بأن برشلونة يعاني من عقدة في مواجهاته المباشرة مع بايرن ميونيخ، بجانب الشكوك الكبيرة حول قدرة الفريق على تحقيق الانتصارات المريحة في الاختبارات الكبرى في ليالي الأبطال، بعد اتساع الفجوة بشكل ملحوظ بين جودة وخبرة الفريق وبين نظرائه العمالقة في إنكلترا، وألمانيا وإيطاليا، وقبلهم الغريم المحلي، الذي لا يكل ولا يمل من إثارة الذعر في كل أرجاء القارة، بفضل انتصاراته وعروضه السينمائية في ما تُعرف ببطولته المفضلة، ولنا أن نتخيل أن هذا الفوز المنتظر منذ سنوات، تحقق في ليلة للنسيان بالنسبة للجلاد روبرت ليفاندوسكي، فرغم نجاحه في تسجيل ثاني الأهداف، إلا أنه بإجماع أغلب النقاد والمتابعين، كان مختفيا وفي أسوأ حالاته منذ فترة، وحتى عندما أتيحت له فرصة الظهور في الشوط الثاني، لقتل المباراة إكلينيكيا وإشباع رغبة المشجعين في الانتقام للفضائح الكروية في السنوات الماضية، بعدما تفنن في إهدار ما لا يقل عن فرصتين محققتين بنسبة 100%، مفوتا على نفسه فرصة معادلة إنجاز زميله رافينيا، بالخروج من المباراة بهاتريك للتاريخ، غير أنه لم يساهم في صناعة أي فرصة للتهديف رغم المساحات الكبيرة المتوفرة أمامه في دفاع البايرن والأخطاء الساذجة من الثلاثي أوباميكانو وكيم مين جاي ومانويل نوير، وكانت له تسديدة واحدة اعترضها الدفاع بينما لم يقم بأي مراوغة صحيحة، والأسوأ بلغت دقة تمريرات المهاجم البولندي إلى 60% فقط، بينما فاز بـ3 التحامات فقط من أصل 10، وفقد الاستحواذ على الكرة 13 مرة، وهي إحصائيات ضعيفة للغاية لجميع لاعبي برشلونة، وبالأخص شريكيه في الخط الأمامي المتوهج لامين يامال، ورجل المباراة الأول رافينيا، وبالمثل، أعطى قائد المنتخب الإنكليزي هاري كاين، بعض الإيحاءات بأنه سيكتسح الأخضر واليابس في قلب الإقليم الثائر، بعد وصوله للشباك في مناسبتين في أول ربع ساعة، واحدة منهما لم تُحتسب بعد تدخل «الفار»، لكن بعد ذلك، استيقظ المدرب فينسنت كومباني، على كابوس اختفاء منافس الأمس في الملاعب الإنكليزية، متحولا إلى ما هو أشبه بالشبح المتواجد بجسده فقط داخل المستطيل الأخضر، بدون أي مشاركة ناجحة في هجمات فريقه أو استغلال لسيطرة فريقه على الكرة بنسبة 60% خلال اللقاء، الذي وصفه الإعلام البافاري والإعلامي بالسيئ بالنسبة لممثل البوندسليغا، نظرا للحالة السيئة التي كان عليها أصدقاء كاين من الناحية الدفاعية والهجومية، تلخصت في سوء تمركز أوباميكانو وفوارق السرعة بين باقي المدافعين وبين شباب وحيوية وسط وهجوم البارسا، بالطريقة التي لخص بها رافينيا تلك الفوارق في لقطة الهدف الرابع، وبالمثل لاحق الفشل الثلاثي مايكل أوليس، وكاين وسيرجي غنابري في اللمسة الأخيرة أمام المرمى، ولهذا تحسن أداء الفريق نوعا ما بعد إشراك جمال موسيالا وليروي ساني وكينغسلي كومان على حساب توماس مولر وأوليس وغنابري، لكنه جاء بعد فوات الأوان، بعد استقبال رصاصة الرحمة الرابعة في بداية الشوط الثاني، ليتمكن برشلونة بعد طول انتظار من تسديد جزء من ديونه القديم مع البايرن، بانتصار مقنع وعن جدارة واستحقاق، إلى جانب الاستمرار في تصحيح موقفه، بتحقيق الفوز الثاني على التوالي بنتيجة عريضة، بعد السقوط المفاجئ في اللقاء الافتتاحي في ملعب «لويس ثاني» في قلب الإمارة المستقلة عن فرنسا.

ناقوس خطر

تبقى الظاهرة الأكثر وضوحا سواء في هذه الجولة أو نظام الدوري الجديد بوجه عام، ما أشرنا إليها في المقدمة، بتواجد أندية متوسطة وغير مرشحة في مراكز متقدمة مع اقتراب نهاية النصف الأول للمباريات، على رأسهم رابع الدوري الإنكليزي الموسم الماضي والحالي أستون فيلا، بضم ضيفه بولونيا الإيطالي إلى قائمة ضحاياه في دوري الأبطال، بعد انتهاء أمسية «الفيلا بارك» بثنائية جون ماكغين والبديل السوبر جون دوران، ليحافظ فريق المدرب أوناي إيمري، على مكانه في الصدارة بالعلامة الكاملة في أول ثلاث جولات، منها ثلاث نقاط من البايرن. وبالمثل تقاسم بريست الفرنسي وضيفه الألماني العنيد باير ليفركوزن، المركزين الخامس والسادس، بعد انتهاء مباراتهما معا بالتعادل 1-1، ليصل كل فريق إلى النقطة السابعة، كما الحال لقاهر برشلونة في الجولة الأولى، موناكو، الذي اكتسح النجم الأحمر بخماسية مقابل هدف، محافظا على سجله الخالي من الهزيمة في دوري الأبطال الأوروبي، بينما في عالم مواز، كان أتلتيكو مدريد يعاني الأمرين على أرضه ووسط جماهيره في اختباره أمام ليل، تلك المباراة التي اعتقد جمهور الهنود الحمر، أنها ستكون بوابة الفريق لاستعادة نغمة الانتصارات، بعد الهزيمة المذلة التي مني بها في مباراة الجولة الثانية أمام بنفيكا البرتغالي، لكن سرعان ما تحولت آمال وأحلام المشجعين إلى كابوس، بعد انتهاء المباراة بفوز الضيف الفرنسي بثلاثية مقابل هدف، ليبقى وصيف أوروبا عامي 2014 و2016 في المنطقة السوداء في الترتيب العام، بما مجموعه ثلاث نقاط فقط، من فوزه الشاق على لايبزيغ الألماني في الجولة الافتتاحية، كمؤشر على أن قطب مدريد الثاني، بات مهددا أكثر من أي وقت مضى بتوديع البطولة مبكرا، كما الحال لعدد لا بأس به من الكبار والمتمرسين على الذهاب إلى أبعد ما كان في البطولة، والحديث عن ضحية برشلونة وأستون فيلا، البايرن، الذي رغم عروضه القوية على المستوى المحلي تحت قيادة تلميذ بيب غوارديولا، إلا أنه لم ينجح في إقناع المشجعين، بقدرته على تحقيق التوقعات المنتظرة في البطولة في نهاية الموسم، إلا إذا بادر بتحطيم هذه الشكوك في الاختبارين القادمين ضد بنفيكا وباريس سان جيرمان، منها ستعود الأمور إلى نصابها الصحيح، بعودة الفريق بنسبة كبيرة إلى المراكز الثمانية الأولى قبل التفكير في افتراس شاختار دونيتسك الأوكراني، وفينورد الهولندي، وسلوفان براتيسلافا السلوفاكي في الجولات الثلاث الأخيرة، وعلى سيرة العملاق الباريسي، هو الآخر في موقف لا يقل إحراجا عن أتلتيكو مدريد والبايرن، كواحد من الكبار المهددين بالإقصاء المبكر من البطولة، بعد سقوطه في فخ التعادل الإيجابي أمام ضيفه الهولندي آيندهوفن، في المباراة التي احتضنها ملعب «حديقة الأمراء» وانتهت بهدف في كل شبكة، ليبقى «بي إس جي» في المرتبة التاسعة عشرة برصيد أربع نقاط فقط، من انتصار بشق الأنفس بهدف على حساب جيرونا الإسباني في الجولة الأولى، وهذا التعادل الإيجابي، وبينهما انحنى أمام آرسنال بثنائية كاي هافيرتز وبوكايو ساكا، علما أن فريق المدرب لويس إنريكي، سيكون على موعد مع أتلتيكو مدريد وبايرن ميونيخ في الجولتين المقبلتين، على أن يلتقط أنفاسه باختبار متوسط أمام سالزبورغ النمساوي في الجولة السادسة، قبل أن يستضيف مانشستر سيتي في المرحلة السابعة، ثم يواجه شتوتغارت في ختام الدوري، وتشمل قائمة الكبار المهددين بالخروج المبكر، كبير إيطاليا على المستوى القاري ميلان، الذي استهل البطولة بالخسارة أمام ليفربول وباير ليفركوزن، ثم استيقظ في الجولة الأخيرة بانتصاره على كلوب بروج البلجيكي بثلاثية مقابل هدف، والآن يحتاج للخروج بأي نتيجة إيجابية في معركته القادمة أمام ريال مدريد، المقررة في قلب «سانتياغو بيرنابيو» في الخامس من الشهر الجديد، قبل أن يبدأ سلسلة مبارياته غير المعقدة أمام سلوفان براتيسلافا السلوفاكي، والنجم الأحمر الصربي، وجيرونا الإسباني، ودينامو زغرب الأوكراني في آخر 4 مباريات، أما باقي الكبار، فيمكن اعتبارهم في وضعية أفضل، بمن فيهم يوفنتوس، الذي تعرض للهزيمة الأولى تحت قيادة المدرب تياغو موتا، بعد استقبال هدف بالضربة القاضية أمام شتوتغارت في الدقيقة 90، ليقف عند النقطة السادسة، في المرتبة الرابعة عشر بفارق الأهداف فقط عن برشلونة وريال مدريد العاشر والثاني عشر، وبفارق نقطة عن آرسنال التاسع الذي وصل لنقطته السابعة بعد تخطي شاختار دونيتسك الأوكراني بهدف بالنيران الصديقة سجله دميترو رزنيك في شباك فريقه، فهل تعتقد عزيزي القارئ أن الأندية الكبيرة المهددة بالخروج المبكر ستستيقظ على الكابوس مع نهاية الجولة الثامنة؟ أم أنها مجرد حمى البداية وبعدها سيكون للخبرة والممارسة دورا محوريا في تحسن أوضاع الكبار؟ هذا ما سنعرفه في الأسابيع المقبلة.

 ـ «القدس العربي»:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب