هدأت الحرب وبدأت إسرائيل في حصر خسائرها.. هذا ما فعلته صواريخ حزب الله بمستوطنات الشمال المحتلّ
منذ أن بدأت العمليات العسكرية لحزب الله اللبناني ضد أهداف إسرائيلية في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول إسناداً للمقاومة الفلسطينية، رصدت تقارير إسرائيلية عدة حجم الخسائر التي خلفتها صواريخ حزب الله في المستوطنات الإسرائيلية على طول الحدود الشمالية.
فقبل ساعات من اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، والذي دخل حيز التنفيذ فجر الأربعاء 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2004، نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية تقريراً مثيراً لحجم الخسائر التي خلفتها هجمات حزب الله في المستوطنات الشمالية.
وذكرت يديعوت أحرونوت أنه في المستوطنات الواقعة على طول خط المواجهة مع لبنان، “لا يوجد تقريبًا أي مبنى لا يتطلب التجديد أو الهدم وإعادة الإعمار”.
ولم يكن تقرير الصحيفة العبرية هو الأول من نوعه منذ بدء الهجمات وإنما نشرت مواقع ومنصات إسرائيلية تقارير عدة رصدت حجم الدمار والأضرار التي طالت المستوطنات في شمال إسرائيل.
وتنوعت أشكال هذه الأضرار لتشمل خسائر بشرية ومادية وسط تقديرات بأن حجم الأضرار المادية التي لحقت بالبنية التحتية للمنازل الواقعة على خط النزاع على الحدود اللبنانية منذ اندلاع الحرب العام الماضي وحتى اليوم بلغت 5 مليار شيكل (حوالي 1.35 مليار دولار).وطبقاً لبيانات نشرتها القناة 12 العبرية، فقد تم إطلاق أكثر من 19,000 صاروخ من لبنان منذ بداية الحرب في مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ما هو حجم الخسائر الإسرائيلية في الشمال المحتلّ؟
الخسائر البشرية:
أسفرت هجمات حزب الله عن مقتل 124 إسرائيلياً بينهم 41 مدنياً، بحسب بيانات رصدتها القناة 12 العبرية.
الأراضي المفتوحة والغابات:
كشفت معطيات إسرائيلية رسمية في 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن احتراق 230 ألف دونم من الأراضي المفتوحة والغابات في شمالي إسرائيل منذ بداية الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
حسب البيانات، احترق أكثر من 175 ألف دونم من الطبيعة في منطقة الجليل الأعلى وهضبة الجولان. وفي الجليل الأسفل تم حرق حوالي 25 ألف دونم من المناطق المفتوحة ومناطق الغابات. وفي الجليل الغربي – الكرمل، احترق 9000 دونم و722.8 دونماً في وادي حولا.
يستغرق إصلاح هذه الأضرار التي لحقت بالأراضي من 5 إلى 7 سنوات، وفق بيانات رصدتها وكالة الأناضول.
النزوح:
أشار معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إلى أن 68 ألفاً و500 إسرائيلياً أخلوا منازلهم في 43 مستوطنة إسرائيلية قريبة من الحدود مع جنوب لبنان منذ بداية الحرب.
التعويضات المالية:
حتى الآن، تم دفع حوالي 140 مليون شيكل (38.4 مليون دولار) للتعويض عن الأضرار، لكن هناك العديد من الإصابات في الشمال التي لم يتم الإبلاغ عنها بعد، لأنه يتم إجلاء السكان أو لأن الإصابات في مناطق لا يمكن دخولها وفقاً للتعليمات العسكرية، بحسب ما نقلت يديعوت أحرونوت عن دائرة ضريبة الأملاك الإسرائيلية.
هناك العديد من الإصابات غير المدفوعة لأن المقاولين لا يستطيعون بعد القدوم لإعادة تأهيل الضرر، ويتم تقديم تعويض بشكل عام مقابل الترميم الفعلي
بلغ إجمالي طلبات التعويض المالية المعلقة 3303 طلباً، بحسب بيانات سلطة الضريبة والأملاك، منها 153 طلباً من حيفا، و1493 من عكا و1657 من طبريا.
المباني والمركبات:
ألحقت هجمات حزب الله أضراراً بـ 8834 مبنى و7029 مركبة.
المواقع الزراعية:
343 موقع زراعي تعرض للأضرار منذ بداية الحرب
المستوطنات الأكثر تضرراً:
المستوطنات الخمس الواقعة على خط النزاع قرب الحدود الأكثر تضرراً هي: المنارة وشتولا وكريات شمونة وزرعيت ونهاريا.
ويأتي على رأس قائمة المستوطنات التي شهدت أكبر عدد من الإصابات الناجمة عن حوادث إطلاق النار والتدمير، شلومي وكريات شمونة ونهاريا والمنارة.
ونقلت يديعوت أحرونوت عن رئيس بلدية كريات شمونة أفيحاي شتيرن قوله: “في الواقع يحتاج كل منزل من بين آلاف المنازل (..) إلى أعمال إعادة تأهيل ستستغرق شهوراً بشرط العثور على عدد كاف من مقاولي التجديد والقوى العاملة الموهوبة لتنفيذ المهام”.