مقالات
رسالة الى أحلام مستغانمي -من قيم الدفاع عن الأخلاق العربية- بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب-استاذ جامعي -سوريا-
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب-استاذ جامعي -سوريا-
رسالة الى أحلام مستغانمي -من قيم الدفاع عن الأخلاق العربية-
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب-استاذ جامعي -سوريا-
في سياق معركة المصير العربي التي تخوضها الأمة العربية،مع الصهيونية العالمية،وحضور الأخلاق العربية المستهدفة،في هذه الحرب،تحت شعار ومسوغات التنوير والتقدم والتنوع،على شاكلة ما يجري في الإمارات وكثرة من الأقطار العربية،من محاربة للقيم العربية الأصيلة،التي تقوي المناعة الفكرية والقومية،وترفع عالياً،الولاء والانتماء لنضال الأمة العربية،في فلسطين،من قاعدة استراتيجية،تقول إن تحرير فلسطين واسترداد دورها في معركةالنصير العربيين الخطوة الأولى في بلوغ النهضة العربية.
وانطلاقاً من مبدأ قومي يقول:إن من أولويات ظفر الأمة العربية،التمسك المصيري بقيمها الأصيلة،التي تشكل معالم الشخصية العربية المناضلة والمحاربة،لبلوغ دورها الحضاري،واسترداد تلك المعالم،التي تحدد هويتها العربية.
على هذا الأساس،وانطلاقاً من قيم المدافعة عن الأخلاق العربية،اتي تستهدفها الصهيونية العالمية،بالإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي،وبالتيارات الفكرية والفلسفية،وسياسات بعض الأنظمة العربية،التي تشغل الشباب العربي،عن كل ماتحتاجه أمتهم العربية،في معركة مصيرها،وبلوغ دورها الحضاري،الذي يشكل كلمة السر في وجودها،أمة تريد إبلاغ رسالتها للعالم. أقول إنطلاق من كل ماقلته،كنت قد وجّهت هذه للكاتبة والمفكرة الروائية العربية مستغنامي.
لاتحزني أحلام أيتهاالكاتبة المتميزة،ولا تستغربي مما سمعت في لبنان ومصر،فقد تعب حكام الوطن العربي علينا كثيرا حتى وصلنا إلى هذه الحالة من الأمية في تاريخنا ونضالنا،صرفوا الملايين،واستخدموا كل أنواع التعذيب الجسدي والمعنوي،واستحدثوا كل الأجهزة القمعية،حتى نعلن التوبة،ونعبد الحاكم الأوحد،وأرسلوا البعثات إلى بلاد العم سام لمعرفة كيف يخرجونا من هويتنا،وصار لإعلام كرة القدم أحلى المذيعات والمذيعين،واكثر المعلقين نجاحا في إثارة الشباب،مثل ذلك الصندوق البشري الذي يصرخ عالياولثوان:غول……
يا أحلام يامن وجدت في هذا الذي يغني :دا،وتلك التي تلبس البنطلون الضيق وذاك الذي يذهب إلى أغلى حلاق ليُقَدِّموه مثلا وأنموذجاً لما يجب عليه أن يكون الشباب العربي.
خوفوهم من جميلة بوحيرد مما آل إليه مصيرها،والآن يخوفونه بما آل إليه ناصر وصدام،وفي الوقت ذاته يقدمون النشرات والبرامج والأحاديث عن مارادونا،فهل تريدينهم أن يقدمون أدبكً وتاريخ الجزائر،فهذا حلم السكارى بحب العروبة،وهذا الحلم تحول إلى عقوبة.
ياأحلام يابنت الجزائر..ياحفيدة وقريبة المليون شهيد،ماذا تتوقعين من جيل يسهلون عليه الكسب غير المشروع،ويقدمون له المسئول السيادي الراشي والمرتشي والسارق،ويقولون له:انظر كيف ابن فلان الحرامي يقود أغلى السيارات ،وكل يوم من الرياض وبيروت إلى باريس إلى لندن وانت يامسكين ابوك مضيق عليك حتى يقولوا عنه شريف ونزيه.
مايقولونه ياأحلام، وفي الإعلام الرسمي بكل فضائياته،يستهدف غسل عقل المواطن العربي ليكون على الصورة،التي لاتهش ولاتنش،فاتحة فمها وجيبها.
لاتتعجبي،في وطن عربي يقدمون له ظاهرة “الرجل المدعوم”أنموذجا..الرجل النطاط الذي ينجح في المسابقة بقوة جهله،والذي يأكل باغلى المطاعم،برفقة شخص سيادي،الشخص المدعوم يا أحلام يلغي: وضع الرجل المناسب في المكان المناسب،ويضع الجاهل والفاشل في أعلى المراتب،وفي موقع المسؤلية،فآه يا أحلام من وطن عربي تسخر أنظمته كل امكاناتها لتصبح نانسي عجرم أنموذجا للفتاة العربية،ويصبح الشاب خالد قدوته،وإياك والنضال،ومالك ومال فلسطين فهذه عملة غير قابلة للصرف،وإذا خالفت الأوامر يصرفونك.
يقدمون ولي العهد السعودي أنموذجا للتجديد ويغضون النظر عن قتل الخاشقجي،فلا تستغربي أبدًا مما يجري من غسل دماغ الشباب العربي،في حكام دفعوا المليارات للقضاء على صدام حسين ونظامه السياسي،ثم رقصوا بكل وقاحة وتبعية مع المجرم بوش بالسيوف الذهبية،وهاهم الآن يقدمون الدعم لأتباع بوش وبلير.
آه يا احلام ماذا أقول لك عن أمة لم يترك سلاحاً ولامالاً إلا واستخدم ضدها،ولو أمةً غيرها استخدمت هذه الاسلحة ضدها لانتهت من الوجود،وأقول لك بأمانة هناك أسلحة فكرية وسياسية ونفسية وجسدية،ومنقادة بأحدث التقنيات،وبالمال الخليجي لقتل ماتبقى من إيجابيات هذه الأمة،حتى لاتنهض ،ولاتتحرك،لأنها إذا نهضت ستقلب لهم المعادلة.
في الإسلام قدموا لهم داعش،وفي الأدب قدموا لهم صاحب الآيات،وفي الفن الشاب خالد ومن بصحبته من فنانين وفنانات،وفي الرياضة مارادونا،وفي الحكم بريمر وملك البحرين ،وهات يازمن.
قلت لك يا أحلام:اسألي ميسون صاحبة برنامج في الممنوع/المسموح عن الرقص الشرقي:وعن زواج المثليات والحبل عللى الجرار،يخبرونك عن تعبهم بكل الوسائل والآليات لإنتاج جيل عربي جديد يعرف عن بن غوريون” اكثر” مما يعرف عن عبد القادر الحزائري وصلاح الدين الايوبي وعن ناصر وغيفارا.
تعالي يا أحلام أن نوصي لأحفادنا د أن يكتبوا لنا عن أحدث الأجهزة والفكر والأسلحة التي يستخدمها حكامهم في الوطن العربي لصرفهم عن هويتهم العربية،وعن أحلام أجداد هم في التحرر والتقدم والوحدة،وعن فلسطين أم قضاياهم المصيرية.
وحينها ستتواصل أرواحنا لنعرف أين كنا وكيف أصبحت أوطاننا ؟
في إحدى العواصم العربية،كنت أنتظر صديقي على باب السينما،وبجانبي “شابين” يتحاوران،قال أحدهما:أنت مانك قدي،أنا بتعامل مع السي آي اي،فأجابه الآخر:هي هي أنا بتعامل مع عدة مخابرات اجنبية ،هه وشوف معي ماركات وجنيهات،وفرنكات،ويورو.
نظرت إلى الحمرة على شفاه أحدهم،فلم أستغرب بماذا يفاخر كل واحد منهما،ألا تعتقدين،انهم يسعون لأن يكونا أنموذجا يحتذى للشباب العربي،ويا ليت يا ميسون ان تخصص امثالهم في برنامج ” في الممنوع”
تحياتي يا أحلام
التوقيع:مواطن عربي.
د- عزالدين حسن الدياب