“فرصة.. لم لا نحتل جبل الشيخ وجولان السوريين؟” إسرائيل: من يكترث للبيان المصري؟

“فرصة.. لم لا نحتل جبل الشيخ وجولان السوريين؟” إسرائيل: من يكترث للبيان المصري؟
التفسير الذي أعطاه الجيش الإسرائيلي لدخول قواته إلى المنطقة العازلة التي على حدود سوريا والسيطرة على جبل الشيخ السوري في أعقاب سقوط نظام الأسد في سوريا، هو أمني صرف. فقد لاحظ الجيش الإسرائيلي بأن الثوار ورجال المنظمات استولوا على مواقع عديدة للجيش السوري قرب الحدود مع إسرائيل، بعد أن انسحب هذا وسعى لإبعادهم عن هناك.
رئيس الوزراء نتنياهو هو الآخر أعلن بأن الجيش الإسرائيلي يدخل إلى المنطقة العازلة وإلى الجولان السوري للدفاع، لأن “جنود سوريا تركوا مواقعهم”.
غير أن نتنياهو غير قادر على الاكتفاء بالشؤون الأمنية. ولهذا سارع لتصدير “صورة نصر” في الحدود السورية، وفي سياق حديثه كانت بذور الشغب قد دست للمستقبل. “هذا يوم تاريخي في تاريخ الشرق الأوسط”، أعلن، وبعد أن شرح بأنه مع سقوط نظام الأسد “سقطت حلقة مركزية في محور الشر الإيراني”. وكالمعتاد، نسب لنفسه الإنجاز (“هذه نتيجة مباشرة للضربات التي أوقعناها على إيران وحزب الله”)، وشدد على أن سقوط النظام يخلق “فرصاً جديدة”، مهمة جداً، لدولة إسرائيل”.
إن خليطاً “تاريخياً” و”فرصاً جديدة” هو خليط متفجر وخطير، يغمز لكل أولئك الذين يحلمون بتوسيع أراضي إسرائيل. هذا كل ما يحتاجونه لتحقيق حلمهم. وبالفعل، اليمين المتطرف في الحكومة ووسائل الإعلام لم ينتظر الجيش الإسرائيلي، ودعا إلى احتلال جبل الشيخ السوري أولاً. بالنسبة لهم، لا توجد مسألة – سقوط الأسد يوم تاريخي يخلق فرصة لإسرائيل لحملة احتلالات إضافية.
يفهم نتنياهو المخاطر الكامنة وراء السيطرة على أرض لا تعود لإسرائيل لزمن طويل. وإذا نسي، فقد سارع الجيران في مصر لتذكيره؛ فقد أصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً تشجب فيه “احتلالاً إضافياً لأراضي سوريا”، و”محاولة فرض واقع جديد على الأرض”. وفي الأيام الأخيرة، شرح الجيش بأن “الوضع في سوريا حالياً ليس تحت السيطرة. ثمة قوة إسلامية متطرفة تصعد، ويجب رؤية ما تؤول إليه الأمور”. ثمة منطق في ذلك. لكن ما يبدأ كإدارة مخاطر أمنية، قد يصبح – تحت حكومة عديمة المسؤولية ورئيس وزراء سائب – خطأ تاريخياً سيكلف ثمناً باهظاً. فتغيير الوضع الراهن في أرض معترف بها كأرض تعود لسوريا، يخلق سبباً جديداً للمواجهة. حتى لو لم يكن بشكل فوري، فإن السيطرة على أراض أثبتت الآن بأنها لا تساعد الأمن.
في 7 أكتوبر تعلمت إسرائيل ما هو ثمن عدم الاكتراث والغرور. إسرائيل لا تحتاج لاستغلال “فرص جديدة” بل عليها أن تدافع عن نفسها ضد مخاطر جديدة.
يجمل برئيس وزراء مسؤول عن الكارثة الأكبر في تاريخ إسرائيل، أن يتخلى عن “صور نصر” عابثة ويبدي تواضعاً أكبر.
أسرة التحرير
هآرتس 10/12/2024