مقالات

لما حاول أن يلعب، أصيب بمقتل فردد:  لم أكن ادري _شومدريني ( باللهجة العراقية ) بقلم الدكتور ضرغام الدباغ / برلين

بقلم الدكتور ضرغام الدباغ / برلين

لما حاول أن يلعب، أصيب بمقتل فردد:  لم أكن ادري _شومدريني ( باللهجة العراقية )
بقلم الدكتور ضرغام الدباغ / برلين
 
يمر الإنسان في حياته بتجارب عديدة، البعض منها يقرأها في الكتب، إن كان قارئاً لها، وإن كان قارئاً، فمدركا ومستوعبا لما يقرأ وبأي مقدار ..! وإن لم يكن من فئة القراء، فيتعلم ويعتبر من تجارب غيره، مما يشاهد ويسمع، وفي أضعف الأحوال أن يتعلم من تجاربه الشخصية التي إن كانت في مجال المكاسب أو الهزائم، وذلك أضعف الأيمان …!
هذا يجري كثيراً في الحياة، ويدور بصور ومشاهد شتى، وليس كل الناس ممن يستفيد من العبر التي يقرأها أو يشاهدها تمر على الناس، والأدهى حين تمر عليه ولا يستفيد من دروسها. وللأسف فإن الكثير من الدروس قد تكون مميتة، أو مانحة للحياة، والمرء ليس بوسعه استعادة شريط الأحداث للخلف، والكثير مما نعتقد أنها مجرد أحداث عابرة، أو ربما تستخدم للمزاح البرئ، إلا أنها للأسف مميتة.
حدث مرة أن شاباً ذكياً وسيماً في مقتبل العمر، طالب جامعي في إحدى الكليات الممتازة، كان والده قد سمح له أن يعبث بمسدسه الشخصي، والشاب أراد أن يبرهن شيئ ما لأصدقاؤه، فجرب لعبة الروليت الروسية، ولكنه حين ضغط على الزناد، اخترقت الرصاصة جمجمته، فأردته قتيلاً على الفور وكانت التجربة / المزحة بصورة مأساوية.
وأحتفظ بذاكرتي بالكثير من الاحداث التي أفضت لنتائج مأساوية، وهناك بعض الأخطاء والتجارب التي لا يمكن تكرارها للاستفادة من عبرها، كأن تقذف بنفسك من الطابق العشرين بدون مظلة لتجربة ما يمكن أن يحدث …؟ هذه تجربة لا يمكن الاستفادة منها، لأنها ببساطة نهايتها في التابوت، أو آخر يقول لك، لنر ما يحدث حين يبتلع المرء حبة سميكة من السيانيد .. ستنفجر رئته خلال دقائق.. والكثير من هذ التجارب العبثية نتيجتها في التابوت.
أتحدث عن ألعاب وتجارب عبثية، ولكني أنوه وأشير للمعاني السياسية … فالكثير منها لا تحتمل التجربة، أو تكرارها … وهنا على السياسي، وخاصة من هم بدرجة قادة، أن يتمعنوا عميقا في تجارب غيرهم، ويدرسوا بعمق التجارب التي مر بها غيرهم، ولهذا السبب تحديداً يدرس العسكريون بصفة خاصة تجاربهم وتجارب غيرهم، ويضعونها تحت عنوان لفصل كامل ” الدروس المستفادة “، وقد قرأت شخصيا كتباً تحمل عنوان ” أخطاء قاتلة “، كما ترجمت شخصيا بحثاً بهذا العنوان.
وفي السياسة خاصة، قد لا يبدو الخطأ المميت ماثلاً أمام الأعين بوضوح، بل هكذا هي الأمور دائماً (تقريباً) فهناك خطوة تبدو رائعة النتائج، مكاسب زاهرة، براقة، مغرية، تلوح وتؤشر برايات الشهرة والمجد، ولكنها في الواقع (بالطبع ليس دائماً) ليس سوى افخاخ معدة بعناية، يراد منها جذبك إلى ما تسمى بالعسكرية ” نقطة القتل ” وقد حدثني مرة قائد كتيبة دبابات خاض معركة كبيرة في الحرب، أنه صادف هدوءا غريباً وغير معقول، فليس من المعقول أن يترك العدو هذا الموقع بدون حماية … فأرتاب بالأمر، وما أن شرع بالانسحاب حتى انهالت عليه الصواريخ م/د.
وفي السياسة يدور الأمر بشكل أكثر ليونة ونعومة، ففي الموقعة الحربية، فقد يكلفك الخطأ دبابتين أو ثلاثة (جماعة الاستطلاع) ولكن في السياسة قد تكون النتائج كارثية. وهذه لا تبدو لك من الخطوة الأولى، بل ربما في الخطوات اللاحقة، إذ يدعون الخم (المفترض) يغرق في الأخطاء، ويبتعد عن بر الأمان، ويصبح في الأعماق يحث يكفي إغراقه لمسة خفيفة على رأسه ليهبط للأعماق لا حول له ولا قوة. بالطبع آنذاك سوف لن يفيده القول ” شو عرفني “.
عبر الحياة كثيرة جداً، ولكن نادر من يعتبر ويستفيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب