هناك فارق بين الادعاء والحرص على سلامة الوطن والمواطن وبين الفوضى والنظام بقلم الكاتب مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸
بقلم الكاتب مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸
هناك فارق بين الادعاء والحرص على سلامة الوطن والمواطن وبين الفوضى والنظام
بقلم الكاتب مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸
24.12.2024
————————
اذكر اننا درسنا في الصفوف المدرسية وفي مادة علم الاجتماع قول بن خلدون ” الانسان مدني بطبعه” وهذا يعني ان الانسان فطر على ان يعيش وسط الناس والجماعات لا بعيدا عنهم ويقيم بينهم ويتواصل معهم ويؤسس لعلاقات انسانية تحمل المودة والتعاون والبناء وتنشئ بينهم حوارات لخلق ظروف بيئية تقود الى الاستقرار وحياة افضل تحمل في طياتها معاني التحضر والرقي. ولا يختلف مجتمع عن اخر ابدا حتى الاماكن التي لا يوجد تجانس بينها لانها اعتمدت على الهجرات مثل الولايات المتحدة 🇺🇸 وكندا ، استراليا ….الخ، وياتي اليها سكانها من كل حدب وصوب في انحاء المعمورة اتفقت فيما بينها على نظام يضبط العلاقة بين سكانها، فتقدمت هذه البلاد واصبحت ملاذا امنا للعيش فيه بعيدا عن كل المهاترات. على سبيل المثال في اميركا وغيرها تجد المسلمون والمسيحيون واليهود جميعا يجاور الواحد الاخر في محيط واحد وكل منهم يعيش دون ادنى تدخل الفرد في شؤون الاخرين، وفي حال الخلاف تدخل الجهات المختصة بانفاذ القانون وتنفذ مهامها دون وساطات او تدخلات من احد ، انه النظام انه القانون الفصل في ادارة الحياة.
في مجتماعتنا التي يصل عمرها الى ستة الاف عام من التاريخ ، واذ نفخر ان لنا جذور واصول تمتد عبر الزمن ، وان منطقتنا تنزلت عليها الاديان ، والرسل والقيادات العظام وان بلادنا مسرى ومعراج سيد الخلق محمد عليه السلام ، وهنا سكن وسار سيدنا ابراهيم عليه السلام ، الا ان ديارنا لم تعد مكانا جميلا للسكن فيه. وليس ذلك بفعل الاحتلال تلك الشماعة التي عمدنا دائما ان نلقي عليها عحزنا ، بالرغم من حقيقة ما يسببه من مشاكل هذا الاحتلال الأحلالي ونحن نرى ما يسببه من تدخلات تحاول خنق الشعب الفلسطيني هنا في فلسطين 🇵🇸 ، وهو يمتد مثل الاخطبوط الى محيطانا ليلتهم الارض ومقدراتها ، الا ان ذلك هو العدو بطبيعته لشعبنا ، اما نحن فقد خلقنا بيئة طاردة تعادل في قوتها ما يسببه الاحتلال من تضيق الخناق على شعبنا.
اتعلمون شيئا يبين ان عمق الفكر الانساني الفلسطيني ، كيف يتمحور واصبح يحاول كل فرد ان يبني فواصل بينه وبين جيرانه او حتى اخوانه بسبب التدخلات المنبوذة ، ولا يمكن لها ان تبني قيم وحضارة لشعبنا. حاول ان تلقي نظرة على التجمعات السكانية هنا اليوم ، تجد بكل يسر وسهولة ارتفاع للاسوار بين الجيران والاهل.هذه اسوار خارجية وفي داخل كل واحد اسوار داخلية بين افراد المجتمع يضع حدودا لنمو العلاقات الانسانية. وعلى عكس هذا في المجتماعات الغربية لا تجد هذه الاسوار بالرغم من عدم تجانس الافراد والجماعات. ما يفصل بين الجار والجار اما سور خشبي لا يتعدى ارتفاعه متر واحد ، او ممر عشبي وهذا كل شيء . هذا له ما له وعليه ما عليه.
وبالرغم من السنوات العجاف الطويلة التي ارهقت كاهلنا تحت نير الاحتلال ، لم نتعلم ولم نجد لغة مشتركة فيما بيننا وهذا الخطر هو الخطر الحقيقي الذي يداهمنا. عندما تتصفح الاعلام الذي تتبناه المعارضه وابواق انتاجها الفكري والمقاوم ، انا لا اعرف من يقاوم فقط انت تتقزز ابدانك عندما تقرأ او تسمع لها، وتلعن الساعة التي ولدنا فيها في هذه البيئة الطاردة لاصحاب الارض ، والجامعة للاعداء. اقل بوق يصدح بخيانة القيادة ، والاجهزة الامنية التي تواصل العمل لخدمة الشعب ، ولولا هذه السلطة التي يستفيد منها في الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل مباشر وغير مباشر ما لا يقل عن خمسة ملايين شخص. ودعني اقول ان القطاع الخاص يستفيد منه البقية الباقية. واهم ما في الامر ان السلطة الفلسطينية فتحت ذراعيها لكل ابناء الشعب الفلسطيني دون استثناء، وتجد ان العديد من الموظفين ممن يحملون افكارا وانتماء لاحزاب سياسية ودينية يواصلون الشتم والسب ليل نهار وكان الرسول محمد عليه الصلاة والسلام قد اوصى بشتم اولي الامر ، مع ان الفكر الالهي والعقائدي الذي تنزل علينا يقول ” اطيعوا الله والرسول واولي الامر منكم”، ولم يحدد شكل او لون اولي الامر . بل دعى الى وحدة الامة حتى لو ولي عليها حبشي اسود. كل هذا بمعنى ان التحريض القائم في الجوامع وعبر المنابر ومنصات الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التي تصل الى حد التحريض على القتل لا تخرج الا ممن يدعون الاسلام وحملة شعلة الدين او الوطنية.
يعني مكفينا همنا مع الاحتلال فلا تكونوا اعوانه. المجتمع كله يجب ان تخضع هذه العلاقات الى النظام والقانون. لقد اشتعلت المخيمات وهذا التحريض في ذات الوقت الذي اعلنت فيه اسرائيل عن البدء في تطبيق خططها لضم ما تبقى من فلسطين الى دولة اسرائيل ، وتوسع حدود دولتها على حساب الاخرين. هنا اسال ويجب ان يسال كل شخص كيف التقت مصالح العابثين وابواق التضليل في ذات الوقت مع اسرائيل وهي تضع اخر مسمار في نعش القضية الفلسطينية، المضللين وابواقهم التقت بنفس الوقت وهي تصدح ليل نهار ان السلطة الفلسطينية على وشك الانهيار ، وبدأت فعلا دولة الاحتلال بالاجتماع بقيادات فلسطينية للتحضير لليوم الثاني بعد الانهيار. نريد تفسيرا واضحا وجليا كيف التقيتم والاحتلال في ان واحد لتدمير اهم انجازات الشعب الفلسطيني وهو السلطة الفلسطينية التي تعمل من اجل رفعة الامة في التعليم والصحة والشان الاجتماعي والسلم الاهلي ، وبناء القدرات الانسانية التي جميعها شهدت تطورا نوعيا بعد ان تسلمتها من الاحتلال.
لقد اقامت وشيدت السلطة الفلسطينية المدارس والمستشفيات وقدمت الخدمات للمواطنين في كل مدينة وقرية، وساهمت في بناء القطاع الخاص وتطويره الذي حصل كل واحد منهم من اصحاب المصانع الكبيرة على ما لا يقل عن مليون دولار من اجل فتح خطوط جديدة في الانتاج لتشغيل العمالة الفلسطينية. السلطة الفلسطينية وفرت الامن بقدر استطاعتها وفق الكوادر الامنية والقدرات وحافظت الى قدر كبير على السلم الاهلي في فض النزاعات ، كل ذلك في سبيل بناء المجتمع الفلسطيني وقدراته نحو بناء دولة فلسطينية على ارض فلسطين كان من المفترض ان تجمعنا جميعا.
السلطة الفلسطينية استطاعات ان تعزز قدرات وامكانات المقاومة الشعبية عبر تعزيز الانتاج الوطني، وبناء الاقتصاد المقاوم والتسهيل على الناس، وقامت السلطة الفلسطينية بتعزيز الدور الفلسطيني في المحافل والمنظمات الدولية وساهمت في رفع القضايا على الاحتلال في اطار قدراتها وامكانياتها المحدودة. هنا يجب ان نحدد لمصلحة من يريد البعض ان ينهي السلطة الفلسطينية ويسبب في انهيارها؟.
ان ما يحدث من فوضى لا يمكن تفسيرة الا خدمة للاحتلال وهو ينفذ اخر برامجه في تصفية القضية الفلسطينية. وعلى من تسول له نفسه الطعن في خاصرة القضية الفلسطينية ان يعيد حساباته ، لان ما يجري لعنة لا يمكن ان تمر بسلام ، كفى نعيقا وكفى وضع العصي في الدواليب. الوحدة الفلسطينية فقط من خلالها نحن اقوياء ، اما الفوضى هي اخطر العملاء للاحتلال التي تؤهل العدو ليمرر مشاريع التصفية والترحيل .