
ما المقصود بالثيوقراطية؟
بقلم علي رهيف الربيعي
يحق لنا أن نتساءل كما تساءل جمال حمدان في السبعينات حين كانت الأحوال أقل سوءا مما عليه اليوم : ” أليس هناك إذا، دولة أو دولة دينية بمعنى الكلمه في عالم الإسلام اليوم؟” ، ونجيب معه بوضوح كما أجاب هو منذ حوالي أربعة عقود أنه من المؤسف الشديد ” ان النظم السياسية القليلة التي تتخذ من الإسلام بالفعل أساسا الحكم والسلطة ليست إلا ثيوقراطيات رجعية متخلفة متحجرة تمثل ربما أسوأ دعاية ممكنة لفكرة الدولة الدينية . وبعض هذه الدول الثيوقراطية تدهورت، من أسف، الى أدوات للقهر السياسي وتكريس التخلف والجمود، ، والى قوى سلفية تسعى الى العودة الى الماضي وتعادي التطور باسم الدين ” (1).
ما المقصود بالثيوقراطية؟ على ذلك يجيب سمير أمين بقوله إنها ” تعني حكم الله، وبالتالي فهي القاعدة في المفهوم السلفي في اليهودية وفي الإسلام بحكم الطابع الشامل والتفصيلي والمقدس الشريعة… هذا هو ما يدعوا إليه اليوم أنصار ” ولاية الفقيه” . بالثيوقراطية في الإسلام وفي اليهودية لا تتطلب وجود طبقة رجال دين منظمة ، إذ ان المفروض هو أن الدولة نفسها تقوم بهذا الدور – تطبيق الشريعة… ويبدو واضحا ان هذا المفهوم السلفي للعلاقة بين الدين والمجتمع في الإسلام وفي اليهودية يتعارض تماما مع مقتضيات الديمقراطية بالمعنى الحديث، إذ إن مضمون مبدأ الديمقراطية هو أن الناس مسؤولون عن صنع القوانين التي يرونها صالحة ومفيدة لهم، وبالتالي هم المسؤولون عن صنع تاريخهم ” (2).
المراجع :
جمال حمدان، العالم الإسلامي المعاصر، ص 101. (1)
سمير أمين،” العام والخاص في الديانات الكبرى، ” الطريق، السنة 57، العدد، 5 أيلول 1998)، ص 15.(2).