مقالات

لو أجهدتم انفسكم في بناء الوطن والمواطن لرحل الاحتلال منذ زمن بعيد. بقلم مروان سلطان-فلسطين

بقلم مروان سلطان-فلسطين

لو أجهدتم انفسكم في بناء الوطن والمواطن لرحل الاحتلال منذ زمن بعيد.

بقلم مروان سلطان-فلسطين

28.12.2024

—————————————

المقاومة الشعبية تعتبر اهم واخطر انواع المقاومة التي يكره العدو التعامل معها لانها تقوض قواه في التعامل مع المقاومين. ومقاومة الاحتلال امر ازلي وحتى تقوم الساعة ستبقى في مقارعة الاحتلال حتى تحصل الشعوب على حريتها ودحر الاحتلال من اوطانها. لقد كانت الانتفاضة الاولى للشعب الفلسطيني نموذجا يحتذى بها في اطار التحرر الوطني ونتج عنها تشكيل الهوية الفلسطينية السياسية وقادت الى اقامة سلطة وطنية للشعب الفلسطيني ، كادت ان تحقق دولة فلسطينية على حدود 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة، لان المدن الفلسطينية جميعها سلمها الاحتلال بعد اتفاقية اوسلو سنة 1983، وكان بالامكان البناء على ذلك حتى خروج الجيش الاسرائيلي من الضفة الغربية كاملة.  

المقاومة الشعبية هو اعداد الجمهور الفلسطيني بكافة مكوناته للمشاركة في هذا الشكل من المقاومة التي تحافظ عل شكل ولون وكينونة الشعب الفلسطيني سالما بعيدا عن دائرة الانتقام المفرض للجيش الاسرائيلي ومن دائرة اضطهاد الاحتلال. وانا لا يوجد لدي الرغبة لادخل في متاهة عدم قيام الدولة الفلسطينية في غضون ذلك الوقت، في هذا المقال.

لقد اجهدت بعض الفصائل الفلسطينية نفسها كثيرا في انشاء حكومة ظل للسلطة الفلسطينية همها الوحيد وضع العصي في الدواليب للسلطة الفلسطينية  من اجل تعطيل مسيرتها وعملها باعتبارها من افرازات اتفاقية اوسلو،، والكل ادعى المقاومة والذي دفع الثمن هو تقدم السلطة والشعب الفلسطيني. وكلما تعكرت العلاقات الداخلية بدء الصراخ على السلطة الفلسطينية، واتهامها بسلطة دايتون وسلطة التنسيق الامني … الخ، وللتوضيح اتفاق اوسلو بكافة جوانبه اسمه بروتوكول التنسيق الامني، بمعنى ان اسرائيل عند تحويل المقاصة للسلطة الفلسطينية يسمى في اطار التنسيق المني وهذا الاتفاق يمس كل جوانب الحياة للشعب الفلسطيني…الخ،  من تلك المسميات، كل هذا والجهد المبذول من هذه الفصائل على الارض يساوي صفرا، وفي ذات الوقت بقوا منصاعين لاجندات الدول الداعمة لهم،  علما ان منتسبي تلك الفصائل هم الاكثر استفادة في الوظائف العامة، ونحن نقول نعم انهم ابناء الشعب الفلسطيني ولهم الحق بالتساوي ودون تمييز  بين جميع ابناء هذا الشعب وهذا ما قامت به السلطة الفلسطينية وبرقابة مشددة من رئاسة السلطة والدوائر دات العلاقة، وفي الاضرابات الوظيفية التي حدثت كانوا اشد الناس ضراوة، ومع ذلك فقد تم استيعابهم لما فيه مصلحة الوطن والمواطن .  كل الحوارات الوطنية في كل الاوقات والاماكن التي جرت فيها ، لم تحقق نتائج ملموسة لانها مبنية على المحاصصة والتبعية، وللانصاف فان الجهاد الاسلامي كان يشارك في الحوارات ويعزز منطقها لكنها كان رافضا المشاركة في الحكومات المتعاقبة حتى تلك التي كانت تسمى حكومة الوحدة الوطنية. 

لقد ترك المواطن والارض دون ادني اهتمام من المعارضة الفلسطينية ، وكان يمكن عمل الشئ الكثير في مقارعة الاحتلال وتعزيز العمل المقاوم والانسان المقاوم والاقتصاد المقاوم  على الاراضي الفلسطينية.

وهنا اود اسال  على سبيل المثال لا الحصر هل بذلت الجهود لتعزيز العمل بالارض؟ لقد تركت الارض مهجورة ، وترك العمل للسماسرة لشراء المنتوج الاسرائيلي، وهذا ما حدث ، حتى ان المنتوج الفلسطيني وهو منتج غير كافي كانت تنافسه البضائع الاسرائيلية في السوق الفلسطيني ولولا تدخل السلطة الفلسطينية لضربت المواسم القتصادية وتم القضاء على البقية الباقية، مما يعني الكل يريد من السلطة ان تتدخل، وفي نفس الوقت تهاجم اذا ما حدث خطاء هنا او هناك ، وهم لا يقومون باي عبء لتعزيز المسار الوطني. يعني الكل جالس في مملكته لا يريد ان يخرج منها لاتمام ما هو ضروري ووطني. وبناء الاقتصاد المقاوم اليس هو جهد شعبي تنظيمي فصائلي كم هي الجهود التي بذلت من اجل ذلك ، لقد كانت صفرا ويريدون من هذا الاحتلال ان يرحل. يرحل الى اين والسوق الفلسطيني يعتبر سوقا استهلاكيا من الدرجة الاولى ويشكل ربحا استثنائيا للاقتصاد الاسرائيلي، لقد بلغ حجم التداول مع السوق الاسرائيلي اربع مليارات دولار سنويا يتم استيرادها الى السوق الفلسطيني.

الخوض في هذا الحديث طويل وهو من باب العتاب لا اقل ولا اكثر ، وان كان كذلك فالتاريخ سيكتب ذلك وما حدث لاجل اطالة عمر هذا الاحتلال، السلاح والبارود هم اقل انواع المقاومة امام التحديات الاخرى، واذا كان السلاح مدمرا للبلاد والعباد فيجب البحث عن البدائل التي تقود السفينة الى بر الامان . ماذا يجب ان نعمل وماذا علينا من واجبات هي صلب العمل المقاوم.

طالما اننا مصدر الربح للعدو ، لماذا يفكر ان يتركنا ويرحل، طبعا سيتمسك بنا ويعمل على ادارة دفة الاحتلال ليبقى متربعا على عرش البلاد والعباد. لقد كان مشروع اسرائيل الوحيد على مدار السنوات الطويلة السلام الاقتصادي ، يعني راس المال الفلسطيني ، وللعلم  فالبعض منه كان يعمل في المستوطنات الاسرائيلية والاستثمار فيها وانتم بالعسل نائمون.

ان اكثر ما يقلق  في الاحداث الاخيرة هو تجنيد الاطفال، في اعمال خطيرة . لطالما حاولنا ان نجنب الاطفال على الدوام ، الجبروت الاسرائيلي ومع ذلك زج الاحتلال بهم في لتون المحرقة وكانوا في دائرة الاستهداف الاسرائيلية بشكل واسع تعرفون لماذا ، ذلك لان هؤلاء الاطفال هم مستقبل الشعب الفلسطيني ، هو الامل ، هم من سيحملون هذا الارث لتحقيق اهداف الشعب الفلسطيني في اقامة الدولة وعاصمتها القدس. الاطفال لم يخلقوا ليحملوا هم العنف  ، نحن نريدهم للمستقبل والاخذ بيدهم بالتعليم والتدريب لينافسوا على مستقبل افضل، ويقرروا بانفسهم ما يريدون، لا ان يواجهوا الموت والرصاص وهم اطفالا. احد افراد الامن الفلسطيني شاهد الاطفال يحملون الملتوف ويلقون بها على الامن الفلسطيني ، وكان سهلا عليه فتح النار وقتلهم ولكنه فضل الشهادة على ان يطلق النار عليهم وارتقى شهيدا.

سيسجل التاريخ هذا ، فكيف ستردون ؟ . لا يمكن ان يكون الشعب الفلسطيني الحديقة الخلفية لجهات تثير الفتن والقلاقل والنزاعات في اوساط الشعب الفلسطيني والتسبب في تعريضه للتدمير وللابادة الجماعية، وتمرير مشاريع التصفية.  هناك ما يمكن العمل من اجل التحرر الوطني في تعزيز الصمود ، وبناء الفلسطيني المقاوم وهذا من المفترض ان يكون دوركم!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب