ألبوم من قلب دمشق.. أطلال الحرب تنبش ذاكرة جوبر
ألبوم من قلب دمشق.. أطلال الحرب تنبش ذاكرة جوبر
دمشق: في حي جوبر بالغوطة الشرقية بالعاصمة السورية دمشق، أظهرت مشاهد جوية حجم الدمار الذي خلّفته قوات النظام المخلوع، دون أن تستثني حتى الأماكن المقدسة.
منطقة الغوطة الشرقية عانت أعنف الهجمات والاضطهاد خلال الحرب التي شنّها نظام بشار الأسد ضد شعبه على مدار 13 عاماً سعياً للحفاظ على سلطته في البلاد.
وطيلة سنوات حكم نظام “حزب البعث”، تحوّلَ حي جوبر إلى “منطقة أشباح”، بعد سنوات من الحصار والقصف والتهجير. الحي الذي كان يضم نحو 300 ألف شخص، حوّله النظام إلى مسرح للهجمات العنيفة العشوائية والاشتباكات والحصار.
وألحقت تلك الهجمات أضراراً جسيمة بالأماكن المقدسة، كالمساجد والمقابر، وكذلك المباني التعليمية، مثل رياض الأطفال.
يقول بعض سكان الحي إن عدداً قليلاً من جيرانهم عادوا إلى منازلهم بعد سقوط النظام في 8 ديسمبر/كانون الأول المنصرم، ولا يتجاوز عددهم الألف شخص.
بعض السوريين العائدين إلى الحي يقصدون مقابر أقربائهم التي تحمل هي الأخرى آثار القصف، بينما ينظفون الشوارع التي تحولت إلى ركام، وبعضهم يتفقد أطلال ما بقي من الحي وذكرياتهم فيه.
كما تظهر المشاهد آثار البراميل المتفجرة وقذائف الهاون والمدفعية التي استخدمها نظام الأسد وحلفاؤه ضد المواطنين في حي جوبر. وتسبّبت الهجمات بسقوط مآذن المساجد، وحولت دور العبادة إلى أكوام من الأنقاض.
ويمكن مشاهدة آثار آلة الحرب الأسدية بأقبح صورها في المنطقة، ويتجلى بوضوح الثمن الباهظ الذي دفعه السوريون في نضالهم لإنهاء حكم “البعث” الذي دام 61 عاماً.
ولا تختلف المشاهد في مدن الغوطة الشرقية عن المشاهد الهوليوودية في أفلام نهاية العالم حيث الأحياء والأبنية المدمرة التي تحولت إلى مدن أشباح.
وبعد سقوط نظام الأسد المخلوع بدأ المواطنون بالعودة رويداً رويداً إلى الغوطة الشرقية، مع ما يمتلكونه من أشياء يفترشونها وتقيهم برد الشتاء.
وفي 8 ديسمبر 2024، بسطت الفصائل السورية سيطرتها على دمشق، وقبلها مدن أخرى، لينتهي بذلك 61 عاماً من نظام “حزب البعث”، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وحكم بشار سوريا 24 عاماً، منذ 17 يوليو/تموز 2000 خلفاً لوالده حافظ الأسد (1971-2000)، وفرَّ من البلاد هو وعائلته إلى روسيا، التي أعلنت منحه اللجوء لما اعتبرتها “أسباباً إنسانية”.
وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة الجديدة لسوريا أحمد الشرع، تكليف محمد البشير، رئيس الحكومة التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، بتشكيل حكومة سورية جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية.
(الأناضول)