دراساتمقالات

غزة.. جدلية النصر والهزيمة (الاستنتاجات) ج/5 بقلم عبدالخالق الشاهر

بقلم عبدالخالق الشاهر

غزة.. جدلية النصر والهزيمة (الاستنتاجات) ج/5
بقلم عبدالخالق الشاهر
لعلي اطلت في الاجزاء الاربع السابقة الا انها على الأقل خلقت قاعدة يمكننا الانطلاق منها لتحقيق تصور مفيد لشعبنا العربي والعراقي للدور الايراني والتركي في موضوع طوفان الأقصى المبارك، وأثره في خلق حالة فهم سلبية لدى العرب عموما والعراقيين خصوصا وهو ان البعض فرح باستشهاد نصرالله او السنوار.. اي فرح لفرح نتنياهو ، بل وصل الامر الى ان حزب الله وحماس وأخواتها هم عملاء لإيران وأن ايران نفذت بالتعاون مع امريكا والكيان لتدمير القضية الفلسطينية فضلا عن انه يسهم في (تصحيح) رؤيتنا الوطنية والقومية للجارتين المسلمتين ولكوننا في الجزء الخامس والحديث يطول اسمحوا لي ان اذكر استنتاجاتي بشكل نقاط مبسطة
الاستنتاجات :
الفشل الاسرائيلي/ الامريكي والنصر الفلسطيني (اين ما وردت حماس فهي تشمل مقاومة غزة وشعبها برمته)
1.ان تمييز النجاح عن الفشل في الحروب الاستراتيجية ليس بالأمر السهل ، والدليل اننا عندما نرى جنون ترمب بصدد التهجير القسري نعده قوة له ولابنته المدللة اسرائيل ولكن ثقوا انه الفشل الكامل لهما .. لقد نجح نتنياهو في تدمير الحجر وقتل الاطفال والنساء ولكنه لم ينجح مطلقا في تدمير حماس ، والأعمى فقط لم ير روعة حماس يوم خروجها من تحت الارض وإقرار بلينكن قبل الظهور بأسابيع ان حماس رغم كل ما واجهته اعادت بناء نفسها وعادت كما كانت، ابحثوا في كل كتب الحرب فهل ستجدون ان ميليشيا في هذه المساحة الضيقة واجهت ابادة جماعية بشكل غير مسبوق تعيد بناء نفسها مقابل جيش اعاد (15) لواء من غزة ( على أثر معارك ضارية) ليعيد تنظيمها واستدعى كل احتياطاته بل انه تحرش حتى بالحريديم ، ويقول خبير عسكري اسرائيلي ان ( رئيس الاركان الجديد استلم جيشا استنزفت قدراته الى اقصى الحدود) وأن عدد الدبابات وناقلات الجند المدمرة والمعطوبة بلغت 1108 ويقول زامير ان هناك 5921 من قتلى الجيش (خلال عام 2024) وأن هناك 15000 مصاب (يخضع لإعادة التأهيل) .. اما الفشل الامريكي المرعب فهو يكمن في انهم توصلوا فقط الى الحقيقة القاتلة في ان حماس وأخواتها لن تستسلم فجاء الحل المضحك (التهجير القسري) اي يقتلعون الشعب برمته من ارضه وتأريخه، ونصر حماس هو نصر غزة لأن ترمب الذي يبدو كالمجنون هو من توصل الى ان شعب غزة هو حماس وحماس هي شعب غزة ، والآن الساعة 1200 موعد فتح جحيمه ان لن تفرج حماس عن كل الرهائن وسيرى انه لن يحصل الا على الثلاثة فقط لا غير وسيرى ان عمالقة حماس اصدقاء مع جحيم (16) شهرا وهم مستعدون للجحيم لأنهم مؤمنون بالمطلق ان الجنة بانتظارهم.. اليس في هذا نصرا بربكم؟؟!! ولا يقل لي احد رجاء ان الثمن باهض لأني اعرف ذلك واعرف ان الجزائر هي بلد المليون شهيد .. انها الارض والعرض والكرامة، ولست انا الذي فرضت الجهاد معاذ الله (( .فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة ..)) ..
2.ان شيء اسمه (قضية فلسطينية) انتهى منذ نصف قرن وصار الامر ان لا حرب جيوش حتى في الأفق اللامتناهي ، ووصلنا الى التطبيع ، الا ان المقاومة ضلت تقاتل ، حين تمكنت من تحرير الجنوب اللبناني ، اما في حرب تموز 2006 البطولية التي قادها حزب الله اللبناني بدعم ايراني ، وهي الحرب التي فشل فيها جيش الاحتلال فشلا ذريعا ، وهي التي جعلته يغير عقيدته الحربية الى (عقيدة الضاحية) والتي تتلخص بتدمير كل شيء(البشر والحجر) كل بشر ان كان مدنيا او عسكريا .. طفلا او امرأة، اما الحجر فكل حجر ان كان في مستشفى او دار ايتام او معسكر ، ولعل في ذلك نهاية الاحتلال ونهاية كل أكاذيب الدعاية الإسرائيلية، وأن استمرت الحرب فسوف تبقى (عقيدة الضاحية) قائمة الى ان تتمكن اسرائيل من امتلاك جندي يتمكن من مواجهة جندي من حماس بالبندقية او القاذفة ، وهذا لن يحصل لأنهم على باطل ولأن حماس على حق.. اليس في هذا نصر ايضا؟؟!! وهل تتصورون ان نتنياهو لو كان يمتلك هذا الجندي لكان اضطر الى ان يدخل مزبلة التأريخ كمجرم حرب من خلال (عقيدة الضاحية) التي اجبره عليها مقاتلو حزب الله بداية وأكملتها حماس وأخواتها نهاية ولا تزل ؟؟ هل انه سعيد لأنه دمر سمعة شعبه الى الأبد ؟؟ او انه سعيد كون حماس عادت كما هي؟؟ وقد اسلفنا ان مفهوم النصر هو (تدمير ارادة العدو على القتال) وهو يعي اكثر من كل العرب اليائسين ان تلك الإرادة باقية كما هي وستزيد على إثر الجرائم التي ارتكبها نتنياهو بحق شعبهم الذي يتصور البعض انه لا يهمهم امره .. هكذا غسلت ادمغتنا .. حماس دمرت شعبنا في فلسطين وكأن هذا الشعب المجاهد الذي استجدى شاعرنا نزار قباني قبل عقود من اطفاله بقصيدة مطلعها (يا اطفال غزة علمونا) .. اقول ان شعب الجبارين يعرف ان ابواب الحرية لا تدقها الا اليد المضرجة بالدم.
3. ان النصر الأكبر لأي جيش او مقاومة مسلحة كحماس هو ان تكون من شعبها وأليه ولعلي لم اجد في التأريخ حالة تطابق غريبة مع الشعب كحالة حماس مع شعبنا في غزة في ظرف لن يمر به شعب يوما ويتطوعوا في حماس، وأنا اسميه التطوع المفضي الى الموت ، وقد عشت حالات مريرة من القصف الوحشي منها في حفر الباطن وكنت رئيسا لأركان فرقة مدرعة في الجيش العراقي (ليس اي جيش) مع احترامي لكل جيوش العالم .. ولكنه جيش طائراته في ايران ودفاعه الجوي صفر قياسا بطائرات 33 عدو ( بينهم من اهلنا العرب) وكان مقر الفرقة وألويتها قرب طريق الموت .. زرت احد آمري الألوية ع. ر حسين عبد علي وكان رجلا شجاعا .. فلمست من خلال انه لم يحلق ذقنه ليومين وارضية ملجأه متربة وغير مرتبة ان معنوياته منخفضة قليلا فتحدثت معه بكل ود عن ان هذه دلائل على انخفاض المعنويات وأننا ينبغي ان نخفيها عن معيتنا ان وجدت .. خلال حديثي معه رأينا من خلال باب الملجأ وعلى بعد 100 متر ذئبا يسير كالخروف ولا يشبه الذئب بشيء ويصيح عليه الجنود ضاحكين ( ها يمعود ابو سرحان هاي شبيك ابو سرحان) يلتفت اليهم بغضب ويستمر بالسير كالخروف فقد مر عليه 40 يوما تحت القصف الكوني .. غاب عن نظرنا فالتفت الي الأخ آمر اللواء قائلا ( سيدي شفت الذيب اللي هو ابو المعنويات شلون معنوياته منخفضة وتريد حسين عبد علي معنوياته مرتفعة) .. في هكذا جو من اللا توازن في القوى الذي مرت حماس بأشد منه بل بالأشد في التأريخ واهل غزة يتطوعون في حماس التي سكنت جحيم اجرام نتنياهو، وأقارن روايتي عن الذئب في اعلاه ، هل كان ذلك الذئب يقبل التطوع في الجيش العراقي في تلك الظروف .. اليس هذا نصرا بحد ذاته ؟؟ وقد لاحظتم تحديهم لجحيم ترمب الذي خفف اللطمة التي لطمته اياها حماس ليعطي حرية التصرف لنتنياهو وهو الأعرف ان نتنياهو ( مطلوب للقضاء الدولي في جرائم حرب ولمحاكم سلطات الاحتلال بجرائم الفساد وبجريمة فشله كقائد عام في السابع من اكتوبر المجيد) وهو يعلم انه سيعود الى قتل الاطفال والنساء ونسف المربعات السكنية وأن قتل بطل من ابطال القسام فهو عرف بالتجربة بأن المقاومة (الفكرة) لن تموت بل تتبرعم وتزهر كلما ارتقى منها شهيد وهو يعرف اكثر منا جميعا ان الأمر لن يخدمه وأعتقد انه سيفعل لأنها فرصته الذهبية لتأخير محاكماته ، وليفعل فإن ذلك إن ادى الى شيء فأن الأسوأ احتمالا لن يكن خروج حماس من غزة ولا شعبها والبقية تأتي.
4. ان مقاومة الاحتلال (فكرة) وحق رباني وانساني مقدس ، وقد يتحجج البعض من العرب الذين لم يلهمهم الطوفان المبارك ولم تهمهم الاهانات التي وجهها لهم الاحتلال منذ ثلاثة ارباع القرن بأن همهم هو اعمار غزة ومنع تهجير اهلها مقابل خروج حماس وأخواتها من غزة لأنها ادت الى خراب غزة واستشهاد (50) الف من اهلها ، وأرد على ذلك بكل ود ودون تشنج وبتقديس لشهدائنا في غزة ان قتلى الكوفيد9 في الولايات المتحدة بلغ اكثر من مليون شخص وأن حوادث السيارات قتلت 3000 عراقي للعام المنصرم … القسام والجهاد والسرايا هم ليسوا قادمين من الشتات .. انهم غزاويين ، وأهل غزة اهلهم قبل ان يكونوا اهلا لأي عربي وأن الراحلين الخمسين الفا هم امهاتهم وآبائهم وأولادهم وأحفادهم ومن العيب المزايدة على حماس التي فقدت ذلك والمثل العراقي يقول ( اشفق من امك قالت الملاقة) واخبروني ان كانت هناك مقاومة عدا حزب الله فقدت قادة كحماس ولنتذكر الشهيد عز الدين القسام ضد الاحتلال البريطاني لفلسطين يتبعه د احمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي ومحمد الضيف والسنوار
.. ان رحلت حماس رحلت الفكرة وأن رحلت ستكمل العروبة وأهلها رحيلهم الى الهاوية فلنتمسك بالفكرة وندعمها فنحن فشلنا مرارا ولنترك اطفال غزة يعلمونا معنى الاوطان ومعنى الحرية … وأضيف والله ثم والله ان موقف مصري فقط داعم للمقاومة سيغير المعادلة وهذا ما يحتاج الى القليل من الشجاعة وألا لم هذه الترسانة الرائعة لمن يدرسها ؟؟ والتي هي لوحدها اعلى من قدرات الاحتلال .. بغير ذلك فمن الفرات الى النيل حاصلة ولن تنفعنا حينها الترسانات وسنهان اكثر مما اهنا وذللنا ,, اقول بغير ذلك اتركوا حماس تعمل وتفرجوا
وللحديث بقية
17/2/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب