الصحافه

الحرب مستمرة حول فيلم غزة: شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية تتدخل ودعوات لتحقيق مستقل في “الفشل”

الحرب مستمرة حول فيلم غزة: شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية تتدخل ودعوات لتحقيق مستقل في “الفشل”

إبراهيم درويش

نشرت صحيفة “أي نيوز” تقريرا أعده ستيف روبسون قال فيه إن قسم مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة، لندن، يحقق في مزاعم حول الفيلم الوثائقي الذي عرضته هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، الشهر الماضي عن حرب غزة بعيون أطفالها وإن كان أي مال دفعه منتجو الفيلم قد وصل إلى حماس. وجاء هذا بعد الحملة التي شنها المؤيدون لإسرائيل من أن راوي الفيلم عبد الله اليازوري، 13 عاما، هو نجل لوزير في حكومة غزة التي تسيطر عليها حماس، أيمن اليازوري.

وقد تم تصوير فيلم “غزة: النجاة في محور حرب” من قبل مصورين تم توجيههما عن بعد. وقالت شركة هويو للأفلام لـ بي بي سي إن والدة راوي الفيلم منحت مبلغا صغيرا من أجل مشاركة طفلها في الفيلم.

وطالبت زعيمة المعارضة في البرلمان، كيمي بندوك، بتحقيق للتأكد من عدم وصول أموال لحماس التي تصنفها بريطانيا كحركة إرهابية. وقال متحدث باسم شرطة العاصمة لندن: “نحن على علم بفيلم وثائقي لـ بي بي سي عن غزة وقد تلقينا عددا من التقارير التي تثير المخاوف. ويقوم ضباط من قيادة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة حاليا بتقييم ما إذا كان هناك أي إجراء مطلوب من الشرطة فيما يتعلق بهذه المسألة”.

طالبت زعيمة المعارضة في البرلمان، كيمي بندوك، بتحقيق للتأكد من عدم وصول أموال لحماس التي تصنفها بريطانيا كحركة إرهابية

وقد التقت وزيرة الثقافة ليزا ناندي برئيس بي بي سي الدكتور سمير شاه يوم الجمعة بعد أن قالت إنها تريد ضمانات “بألا يترك حجر على حجر” أثناء مراجعة الفيلم الوثائقي.

 وقال متحدث باسم بي بي سي إنه تم تحديد “عيوب خطيرة في صنع هذا البرنامج”، وأضاف: “بعض هذه العيوب نابعة من شركة الإنتاج وبعضها من بي بي سي؛ وكلها غير مقبولة”. وقال المتحدث إن “بي بي سي تتحمل المسؤولية عن هذه والأثر الذي تركته على سمعة الهيئة، ونعتذر عن هذا” و”لا شيء أهم من ثقة المشاهدين في صحافتنا، وقد دمر الحادث الثقة”. وقال: “في حين أن هدف الفيلم الوثائقي كان متوافقا مع هدفنا، وهو سرد قصة ما يحدث في جميع أنحاء العالم، حتى في الأماكن الأكثر صعوبة وخطورة، إلا أن العمليات وتنفيذ هذا البرنامج لم ترق إلى مستوى توقعاتنا”. و”على الرغم من أن البرنامج تم إعداده من قبل شركة إنتاج مستقلة، تم تكليفها بتقديم فيلم وثائقي متوافق تماما، فإن بي بي سي تتحمل المسؤولية التحريرية النهائية عن هذا البرنامج كما تم بثه”.

وقال المتحدث إن أحد الأسئلة الأساسية كان حول “الصلات العائلية للصبي الصغير الذي يروي الفيلم” وأضاف أن شركة الإنتاج “سئلت كتابيا عدة مرات من قبل بي بي سي عن أي صلات محتملة قد تكون له ولعائلته مع حماس”. وكلف إنتاج الفيلم على ما يقول عارفون 400.000 جنيه إسترليني. وقال أحد العاملين في الصناعة: “من غير المرجح أن تكون هناك فواتير قد وصلت إلى حماس وما حصلت عليه كان أكثر أهمية من المال، لقد كانت فرصة لعرض دعايتها على بي بي سي، المصدر الأول للأخبار الموثوق بها في العالم، وهي فائدة ضخمة من حيث النوع”.

وبعد اكتشاف عبد الله اليازوري، الذي يتحدث عن الحياة في المنطقة وسط الحرب بين إسرائيل وحماس، أضافت بي بي سي إخلاء مسؤولية إلى البرنامج، ثم أزالته لاحقا من خدمة المشاهدة المتوفرة عبر الإنترنت قائلة إنها لا تخطط لبث البرنامج مرة أخرى.

أضافت بي بي سي إخلاء مسؤولية إلى البرنامج، ثم أزالته لاحقا من خدمة المشاهدة المتوفرة عبر الإنترنت قائلة إنها لا تخطط لبث البرنامج مرة أخرى

 وفي يوم الثلاثاء، تجمع المتظاهرون خارج مبنى بي بي سي في لندن زاعمين أن الهيئة بثت دعاية لحماس. كما واجهت بي بي سي انتقادات بسبب سحب الفيلم الوثائقي، حيث أدان غاري لينيكر وأنيتا راني وريز أحمد وميريام مارغوليس هذا الإجراء من بين أكثر من 500 شخصية إعلامية. وفي رسالة مفتوحة موجهة إلى المدير العام لـ بي بي سي تيم ديفي ورئيس مجلس الإدارة الدكتور شاه ورئيسة المحتوى المنتهية ولايتها شارلوت مور، وصف مئات من وجوه التلفزيون والسينما والصحافيين قرار سحب الفيلم الوثائقي بأنه “رقابة ذات دوافع سياسية”.

وفي تقرير مطول نشرته صحيفة “صاندي تايمز” وأعدته محررة الشؤون الإعلامية روزاماند أورين قالت إن بي بي سي تعرضت “للتلاعب من الإرهابيين”. ونقلت عن جوانا كار، التي كانت مسؤولة التحرير وشاهدت الفيلم قبل عرضه في 17 شباط/فبراير، قولها بأنها “فرحت” عندما أعلنت الهيئة في كانون الثاني/يناير عن خطط البث لأنه “يقدم رؤية خاصة” للمشاهدين. ولكن الكشف عن علاقة عبد الله الذي يتحدث الإنكليزية بفصاحة غير الأمر.

وظهر عبد الله سابقا ثلاث مرات على الأقل في تغطيات القناة الرابعة للحرب، وكانت آخرها في نيسان/أبريل 2024، حيث تم تقديمه على أنه بائع متجول ونقل عنه قوله: “لم أختر هذا المصير… اختارت إسرائيل هذا المصير لي”.

وقالت الصحيفة إن شركة هويو كانت تعرف بالعلاقة بين الولد ووالده الوزير لكنها لم تخبر بي بي سي، رغم محاولات الأخيرة التحقق من علاقة المشاركين. لكن مسؤولية بي بي سي كامنة كما تقول “صاندي تايمز” من أنها عرضت فيلما متحيزا. وقال أحد العارفين في بي بي سي “ستكون هناك تداعيات”. وقال داني كوهين مسؤول التحكم السابق في بي بي سي إن الشركة تركت نفسها عرضة لـ “التلاعب بالإرهابيين”. وقالت مصادر إن وزيرة الثقافة ناندي منفتحة على تحقيق مستقل

 – “القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب