منوعات

أبو تريكة.. الذي قتل السادات وخان عرابي وثقب الأوزون وباعهم في محمد محمود!

أبو تريكة.. الذي قتل السادات وخان عرابي وثقب الأوزون وباعهم في محمد محمود!

سليم عزوز

تعيش مصر المحروسة هذه الأيام ملحمة وطنية كبرى، خرجت فيها البنت وأمها (كناية عن الاحتشاد)، ووقف فيها الخلق جميعاً ينظرون كيف تجري الوطنية في العروق مجرى الدم، ولو أن كل مُعدّ كان شاركنا في يوم ذي قار ما أخطأهم الشرف!
فالذي حدث أن القنوات التلفزيونية فاجأت الرأي العام بإعلان عن النادي الأهلي يتصدره زعيم الإرهاب الدولي محمد أبو تريكة، الذي خان عرابي في التل الكبير، وقتل الرئيس السادات في حادث المنصة، وشحن شهداء ثورة 30 يونيو/ حزيران 2013 إلى الدار الآخرة في صندوق، مع أن هذه الثورة العظيمة لم يسقط فيها شهيد واحد، وهو (أي زعيم الإرهاب الدولي) الذي باع الثوار في محمد محمود، وقام بثقف الأوزن بشنيور ضبط في حوزته!
وأمام هذا الاختراق الكبير للوطن، من زعيم الإرهاب العالمي، كان لا بد لشرفاء الوطن أن يقفوا على خط النار ويقولوا كلمتهم، فصرنا أمام حشد قتال، دفع رمز الوطنية وباني نهضتها الحديثة الإعلامي اللامع أحمد موسى للتخلي عن تشجيع النادي الأهلي، معلناً من برنامجه، إن أي مصري يحب بلده، وجيش مصر، وشرطتها، ومؤسساتها، له الحق في أن يغضب من ظهور أبو تريكة في اعلان النادي الأهلي!
ولأنها معركة الوطن الكبرى، فقد هب الإعلامي محمد الباز من فوره، وقال إن مصر فوق الجميع، وإن الأيام لن تنسينا ما فعله أبو تريكة، ولن تمحو ما اقترفت يداه.
بينما أثبت عادل حمودة، عضو المجلس الأعلى للإعلام، أن «الدهن في العتاقي»، وهو يقول إنه بعد الغضب الكاسح ضد النادي الأهلي لا بد أن يقدم مجلس إدارة النادي استقالته فورا!
وقد دعي الداعي للجهاد الوطني، فلم تكن الدعوة لتفوت الخبير الاقتصادي المتقاعد هاني توفيق، الذي طالب من على صهوة جواده بوقف الإعلان التلفزيوني فوراً، ولم يفوته أن يسبق اسم قائد الإرهاب بمفردة «المدعو»، تقليلا من قدره، واستهانة به، وقد كان كريماً فربط هذا الوقف للإعلان إلى حين حصول «المدعو» على البراءة، حيث كان يجب استبعاد الإعلان احتراماً للقانون!

تسلل الإخوان والعبث بالآلهة

أما أم المصريين السيدة لميس، فقد اعتبرت هذا الإعلان تسللا اخوانيا للمجتمع في انتظار اللحظة الحاسمة للقفز على جسد الوطن. لاحظ البلاغة في استخدام مصطلح «التسلل» والموضوع في سياق كروي، حيث النادي الأهلي، وحيث أبو تريكة، ولا أدري لماذا لم تحسبها «ضربة جزاء»، وليست «تسللا»؟!
في حين أن أخت المصريين سحر الجعارة، عضو المجلس الأعلى للإعلام، طرحت سؤالاً بلغ من عظمتها أنها تواضعت إلى حد وصفه بالسؤال الساذج، حول من مول هذا الإعلان الذي يظهر فيه هذا «الإرهابي»، وهل يمكن غسيل أموال الخرفان (تقصد الإخوان) من خلال تمويل الأندية والتبرعات للاعبين؟ وهو سؤال فخيم، وليس ساذجاً كما قالت سيادتها من باب تواضع العلماء، ومن تواضع لله رفعه!
من سبق هؤلاء جميعاً، ودق طبول الحرب، هو عمرو أديب، والذي تساءل: هل لا يوجد في تاريخ النادي الأهلي لاعب إلا محمد أبو تريكة؟ وهو سؤال في محله؟!
واللافت هنا والحرب معلنة، والقادة يقفون على خط النار، وقد حولوا برامجهم إلى شعلة نار وقصف مدافع، في لحظة سكتت فيها الألسنة، ونطقت الأسنة، وخطبت السيوف على منابر الرقاب، إنه لا رد من أي جهة، إلا من خلال صحافي ظهر في برنامج تلفزيوني وقال إن فريق العمل حصل على الموافقات الأمنية اللازمة، قبل سفره، وسفر المعدات للدوحة، للتصوير مع الكابتن محمد أبو تريكة، الذي ما أن علم أن الإعلان هو لصالح النادي الأهلي، حتى رفض الحديث المالي، وأجهش بالبكاء ولسان حاله: كلنا فداء النادي الأهلي نعمل ولا ننتظر!
وهذا الخطاب الحربي للجنرالات في القنوات المختلفة، لا يخرج في اتهامه عن جبهتين، الأولى جبهة النادي الأهلي، ومن هنا وجب استقالة مجلس إدارته (فورا)، والجبهة الثانية هي جماعة الإخوان المسلمين، التي تسللت عبرها عنصرها الإرهابي فمولت الإعلان وتسللت إلى جسد المجتمع الجريح، رغم ما فعله الإرهابي أبو تريكة، وما فعله لن ينساه الوطنيون، ولن يمحوه الزمن، الأمر الذي يدفع للوقوف ضده انحيازا لجيش مصر، وشرطتها، ومؤسساتها، ودفع أحمد موسى للامتناع عن تشجيع النادي الأهلي، وهذه خسارة مني بها النادي، وإن كان هنا يؤكد على أنها مؤامرة النادي نفسه على الوطن، وعلى جيش مصر، وشرطتها، ومؤسساتها!

صحيفة سوابق أبو تريكة

لا نعرف جريمة أبو تريكة على سبيل الحصر، ولا يمكن اعتبار أن انتماءه لجماعة الإخوان، لو صح يمكن أن يكون هو السبب في هذا العداء، فبعد الثورة كله انكشف وبان، وكان الإخوان يظنون أنهم لن يهزموا بعد اليوم من قلة أو من ضعف، وأحد قادتهم ظهر في برنامج تلفزيوني، وذكر أسماء من ينتمون لهم من نجوم الكرة، فالشاهد أن واحداً فقط منهم الذي تناصبه السلطة الحالية العداء هو محمد أبو تريكة، وأحد هؤلاء زميل لأبو تريكة وهو يعود لمصر بشكل طبيعي، وفي الانتخابات الرئاسية ذهب للسفارة المصرية وانتخب السيسي، فالسلطات لا تتعامل مع نجوم الكرة، وأهل الفن، بجدية عندما يتعلق الأمر بالإنجيازات الحزبية!
فضلاً عن أن أحداً لا يمكنه أن يضبط أبو تريكة بأي عمل من شأنه أن يغضب أهل الحكم، فهو وإن انتخب المرشح الرئاسي محمد مرسي، فعندما وجد استقطابا في المجتمع، نأى بنفسه عن هذا كله، وأعلن قبل انتهاء نصف العام الأول من ولاية الرئيس مرسي، أنه عاد لصفوف الجماهير، ولم يعد يشجع أحداً. وتم عزل مرسي ولم يكتب كلمة، وارتكبت مذبحة رابعة واخواتها، فلم يفتح الله عليه بشيء، مع أنه صار من كتاب المنشورات على منصات التواصل الاجتماعي، منافساً للبرادعي، والذي يتوقف لفترات طويلة، ولا يتوقف أبو تريكة!
ومشكلته الوحيدة، أنه رفض أن يصافح المشير محمد حسين طنطاوي بعد مذبحة استاد بور سعيد، بعد الثورة وإبان أن كان الجيش هو الحاكم للبلاد بعد تسليم الحكم للمجلس العسكري من قبل الرئيس مبارك!
هذا هو الموضوع لا أكثر ولا أقل، ولهذا فإن خصومه، لا يذكرون له فعل أو قول لتأكيد اتهاماتهم له بالإرهاب، هي فقط عبارات إنشائية فضفاضة عن الجيش، والشرطة، والمؤسسات، وما فعلته يداه، وما شاطته قدماه، ومصر فوق الجميع، والجميع تحت مصر!
واثبات براءة أبو تريكة من المنسوب اليه من اتهامات فظيعة ليس موضوعنا، إذن هو من قاد تنظيم داعش، ومن خطب على منصة رابعة (لم يذهب الى رابعة)، ومن باعنا في محمد محمود، ومن أكل أكباد شهداء ثورة 30 يونيو/حزيران الباسلة، التي خرجت تدافع عن هوية مصر، وترد الاعتبار للملكة كيلوباترا كريمة العنصرين بنت الحسب والنسب!

تسلل الإعلان لقنوات السلطة

فأبو تريكة خان عرابي في التل الكبير، ولم يشارك في حرب يوليو/تموز من العام 1952، وكل الأذرع الإعلامية ضده، والقضاء المستقل يضعه على قوائم الإرهاب، والحكم عنوان الحقيقة، فكيف لهذا الإعلان أن يتسلل إلى القنوات التلفزيونية المملوكة للشركة المتحدة، فالجريمة لم تكتمل إلا بالبث التلفزيوني، والإعلان لم يعلق على بوابة النادي الأهلي، ولكن بث، ولا يزال يبث، عبر قنوات تلفزيونية تديرها السلطة عبر أجهزتها الأمنية، فمن فعلها في ألهتكم؟ فهل مجلس إدارة النادي الأهلي بهذه الشجاعة لينتج اعلاناً ويفرضه على قنوات السلطة؟ وهل الإخوان بهذه اللياقة على التسلل لاختراق أجهزة الدولة، التي وافقت على انتاج الإعلان، وسفر الكاميرات للدوحة، حيث يقيم أبو تريكة، والعودة بالإعلان وفرض بثه؟!
يقولون إذا كان المتحدث مجنوناً فليكن المستمع عاقلاً، واثنان من أعضاء المجلس الأعلى للإعلام ضمن الجبهة المقاتلة لهذا الاختراق هما الأخوان «عادل وسحر»، فلماذا لم يتبنيان الدعوة لعقد اجتماع للمجلس، أو استغلال اجتماعين له بعد حادثة الاختراق هذه، والحصول على قرار بوقف بث الإعلان، وهذا من سلطة الأعلى للإعلام!
منذ وقوع جريمة التسلل الإخواني لجسد المجتمع المسجى، واختراق القانون، اجتمع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مرتين، في الأولى قرر وقف برنامج أحمد شوبير على قناة «الأهلي»، وتغريم القناة بمئة ألف جنيه، والثاني تقرر فيه وقف برنامج في قناة الشمس، وتغريمها بالقيمة المالية نفسها، والتهديد بسحب ترخيصها!
فلماذا كان غض الطرف على إعلان زعيم الإرهاب الدولي، وما مثله من اختراق الإخوان من جسد الأمة، وأغضب الأذرع الإعلامية، فهل هو فعلا جبروت مجلس إدارة النادي الأهلي؟!
الإعلان يدعو للتبرع لبناء استاد النادي الأهلي، ولا علاقة للنادي بهذا الاستاد، لكنها الدولة الموازية، والتي حصلت على الترخيص والموافقات والبث للإعلان من الدولة الرسمية وأجهزتها، لكن من الواضح أن الجهات الرسمية مجبرة على ذلك، فدفعت بأذرعها بادعاء البلاهة والتعامل على أنه اختراق من النادي، متضامناً مع الجماعة الإرهابية، وهم يخشون أن يكون هذا الإعلان هو بداية الغيث ثم ينهمر لإبرام مصالحات مع الإخوان، وهؤلاء جعلوا رزقهم أنهم يحاربون الإخوان، فماذا لو تمت المصالحة؟! سيتم تسريحهم في الحال!
إن الصراخ على قدر الألم!

صحافي من مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب