أول اجتماع لدول جوار سوريا: تركيا تدشّن مشروع محاصرة «قسد»

أول اجتماع لدول جوار سوريا: تركيا تدشّن مشروع محاصرة «قسد»
في خطوة أولى على طريق تحاول أنقرة رسمه لسحب ذريعة وجود القوات الأميركية في سوريا، والمتمثّلة بمحاربة تنظيم «داعش»، وذلك عبر تشكيل تحالف بين سوريا ودول جوارها (تركيا والعراق والأردن ولبنان)، عقدت تلك الدول اجتماعها الأول في العاصمة الأردنية عمّان، أمس، بمشاركة وزيري الخارجية والدفاع في الحكومة السورية المؤقتة والمنتهية ولايتها، أسعد الشيباني ومرهف أبو قسرة، ورئيس جهاز الاستخبارات أنس خطاب، ووزير الخارجية التركي، حاقان فيدان، ونظرائه من العراق وتركيا والأردن ولبنان.
وناقش الاجتماع الذي سبقه لقاء ثنائي بين الوفدين التركي والأردني، جملة من الملفات على رأسها التطورات في الساحل السوري الذي يشهد مجازر طائفية، وقضية محاربة «الإرهاب»، وسبل التعاون بين الدول المعنية لتحقيق ذلك. وفي بيانهم الختامي، أكّد المجتمعون أنّ أمن دمشق واستقرارها ركيزة للأمن والاستقرار في المنطقة، مدينين كل المحاولات والمجموعات التي تستهدف أمن سوريا وسيادتها وسلمها. وأشاروا إلى أنهم بحثوا سبل إسناد الشعب السوري في جهود إعادة بناء وطنه على الأسس التي تضمن وحدة سوريا وسيادتها وأمنها واستقرارها وتخلّصها من الإرهاب، وتضمن ظروف العودة الطوعية الآمنة والمستدامة للاجئين، وتحفظ حقوق جميع السوريين، مستنكرين الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية. كما قرروا عقد اللقاء الثاني في أنقرة في نيسان المقبل.
وفي مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، أعلن الشيباني ترحيبه بوقوف جميع الدول المشاركة إلى جانب سوريا في مواجهة التحديات التي تتعرض لها اليوم، واحترامهم لوحدة واستقلال الأراضي السورية، ورفضهم المشترك للتهديدات الإسرائيلية، وتبنّي رفع العقوبات الجائرة عن الشعب السوري. وقال: «نشدد على أهمية تعزيز التعاون المشترك الاستثماري والاقتصادي بين سوريا ودول الجوار في المجالات الحيوية»، مضيفاً «(أننا) مستعدون للاستمرار بهذه الروح الإيجابية التي سادت لقاءنا اليوم والتي ستسود لقاءاتنا القادمة، والبناء على ما يتم إنجازه وتعزيز العمل المشترك من أجل مستقبل أفضل لمنطقتنا والعالم».
وبدوره، شدّد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، على أن محاربة تنظيم «داعش» تتطلب دعماً إقليمياً ودولياً. وقال إن «الاستقرار في سوريا يحتاج إلى فتح الحوار مع مختلف المكوّنات في البلاد»، مشيراً إلى ضرورة تبادل المعلومات بين الدول لمحاربة التنظيمات الإرهابية، مضيفاً أنه من الضروري رفع العقوبات عن سوريا لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
أما فيدان، فدان ما اعتبره «محاولات لإخراج سياسة الحكومة السورية عن مسارها عبر استفزاز متعمّد»، وذلك في تعليق له على مجازر الساحل السوري. وشدّد على ضرورة محاربة «حزب العمال الكردستاني»، بالقول: «مثلما داعش لا يمثل العرب، فكذلك «بي كي كي» لا يمثل الأكراد»، معتبراً أن «مشكلة «بي كي كي» ليست خاصة بتركيا وحدها، فهي أيضاً مشكلة العراق وسوريا وحتى إيران».