مقالات

” المخيم و مواجهة التهجير ” بقلم ، أ . خضير بشارات – طمون -فلسطين –

بقلم ، أ . خضير بشارات - طمون- فلسطين -

” المخيم و مواجهة التهجير “
بقلم ، أ . خضير بشارات – طمون- فلسطين –
جاء خبر عاجل أسفل شاشة الجزيرة مفاده ” تعزيزات عسكرية إلى مدينة جنين و طولكرم ” حيث تظهر عليها
في الوقت نفسه الآليات العسكرية و هي تأكل الطرق المؤدية إليهما ، رتل من الدوريات المصفحة تخترق الفضاء الرحب و تتلوى مع الطرقات التي أرهقتها يد الهمجية المسعورة منذ بدء الاجتياح ، هل تبقى في المدينتين ما يحتاج إلى تلك التعزيزات ؟ ألم تنته بعد الحرب في المخيمات؟ هل المخيم يشكل الخطر الأمني على زمرة الكيان؟ كيف ستكسر آلة الحرب الصهيو أمريكية إرادة الشعب الذي عانى ويلات النكبة و لازال ضحية كل المؤامرات؟ ما السر الذي جعل المخيم أيقونة النضال عبر تاريخ النضال الفلسطيني و في كل أماكن تواجده؟ رغم مرور الأيام الطويلة إلا أن جيش الغزاة لازال يدمر و يقصف في المخيمات الفلسطينية و لم يتوان في ضرب الأزقة و الحارات و يجرف الشوارع حتى أصبحت غير صالحة للسكن ، فقد خرج معظم أهلها قسرا تحت نيران الاحتلال و عنجهيته،
اقتحام لمخيم بلاطة ، وحدات خاصة تتسلل إلى زقاقه
تبحث عن نشطاء عسكريين في وضح نهار السابع و العشرين من شباط ، فهذه ليس المرة الأولى التي تدخل فيها قوات الاحتلال متسللة بلباس مدني لتنال هدفها ، و من ثم تنتشر الآليات و القوات الصهيونية من كل جانب لمساندة الوحدة الخاصة ، لم يمض الوقت طويلا حتى تمكن يد الغدر و الخيانة من الدخول إلى الشاب محمود سناقرة في مخدعه و أطلقوا عليه وابل من حقدهم و رصاصهم فارتقى شهيدا و هو نائم كما أفادت أو كما تناقل الناس عبر صفحات التواصل الاجتماعي،
إنه الاحتلال الذي لا يراعي حقوق الإنسان بل يعمل كل شيء من أجل تحقيق أمنه المزعوم فيقتل و يدمر و يجرف و يقصف و تقتحم طائراته أجواء المخيم لضرب ما يتحرك ، سياسة و حشية يقوم بها لإشباع صهيونيته و عنصريته الدينية التي ترفض الآخر، على ما يبدو أن بلاطة سيكون المحطة الأخرى بعد مخيمات جنين و طولكرم إذ هي ليس احسن حالا فيقتحمها الجيش ليل نهار و يعيث فيها الفساد يضرب الطرقات و يهدم حواف الشوارع و يغتال الشباب و يروع الأبرياء و يمنع الناس من دخول المخيم قاصدا تهجيرهم و ترحيلهم ،
فجاء اغتيال الشهيد سناقرة في مخيم بلاطة ضمن سياسة ينتهجها الاحتلال لتخويف الناس و ترويعهم حتى يهابوا العدو و يتوقفوا عن مقاومته ، المقاومة التي شرعتها كل القوانين السماوية و الأرضية ضد الاستعمار الذي يستولي على الأرض بقوة السلاح و بقوة
العنجهية العدوانية التي يحتكم إليها الاستعمار، فسناقرة
ثالث الإخوة الذين ارتقوا شهداء على أيدي العصابات الصهيونية التي تشن إجرامها و عدوانها الغاشمين على الضفة الغربية باستمرار و دون مهاودة،
لم يترك الاحتلال داخل المخيمات ما يمكن العيش عليه
فقد نسف كل مقومات الحياة و لازال يدمر و ينكل و قيادة زمرته تهدد بعودة الاقتتال على غزة فنتنياهو يرى
عودة المختطفين شرطا لوقف إطلاق النار و هذا بحد ذاته إنهاء للاتفاق و قلب كل الحقائق فهو لا يريد وقف إطلاق النار من أصله و إنما أجبر على ذلك من خلال الضغط الذي يقوم بها أهل المختطفين و الأحزاب التي تعارض حكومة نتنياهو إضافة إلى مصالح ترامب التي ألزمت حكومة الاحتلال بالموافقة مرغمة لذا فهي تسعى
جاهدة لإعادة الحرب للقضاء على المقاومة و حماس كما
يدعون ،
نعتقد أن الحرب على المخيمات جاءت لإرضاء اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال بعدما انحشرت زمرته للموافقة على وقفها في غزة ، فشنت حربها بكل قوة على الأرض الفلسطينية و الإنسان الفلسطيني بذريعة وجود المقاومة في مناطق الضفة الغربية ، فراحت تقتل
و تهجر و تقصف و تفرغ المناطق من سكانها بهدف الاستيلاء عليها لتطبيق سيايتها من التهجير وهو ضم الضفة الغربية لتكون سهلة أمام مشاريع الاحتلال و تصفيتها من وطنيتها و من قداسة قضيتها ،
3_3_2025 م ، الإثنين ، 03 : 10 ، مساء .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب