الحكمة يتنفّس وجمهوره الغاضب ينتظر التغيير

الحكمة يتنفّس وجمهوره الغاضب ينتظر التغيير
لم يكن الفوز الكبير الذي حقّقه الحكمة على مضيفه الشانفيل 97-68، في بطولة لبنان لكرة السلة، أمس، سوى جزء من المصالحة التي أرادها الفريق الأخضر مع جمهوره الكبير، الذي لم يكن راضياً عن الصورة التي ظهر بها في الدوري السوبر لغربي آسيا “وصل”.
صحيح أن الحكمة حلّ ثالثاً في الجولة الأولى من المباريات الخاصة بمنطقة غرب آسيا، لكن تلقّيه خسارتين في 4 مباريات، أطلق جرس إنذارٍ مبكراً، وخصوصاً بعد الطريقة التي سقط بها فريق منطقة الأشرفية أمام غريمه التقليدي الرياضي بعدما تأمّل الجمهور الحكماوي خيراً قبل بداية الموسم بفعل التعاقدات التي أبرمتها إدارة النادي من أجل تعويض ما فاته في الموسم الماضي حيث بلغ نهائي “وصل”، ونهائي بطولة لبنان، من دون أن ينجح في إزاحة الرياضي عن عرشيهما.
الأداء اللافت الذي ظهر عليه الحكمة أمام الشانفيل، يمكن إعادته إلى الحملة الكبيرة التي طاولت اللاعبين والمدرب اليوناني إيلياس زوروس على وجه التحديد، وقد تأثّر بها اللاعبون الأجانب حتى بعدما وصلت أصداؤها إليهم، لدرجةٍ ردّ فيها الأميركي زاك لوفتون على منتقديه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يعود مبرّراً كلامه بأنه ليس موجّهاً إلى كل المشجعين بل إلى قسمٍ محدّدٍ منهم.
هذا القسم نفسه قد يجد نفسه محقاً في انتقاداته، وقد يرمي دليلاً قاطعاً يرتبط باللاعب الأميركي نفسه بعدما أظهر مستوى مغايراً في المباراتين الأخيرتين للفريق أمام عمّان يونايتد في “وصل”، وأمام الشانفيل يوم أمس.
الواقع أن قسماً كبيراً من الجمهور الذي قاطع المباراة أمام الفريق الأردني حيث كان حضور المشجّعين الحكماويين خجولاً، ذهب للتعبير عبر “السوشال ميديا”، وكأنه يريد تبرير غيابه عن المدرجات، وخصوصاً بعدما خرج قسمٌ آخر طالباً من الجميع العودة إلى مكانهم الطبيعي “لأن المدربين والأجانب واللاعبين يأتون ويذهبون، لكنّ هذا النادي يبقى لنا”، على حدّ تعبيره.
الأكيد أن الحكمة لم يقدّم المنتظر منه في “وصل”، والاختبارات التي عرفها في بطولة لبنان لم تكن بمستوى ما واجهه أمام الرياضي. لذا قد يكون الجمهور محقاً في بعض النقاط، وخصوصاً في ما يرتبط بالعنصر الأجنبي، بحسب ما يقول أحد الفنيين المقرّبين من النادي لـ”الأخبار”، الذي اعتبر أن من يختار الأجانب يجب أن يدقّق في مسألة أساسية، وهي إلى أي مدى يمكنهم إفادة الفريق على الصعيد الجماعي.
وفي هذا الإطار، لا شك في أن لوفتون هدّاف مميز، لكنه لم يقدّم أداءً ثابتاً، وبدا الجمهور ممتعضاً منه، تماماً كمواطنه مالكولم توماس الذي وصل إلى الحكمة بعد غياب عن الملاعب لمدة 6 أشهر، ولم ينجح في استعادة لياقته البدنية، وهو الذي يبلغ من العمر 36 عاماً، وقد بدا غير قادرٍ على مجاراة نسق اللعب الخاص بفريقه وبالخصوم.
أمّا أكثر ما لفت الأنظار في موجة الانتقادات، فهي أنها طاولت زوروس الذي تمّ وصفه بـ”المنقذ” بعد مواسم طويلة من الخيبات، فهو كان آخر من منح الحكمة اللقب المحلي في عام 2004. لكنّ عدم مقاربته للمباريات في بعض الأحيان بالشكل الذي يناسب إمكانات الفريق ويلتقي مع قدرات لاعبيه الذين لم يُمنح بعضهم الوقت الكافي بحسب ما ذكر أحدهم، زاد الضغوط عليهم وعليه، ما قد يحتّم على الإدارة تنفيس الضغط قريباً، لكن بعد هدوء العاصفة التي لا تزال تأثيراتها حاضرة.