لماذا مُعاداة حركات المقاومة؟

لماذا مُعاداة حركات المقاومة؟
بقلم علي او عمو.
عندما أجمعت أمريكا و معظم الدول الغربيّة على شنّ حرب على غزة، فهي تعلم أنّ هذه الحرب ستؤدي إلى دمار شامل و سيترتّب عنها قتل و جرح الأبرياء العزّل في القطاع و سيُشرَّد العديد من الأهالي عن بيوتهم، و مع ذلك أيَّدت إسرائيل في الاستمرار في جرائمها الفظيعة علّها تقتلع جذور المقاومة و على رأسها حركة حماس التي تعتقد أنها تشكل تهديداً للوجود الصهيوني في فلسطين..
جميع البلدان الغربية ضدّ الحركات المقاومة في فلسطين و في لبنان و العراق و غيرها. لكونها رافضة للسياسة الاستعمارية التي تنهجها هذه الدول في المنطقة، و التي تسعى إلى الإبقاء على الأنظمة التي قامت بتنصيبها من أجل حماية و رعاية مصالحها، و في نظرها، فحركات المُقاوَمة تُشكّل خطراً على الأنظِمة المنضوية تحت لواء السياسة الأمريكيّة و الغربيّة، و لمّا لم تقوَ القوات الإسرائيلية على القضاء على حركة حماس في القطاع، لجأت إلى سلك سبيل الوساطة لإنهاء هذه الحرب عبر مُفاوَضات و اتفاقيات، و لكن ما يُزعج هذه الدول الغربيّة منها و العربيّة هو اليوم التالي من الحرب، فهي تسعى جاهدة إلى تحييد حركات المقاومة و الوقوف ضدّها في تولّي زمام الأمور في المنطقة، و لذلك تحاول إزاحتَها من قاموس السياسة و ترغب في إسناد الحكم إلى مَن يتماشى و سياستها بعيداً عن هذه الحركات و بعيدا حتى عن الديمقراطية التي ترى فيها خطراً داهماً على مصالحها التي لا يمكن أن ترعاها إلّا أنظمة تصنعها على مَقاسها..
و عليه، فإنّ أمريكا و الدول الغربيّة و معهما الدول العربيّة لا يهنأ لها بال حتّى تُقيم حُكْما في غزة ينسجم مع رغبتها و يسير وفق سياستِها.
كاتب من المغرب.