مملكة سبأ بقلم رشا بركات -كاتبة فلسطينية -مدينة يافا –

مملكة سبأ

بقلم رشا بركات -كاتبة فلسطينية -مدينة يافا –

12/03/2025

آهٍ بلقيس ما أجملك

إبنة اليمن وأمّ وجدّة رجال ونساء اليمن

لطالما سمعنا عن جنّة عدن وتغنّينا بحضرموت

وذهبت بنفسي ركضاً لكي أتذوّق المندي اليمني علّي أستنشق رائحة اليمن من خلال هذا الطّعم الرائع

ولأنني لم أزُر يمننا الأصيل بعد لكنني الإبنة الفلسطينية الشغوفة به فمن لا يعرف اليمن لا يعلم عن معاني النخوة والجمال والأصالة بنظري.

منذ نعومة أظافري تساءلت بيني وبين نفسي عن مملكة سبأ وقرأت عنها وعن نبي الله سليمان الوحيد الذي أعطاه الله نعمة معرفة لغة الطيور وبعض المخلوقات لفتني هذا الأمر كما لفتتني مواجهته مع المرأة التي كانت تحكم إمبراطورية أو مملكة عظيمة في حينها، تلك المرأة التي جسّدت الفراسة والنّباهة والقوة والإنجازات هذا العقل الخلّاب الذي أطمح لأن يغمر كل نساء الكون لنبتعد نحن النساء عن هفوات كثيرة لدينا أو سطحيّة ما يمكن أن تراودنا ولننهض بفكرنا إلى أعلى المستويات. مع احترامي لكثير من النساء حول العالم.

فاليمن المبارك، يجسّد تاريخ عريق وديمغرافية مميّزة وثقافة كالبحر، كبحر مدينتي يافا التي ترهقني عشقاً …

حتّى أنّ العسل الأهم هو ذاك عسل السّدر اليمني فهل هذه صدفة؟

كما أنّ أوائل من حارب الصليبيّين ابتداء من القرن الحادي عشر كانوا من أهالينا الغساسنة من اليمن وتوزّعوا في بلاد شتّى من بينها فلسطينتي حيث انتماءنا.

مع هدهدٍ أتى ليعود لسليمان بالنّبأ من مملكة سبأ،

جاء الخبر اليقين

فلولا أهميّة تلك المملكة لما أرسل سليمان هدهده

ولولا عراقة تلك الأرض لما أراد نبي الله سليمان أن يجذبها إليه…

تراب مفعم بالغنى ليس غنى مادّي فاني بل شعب اليمن اليوم فقير نسبيّا بالمادة لكنه ثري بالنخوة والأصالة

وهذا تماماً ما أقصده.

من مملكة سبأ والمرأة المميّزة والتي كانت ملكة عصرها، بلقيس،  إلى مواقف بطولية اليوم من أحفادها

اليمنيين مؤازرة وحفظاً لكرامة فلسطين والفلسطينيين.

شكراً لأنني شربت من العسل اليمني وأكلت من المندي ولبست من عقيق اليمن ولكنني لم أزر ترابه المقدّس بعد وإن زرته فسوف أخبؤه في كوب وأحمله معي لأرشّه على باقي الأراضي العربية لكي تتعلّم عن الأصالة والنخوة وتعود إلى رشدها بعد كل ما لديها اليوم من جنون لا يمكن أن يغتفر…

فلسطين واليمن

أرقام صعبة وبجدارة

تراث وحضارة

قصّة عنفوان وكبرياء نادر

تماماً كما برتقالتي وزيتونتي

مملكة سبأ شكراً لأنك يمنيّة وشكراً للسليمان الذي، أرادك صاحبة مبدأ…

سردية عن البسالة اليمنيّة التي اندمجت مع القضيّة الفلسطينيّة…

مملكة سبأ