لأرغمان وهو يهدد نتنياهو: وجهان لعملة إرهاب

لأرغمان وهو يهدد نتنياهو: وجهان لعملة إرهاب
جدعون ليفي
لا، شكراً يا نداف أرغمان. أنت لا يمكنك أن تكون معلماً ومرشداً للحفاظ على القانون والديمقراطية. وحتى لو تجاهلنا نغمة التهديد ونغمة العصابات ونغمة الابتزاز في أقوالك الموجهة لرئيس الحكومة، وهي النغمة المعتادة عندما تتحدث مع الرعايا الفلسطينيين، فليس لك الحق في تقديم المواعظ الأخلاقية لأحد، ولا حتى لنتنياهو. هناك توق كبير ومبرر الآن لإقصاء نتنياهو، ولكنك لست الشخص المخلص. إذا كانت طريقة الإصلاح تمر عبر رؤساء “الشاباك” فهي ليست طريقة للإصلاح.
هناك أشخاص تعد شهادتهم على الديمقراطية وسلطة القانون مرفوضة – رؤساء “الشاباك” وأنت من بينهم الأوائل في هذه المجموعة. جزء من مهمة “الشاباك” الحيوية. بعض أعمال “الشاباك” حيوية، وبعضها غير ضروري وحقير وفاسد. وهو في كل الحالات نقيض التمسك بالقانون والديمقراطية. لذلك، لست الشخص المناسب لتعليم الديمقراطية، ولا حتى لنتنياهو.
بعض أعمال “الشاباك” حيوية، وبعضها غير ضروري وحقير وفاسد. وهو في كل الحالات نقيض التمسك بالقانون والديمقراطية
تشوش الأنظمة أدى إلى أن كل شيء أصبح مباحاً في إطار الحرب على نتنياهو، حتى الابتزاز بالتهديد. “إذا استنتجت بأن رئيس الوزراء يعمل خلافاً للقانون، فسأقول كل ما أعرفه. وقد امتنعت عن إصدار أي تصريح حتى الآن”. أقوال أرغمان هذه في القناة 12 ابتزاز بالتهديد. لا طريقة أخرى لوصف ذلك. رئيس “شاباك” متقاعد يهدد رئيس الحكومة بأن لا يفتح فمه، يعد شخصاً خطيراً على الديمقراطية، ليس أقل من نتنياهو. اليوم يهدد رئيس “الشاباك” رئيس الحكومة الذي هو عدو الشعب في نظر اليسار. وفي الغد، سيفعل ذلك مع عدو الشعب في نظر اليمين، مثلاً، رئيس الوزراء الذي سيفكك المستوطنات. ما الذي سنقوله في حينه؟
وضع أرغمان نفسه كقاض يبت فيما هو قانوني: ولد مستشار قانوني جديد، إذا قرر رئيس الخدمات السرية، رئيس الشتازي الإسرائيلي، أن نتنياهو يعمل بشكل مخالف للقانون فسيكشف عن جانبه المظلم. كيف صمت على ذلك إذا كان الخطر كبيراً جداً؟ كيف يمكن لأرغمان معرفة غير القانوني؟ هل الجهاز الذي ترأسه أرغمان يحافظ على القانون؟ حتى لا نستهزئ، رغم أن هذا مضحك جداً. تنظيم جزء كبير من نشاطاته يرتكز إلى التعذيب والتهديد والوشاية والابتزاز واستغلال ضعف العاجزين، لا يمكنه الادعاء بأن كل تصرفاته قانونية. هل يعد ابتزاز مريض بالسرطان أمراً قانونياً من أجل التعاون؟ لا يوجد بالطبع ما يمكن التحدث عنه بشأن الأمر الأخلاقي.
لا يمكننا سماع مواعظ أخلاقية من رئيس جهاز ينكل بأبناء شعب آخر، ويحرض عليهم بدون رقابة قانونية، ويؤدي إلى اعتقالات عبثية واعتقالات سياسية لا تحصى، ويستخدم أساليب فوق القانون وتحته في التحقيق. هل يمكن لرئيس الجهاز المسؤول عن موت 50 غزياً منذ الحرب أثناء التحقيق معهم بسبب التعذيب والتجويع وعدم تقديم العلاج، بعضهم كانوا لدى “الشاباك” وبعضهم في مصلحة السجون والجيش- أن يتجرأ على التحدث عن “حماية القانون”؟
أرغمان تشوش وشوش معه معسكر “فقط ليس بيبي”، الذي حوله إلى بطله. يمكنه ويجب العمل على إقصاء نتنياهو. ولكن لا يمكن أن يهدد رئيس “شاباك” سابق بقول ما يعرفه إذا اعتقد أن نتنياهو يتجاوز القانون. هذا ليس من صلاحيته. وما الذي سنفعله نحن الصغار، إذا اعتقدنا أن “الشاباك”، الجهاز التابع لأرغمان، يتجاوز القانون كل يوم. وما الذي سنفعله إذا عرفنا ما الذي يفعله مسؤولو المناطق في الجهاز، الذي يقوم هو والجيش باقتحام بيوت الفلسطينيين ليلاً، ويختطفونهم من بيوتهم لأسابيع وأشهر بدون محاكمة؟
هآرتس 16/3/2025