هل ستكون للشارع الإسرائيلي كلمة في إقالة بار؟

هل ستكون للشارع الإسرائيلي كلمة في إقالة بار؟
يوآف ليمور
قرار رئيس الوزراء تنحية رئيس “الشاباك” يسرع الشرخ الداخلي ويقرب إسرائيل خطوة أخرى إلى حرب أهلية.
إن تنحية رونين بار، التي يراها مؤيدو نتنياهو خطوة واجبة ويراها معارضوه خطوة أخرى لتقويض الديمقراطية، خطوة تقطع الحبل شبه الأخير الذي ربط بين قسمي الشعب. لئن حذرت الحكومة من ضعف إسرائيلي وفقدان لقوتها قبل الحرب، فهو تحذير يصدح الآن بقوة غير مسبوقة.
تنحية رونين بار، التي يراها مؤيدو نتنياهو خطوة واجبة ويراها معارضوه خطوة أخرى لتقويض الديمقراطية، خطوة تقطع الحبل شبه الأخير الذي ربط بين قسمي الشعب
سنة ونصف في الحرب، وأكثر من سنتين منذ قامت حكومته الحالية، يسرع نتنياهو مسيرة تطهير مراكز القوى في قيادة الدولة. بعد أن نجح في التخلص من رئيس الأركان هليفي ووزير الدفاع غالنت، حان دور رئيس “الشاباك” رونين بار، وبدأت في الخلفية إجراءات لتنحية المستشارة القانونية للحكومة غالي بهرب ميارا. إن قطع رؤوس جماعيا كهذا محفوظ لمعظم الأنظمة الاستبدادية.
إن التمسك بترامب كمصدر إلهام، هو ذريعة فقط: الحكومة ورئيسها يحاولان إزاحة كل ما ومن يفصل بينهما وبين الحكم المخلد. أضيفوا إلى هذا رفض الالتزام بقرارات المحكمة العليا (والحرب الدائمة عليها)، والتعيينات المغرضة، والأموال المخصصة فقط لأناسنا، والتمييز بين الدم والدم في خدمة الجيش – وستحصلون على مسار مباشر إلى الدكتاتورية.
رئيس الوزراء يرى نفسه فوق كل اشتباه
ادعى نتنياهو أمس بأن علة التنحية هي عدم الثقة بينه وبين بار. عدم ثقة كهذا ساد بين نتنياهو وكل رؤساء الأركان والموساد و“الشاباك” الذين خدموا تحته، مع ذلك لم يفكر حتى في تنحية أي منهم. السبب، لم تكن علامة استفهام حول ولائهم. الاختلاف الان أن نتنياهو يطلب من رؤساء جهاز الأمن الولاء الشخصي، كشرط لمواصلة ولايتهم. وعندما يطالبون بالاختيار بين مصلحة الدولة ومصلحته، سيختارونه.
قضية “قطر غيت” التي يحقق فيها الآن دليل على ذلك. إن تصرف نتنياهو العكس لا تدل فقط على خوفه مما سيتبين: بل توضح أنه يعتقد عن حق وحقيق بأنه هو ومحيطه فوق كل اشتباه وتحقيق.
يمكن الافتراض أنه استمراراً لتنحية بار، سيسعى إلى تعيين رئيس “شاباك” يدفن القضية، بالتعاون مع مفتش عام وشرطة يخدمان حكمه المطلق (مثلما تبين من قرارهما السريع لاستدعاء رئيس “الشاباك” السابق نداف أرغمان إلى التحقيق). إن تنحية بار، لأول مرة في تاريخ الدولة ينحى فيها رئيس “شاباك” أو جهاز أمني آخر – ستقر بالتأكيد في الحكومة. ومن المتوقع أن تواجه مصاعب قضائية لا بأس بها. وعلى أي حال، ألمح بار أمس بأنها خطوة مرفوضة.
ليس واضحاً ما سيحصل في الشارع الإسرائيلي. صحيح أن الاحتجاج ضد الحكومة تآكل في أشهر الحرب الطويلة، لكنه يتلقى الآن حقنة تحفيز لم تعط له منذ تنحية غالنت الأولى من وزارة الدفاع في آذار 2023. هذه أيضاً وصفة لتسريع مسيرة تفكك قسمي إسرائيل. يتبين أن كل ما تحقق في الحرب يضيع هباء.
على بار أن يرحل بسبب القصور الذي وقع في ورديته وبمسؤوليته. وقد أوضح أن هذا ما سيفعله. لكن لا يمكن تجاهل حقيقة أن الحكومة التي تقيله هي ذاتها التي وقعت الكارثة في ورديتها ومسؤوليتها الموازية، المسؤولية التي ترفض أن تأخذ بها أو حتى أن تحقق فيها: فأمس، رفض نتنياهو اقتراح حل وسط لإقامة لجنة تحقيق رسمية. وأوضح أنه غير مسؤول عن الكارثة.
أغلبية الشعب تريد شيئاً آخر غير ما يريده – سواء في موضوع لجنة التحقيق، في موضوع المخطوفين، في موضوع التملص من الخدمة – وتدل على مدى ابتعاد الحكومة عن الجمهور الذي انتخبها.
إسرائيل اليوم 17/3/2025