مصر لا ترى عودة «كاملة» للحرب

مصر لا ترى عودة «كاملة» للحرب
القاهرة | على رغم استئناف إسرائيل الحرب على غزة، تقول مصادر مصرية إن قنوات التواصل الدبلوماسي بين الوسطاء «لا تزال نشطة»، مستدركة، في حديثها إلى «الأخبار»، بأن ما جرى أمس «لا يهدّد فقط ما كان تمّ التوصل إليه في اتفاق وقف إطلاق النار، بل يفتح الباب أمام تفجّر صراع إقليمي في المنطقة»، وهو ما حذّرت منه القاهرة في اتصالات مكثّفة لضمان امتثال الجانب الإسرائيلي لبنود الاتفاق، وعودة المفاوضات إلى «مسارها الصحيح». ويأتي هذا فيما تصطدم المطالبات المصرية بـ«عودة التهدئة إلى القطاع، وإدخال المساعدات إليه، بتعنّت إسرائيلي واضح»، وفقاً للمصادر التي تشير إلى أن «تل أبيب تقول إنها جمعت معلومات استخباراتية تمكّنها من تحقيق «أهداف الحرب»، وهي ماضية في تحقيقها».
ومع ذلك، تعتبر المصادر أن الموافقة الأميركية على استئناف العدوان «لا تعني استئناف القتال بشكل كامل، نظراً إلى أن واشنطن سمحت بالغارات كأداة ضغط، لكن من دون الغرق في مواجهة طويلة الأمد، وهو ما تسعى إسرائيل لاستغلاله من خلال إعادة فرض قواعد اشتباك جديدة تستند إلى ما تعتبره استعادةً للردع». وفي ضوء تعثّر التوصل إلى وقف سريع لإطلاق النار، تترقّب القاهرة النتائج على الأرض خلال اليومين المقبلين؛ إذ تعتبر أنه «على رغم الرهان الإسرائيلي على أن هذه العمليات – بعد فشل الحصار في الأيام الماضية -، قد تدفع الفصائل الفلسطينية إلى تقديم تنازلات في أي جولة مفاوضات قادمة، إلا أن ثمة قلقاً إسرائيلياً من الإفراط في القصف دون تحقيق أهداف واضحة، الأمر الذي قد يؤدي إلى نتائج عكسية وردود فعل لا يمكن احتواؤها بسهولة، وخصوصاً مع تصاعد الانتقادات الداخلية بشأن مستقبل العمليات في القطاع».
وفي وقت جرت فيه اتصالات بين الوسطاء ومسؤولي «حماس» والمقاومة، تدرك القاهرة أن استمرار العدوان «لن يؤدي إلى استسلام الفصائل الفلسطينية، بل قد يدفعها إلى تكتيكات أكثر عنفاً، وهو ما قد يخرج الوضع في غزة عن السيطرة، ويجبر إسرائيل على الدخول في مواجهة أكثر شراسة، الأمر الذي جرى التعبير عنه بوضوح في اتصالات جرت أمس، مع مسؤولين أميركيين».
أما حول الحرب الأميركية على اليمن، فقد طلبت القاهرة من واشنطن، «فرصة» لإجراء حوار مع حركة «أنصار الله»، في خطوة تهدف إلى احتواء التصعيد الذي يشكّل تهديداً مباشراً لمصالحها الاقتصادية، نظراً إلى أن «استمرار الغارات الأميركية على مواقع الحوثيين لم يؤدِّ حتى الآن إلى تقليل استهداف السفن، بل تُظهر المؤشرات أن هذه العمليات قد تطيل أمد الأزمة بدلاً من حلّها، ما يُعرّض الملاحة عبر قناة السويس لمزيد من المخاطر». وعلى هذه الخلفية، أبلغت القاهرة المسؤولين الأميركيين بأن الحرب على اليمن «لا تؤدي إلى تقليص نفوذ الحوثيين، بل قد تعزّز موقفهم الإقليمي وتدفعهم إلى التصعيد بشكل أكبر، وهو ما سينعكس على حركة التجارة العالمية».
الاخبار اللبنانيه