فلسطين

بدء مسلسل الإخلاءات: العدو متمسّك بخطة التهجير

بدء مسلسل الإخلاءات: العدو متمسّك بخطة التهجير

غزة | انتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي سريعاً إلى المرحلة البرية في حربه المتجدّدة على قطاع غزة، حيث توغّل، ظهر أمس، إلى «محور نتساريم» وأعاد السيطرة عليه، قاطعاً الطريق أمام تنقّل المواطنين بين شمال القطاع وجنوبه، في خطوة بدت منسّقة تماماً مع القوة الأمنية الأجنبية والعربية المشتركة، والتي استبقت الهجوم الإسرائيلي وانسحبت من الحاجز المستحدث.

وفي موازاة ذلك، كثّفت الطائرات الحربية الإسرائيلية من ارتكاب المجازر الجماعية بحق العائلات الآمنة، حيث قصفت بيت عزاء مكتظّاً بالأهالي الذين تجمّعوا لمواساة عائلة مبارك في حي السلاطين في مدينة بيت لاهيا شمال القطاع. وكانت العائلة قد فقدت ستة من أبنائها في عملية اغتيال طاولت سيارة مدنية، وأدّت إلى سقوط أكثر من 25 شهيداً وإصابة العشرات بجروح متفاوتة. كذلك، قصفت الطائرات الحربية منزلاً مأهولاً لعائلة الحطاب في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، ما تسبّب في سقوط نحو 30 شهيداً وجريحاً.

التوغّل إلى «نتساريم» بدا منسّقاً مع القوة الأجنبية والعربية المشتركة التي
انسحبت من الحاجز

وخلال ساعات النهار، استهدفت الطائرات الحربية منزلاً لعائلة الكفارنة في مدينة بيت حانون أقصى شمال القطاع، ما أدّى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين. كما استهدف جيش الاحتلال العشرات من خيام النازحين والمنازل المأهولة في مدينتي خانيونس ورفح، جنوبي القطاع.

وبحسب إحصائيات جهاز الدفاع المدني، سُجّل، أمس، استشهاد نحو 50 مواطناً وإصابة المئات في مجازر متفرّقة. على أن الحدث الأبرز، كان استهداف مبنى في مدينة دير البلح وسط القطاع، يُستخدم مقراً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، بقذيفة مدفعية، ما تسبّب في مقتل أحد الموظفين الأجانب وإصابة خمسة آخرين، فضلاً عن مقتل موظفين محليين من «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين» (أونروا).

وتأتي تلك التطورات في وقت يهدّد فيه جيش الاحتلال بالانتقال إلى المرحلة التالية من التصعيد، والتي تتمثّل بتهجير كل سكان شمال القطاع ومدينة غزة إلى مواصي خانيونس جنوباً، علماً أن العدو وسّع، أمس، إنذارات الإخلاء لتشمل المناطق الشمالية من مدينتي بيت لاهيا وبيت حانون، والمناطق الشرقية لحي الشجاعية شرق مدينة غزة، وبلدات خزاعة وعبسان الكبيرة والقرارة شرق خانيونس. ووفقاً لقناة «كان» العبرية، فإن إسرائيل تنوي الاستفادة من التصعيد الميداني الحالي في دعم خطة التهجير، في حين يقوم المستوى السياسي بدراسة البدء الفعلي بتهجير سكان شمال القطاع، بحسب الحاجة.

من جانبها، أكّدت حركة «حماس»، على لسان القيادي فيها سهيل الهندي، أن «المقاومة لا تزال تلتزم بوقف إطلاق النار على رغم التصعيد الإسرائيلي، وأن التواصل جارٍ مع الوسطاء على مدار الساعة للعودة إلى الهدوء».

لكنه أوضح أن «المقاومة لن تقبل إلا بضمان اندحار الاحتلال عن غزة، وإنهاء العدوان بشكل كامل، وإعادة الإعمار. ونأمل الوصول إلى حل مُرضٍ لشعبنا».

وعلى الصعيد الإنساني، اتّخذت الأوضاع المعيشية في القطاع منحى خطيراً، حيث فُقدت البضائع الأساسية من الأسواق تماماً، فيما يعاني سكان شمال القطاع ووسطه من أزمة حادّة في المياه، في ظل شح الوقود اللازم لتشغيل الآبار الجوفية. كذلك، ناشدت وزارة الصحة في غزة، المؤسسات الدولية، التدخّل العاجل لإدخال المستهلكات الطبية، وذلك في ظل حالة الإشغال التام للمستشفيات وإنهاك النظام الصحي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب