الضفة أيضاً تحت العدوان: الاحتلال ينقل التصعيد إلى نابلس

الضفة أيضاً تحت العدوان: الاحتلال ينقل التصعيد إلى نابلس
رام الله | وسّع جيش الاحتلال، فجر أمس، عدوانه الذي يُطلق عليه «السور الحديدي» في شمال الضفة الغربية، ليطاول محافظة نابلس ومخيّماتها (العين وبلاطة وعسكر)، حيث تركّزت العملية العسكرية الجديدة في مخيم العين غرب المدينة، فيما يُتوقّع أن تتّسع لتشمل بلاطة وعسكر في الأيام المقبلة.
وأبلغ الاحتلال، الأهالي في «العين»، بأنه في صدد تنفيذ هجوم في المخيم سيستمرّ لثلاثة أيام، في حين ألقى الجيش الإسرائيلي منشورات هدَّد فيها السكان بملاقاة مصير مشابه لمصير مخيّمات جنين وطولكرم ونور شمس.
وفرضت قوات الاحتلال حصاراً على مخيم العين، حيث شرعت في مداهمة المنازل وإجبار أصحابها على الخروج منها، وسط مواجهات وإطلاق للرصاص المطاطي وقنابل الغاز على الناس.
وإذ لم تتطور العملية العسكرية في «العين» بعد إلى مستوى التدمير والخراب اللذين لحقا بمخيّمَي جنين وطولكرم، فإن جيش الاحتلال بدأ بخطوات أخرى شبيهة، حيث أخلى نحو 50 منزلاً تقع على طريق موازية لشارع السكة الذي يفصل أحياء مدينة نابلس عن المخيم، مجبراً سكّانها على تركها تحت تهديد السلاح.
ويترقّب الفلسطينيون في مدينة نابلس، أن تصعّد إسرائيل من عمليتها لتطاول مخيَّمَي بلاطة وعسكر، في ظلّ حصار مشدّد يعيشه أهالي المدينة وقرارها، حيث تحيط بها سبعة حواجز، و30 بوابة، ويتحكّم جيش الاحتلال بحركة السكان، فاصلاً بين بلداتها وقراها.
يترقّب الفلسطينيون في مدينة نابلس، أن تصعّد إسرائيل من عمليتها لتطاول مخيَّمَي بلاطة وعسكر
وتأتي العملية في نابلس، توازياً مع بدء إجراءات عودة الوزير المتطرّف إيتمار بن غفير إلى الحكومة الإسرائيلية، التي يجمع أركانها على ضرورة حسم الصراع في الضفة الغربية، وضمّها، وتهجير سكانها.
من جهته، دان محافظ نابلس، غسان دغلس، إجبار جيش الاحتلال عائلات من مخيم العين على النزوح وترْك منازلهم، لافتاً إلى أن العملية العسكرية أسفرت عن استشهاد الشاب عدي عادل القاطوني، واحتجاز جثمانه، وإصابة عدد من الشبان، واعتقال آخرين. وتسبّب اقتحام المخيّم، أيضاً، بحالة شلل، تحديداً في القطاع التعليمي في المنطقة الغربية لمدينة نابلس.
وكانت قوات الاحتلال استبقت الهجوم بالدفع بوحدة من «المستعربين» إلى «العين»، حيث أطلقت هذه الأخيرة الرصاص الحيّ في اتجاه إحدى المركبات، ما أدّى إلى استشهاد القاطوني، الذي نعته لاحقاً حركة «حماس». كذلك، اندلعت مواجهات داخل المخيّم، أصيب على إثرها ثلاثة مواطنين، أحدهم بالرصاص الحيّ في البطن واليد وتمّ اعتقاله، وآخر أصيب نتيجة الاعتداء عليه بالضرب، وثالث جرّاء سقوطه من مكان مرتفع، فيما اقتحم جيش العدو عدّة منازل، ونشر قناصته فوق أسطحها، قبل أن يشرع في حملة تفتيش اعتقل خلالها عدداً من شبان.
وكانت مدينة طوباس شهدت، أول أمس، عملية عسكرية استمرت لساعات، دفع الاحتلال خلالها بعشرات الآليات والجرافات العسكرية، والتي قامت بتدمير البنية التحتية، وسط اشتباكات مع مقاومين فجّروا عدداً من العبوات الناسفة المحلّية الصنع، بالآليات.
وفي مخيم جنين، واصل الجيش الإسرائيلي مداهمة المنازل وتفتيشها وتفجيرها وحرقها أو هدمها، بعد إجبار أهلها على النزوح منها، في وقت أفيد فيه مساءً عن إخطار أكثر من 60 منزلاً إضافياً بالهدم. ومع استمرار عمليات تجريف الشوارع وشقّ طرق جديدة في المخيّم، يواصل الاحتلال الدفع بتعزيزات عسكرية إلى هناك، في حين تقول بلدية جنين إن «إسرائيل جرّفت 100% من شوارع مخيم جنين، وقرابة 80% من شوارع المدينة، فيما تمّ تهجير سكان 3200 منزل من المخّيم».
من شوي اخطار اكثر كذلك، يتواصل العدوان الإسرائيلي على مدينة طولكرم ومخيّمها لليوم الـ52 على التوالي، ولليوم الـ39 على مخيم نور شمس، حيث كثّفت قوات الاحتلال عمليات المداهمة والهدم، وأجبرت السكان على مغادرة منازلهم بالقوة، وسط حصار خانق وتعزيزات عسكرية متزايدة.
وأفادت مصادر محلّية بأن جيش العدو أبلغ، صباح أمس، سكان حارتَي الحدايدة والمطار في مخيم طولكرم بضرورة إخلاء منازلهم حتى الساعة 12 ظهراً، بينما اقتحم المنازل في حارة الربايعة، وأجرى عمليات تفتيش واسعة داخلها وأخضع سكانها للاستجواب.