مخطط التهجير أحد أهداف تجدد الحرب

مخطط التهجير أحد أهداف تجدد الحرب
بقلم رئيس التحرير
تساؤلات يطرحها المحللين السياسيين والمتابعين عن دوافع رئيس حكومة الائتلاف اليمينية المتطرفة نتني اهو للعودة للمربع صفر؟؟؟ حين قرر استئناف الحرب على قطاع غزة بشكل مفاجئ بينما تدور في الغرف المغلقة مفاوضات لاستمرار التهدئة وتبادل الأسرى والمحتجزين ؟؟؟؟
تدعي إسرائيل إنها رصدت استعدادات قتالية لحركة حماس في غزة لشن هجوم جديد، ما دفعها لشن ضربة استباقية، كما تطالب بإعادة المحتجزين لدى الحركة لوقف الحرب، وتقول إنها لن تتفاوض إلا تحت النار.
بينما ، يرى محللون وسياسيين وبينهم إسرائيليون ، أن هذه الأسباب الإسرائيلية ما هي إلا “ذرائع” لتحقيق أهداف أخرى، لا سيما مع وجود تحركات خلال الفترة الماضية ليست على هوى إسرائيل، من بينها تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مقترح تهجير سكان القطاع، وهناك حديث عن قبول المقترح المصري لإعادة الأعمار مع بعض التعديلات
جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي شن عملية قصف غير مسبوقة ضد المدنيين الفلسطينيين وسقوط مئات الشهداء والجرحى انتقل سريعا إلى المرحلة البرية في حربه المتجدّدة على قطاع غزة، حيث توغّل، ظهر الأربعاء ، إلى ” محور نتساريم” وأعاد السيطرة عليه، ليحول دون تنقّل المواطنين بين شمال القطاع وجنوبه،
وتأتي تلك التطورات في وقت يهدّد فيه جيش الاحتلال بالانتقال إلى المرحلة التالية من التصعيد، والتي تتمثّل بتهجير كل سكان شمال القطاع ومدينة غزة إلى مواصي خانيونس جنوباً، علماً أن قوات الاحتلال وسّعت من ، إنذارات الإخلاء لتشمل المناطق الشمالية من مدينتي بيت لاهيا وبيت حانون، والمناطق الشرقية لحي الشجاعية شرق مدينة غزة، وبلدات خزاعة وعبسان الكبيرة والقرارة شرق خانيونس. ووفقاً لقناة ” كان ” العبرية، فإن إسرائيل تنوي الاستفادة من التصعيد الميداني الحالي في دعم خطة التهجير، في حين يقوم المستوى السياسي بدراسة البدء الفعلي بتهجير سكان شمال القطاع، بحسب الحاجة.
فيما ، أكّدت حركة ” حماس” ، على لسان القيادي فيها سهيل الهندي، أن «المقاومة لا تزال تلتزم بوقف إطلاق النار على رغم التصعيد الإسرائيلي، وأن التواصل جارٍ مع الوسطاء على مدار الساعة للعودة إلى الهدوء» لكنه أوضح أن «المقاومة لن تقبل إلا بضمان اندحار الاحتلال عن غزة، وإنهاء العدوان بشكل كامل، وإعادة الأعمار. ونأمل الوصول إلى حل مُرضٍ لشعبنا».
فيما يعاني السكان في غزه من وضع أنساني كإرثي ، ومن أوضاع معيشية تتخذ منحى خطيراً، حيث فُقدت البضائع الأساسية من الأسواق تماماً، فيما يعاني سكان شمال القطاع ووسطه من أزمة حادّة في المياه، في ظل شح الوقود اللازم لتشغيل الآبار الجوفية. فيما ، ناشدت وزارة الصحة في غزة، المؤسسات الدولية، التدخّل العاجل لإدخال المستهلكات الطبية، وذلك في ظل حالة الإشغال التام للمستشفيات وإنهاك النظام الصحي.
إن “أعمال إسرائيل الوحشية في قطاع غزة والضفة الغربية تأتي تعبيرا عن إصرارها على مخالفة قواعد القانون الدولي وعدم احترامها لتعهداتها والاتفاقيات الموقعة وآخرها اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى”.
ويبدو أنّ التنصّل من الاتّفاقيّات ونقض المعاهدات هي عادة إسرائيليّة لم يخترعها نتنياهو وإن قام بتعزيزها، وجعلها أكثر فظاظة، وينقض اتّفاق وقف إطلاق النار مع لبنان الّذي عقد برعاية أميركيّة، ويقضي بالانسحاب الإسرائيليّ الكامل من الجنوب، كما نقض اتّفاقيّة فضّ الاشتباك من سنة 74 مع سورية، واحتلّ أراض إضافيّة واسعة من الجولان السوريّ وجبل الشيخ، كذلك نقض اتّفاقيّات كامب ديفيد الموقّعة مع مصر وملحقاتها من سنة 2005، وأعاد احتلال محور فيلادلفيا بنقض اتفاق وقف إطلاق النار بتجدد الحرب على غزه
ويبدو أنّ النجاح في الإبقاء على احتلال أراض في جنوب لبنان واحتلال أراضي إضافيّة في سورية، هي بقدر ما شكّلت حافزًا لنتنياهو للبقاء في محور فيلادلفيا، تعتبر جزءًا من عودة إلى الاستراتيجيّة الإسرائيليّة السابقة الّتي كانت تقضي بإقامة أحزمة أمنيّة على جبهاتها الحدوديّة مع سورية ولبنان فيما يعتبر البقاء في محور فيلادلفيا ليس فقط إحكامًا للسيطرة في غزّة بل هو حزام أمنيّ مع مصر أيضًا ومحاوله لإفراغ شمال غزه من سكانه والهدف تهجير الفلسطينيين الذي لم يتراجع لدى الإسرائيليين، وأن عودة الحرب تؤكد أنه “هدف دفين ولا زال في قلب وعقل المخطط الصهيوني الديني بشأن غزة والضفة الغربية والتحرك الإسرائيلي الأخير الذي يوصف بـ”العنيف والوحشي والذي يشكل جريمة حرب لا بد من توثيقها وتقديم مرتكبيها للمحاكمة