حماس تبدي استعدادها للتجاوب مع الوسطاء… والقاهرة تسعى لجسر الخلافات

تقرير: حماس تبدي استعدادها للتجاوب مع الوسطاء… والقاهرة تسعى لجسر الخلافات
حماس تبلغ الوسطاء استعدادها لمناقشة مقترح يتضمن الإفراج عن أسرى إسرائيليين، بشرط الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. في المقابل، تسعى مصر إلى تضييق فجوة الخلافات بمقترح جديد، بينما ناقش وفد إسرائيلي في القاهرة ترتيبات أمنية.
أبلغت حركة حماس الوسطاء باستعدادها للتجاوب مع أي مقترح يشمل الإفراج عن أسرى إسرائيليين، شريطة أن يكون ذلك جزءًا من الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفق ما نقلت صحيفة “العربي الجديد” عن مصادر في الحركة.
وذكرت المصادر أن حماس لم ترفض مقترح المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، بل أبدت موافقتها عليه بشرط أن يشمل الانتقال الفوري إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، والتي تنص على إنهاء الحرب.
وأشارت المصادر إلى أن الحركة فوجئت برفض ويتكوف للمقترح، وبتبنيه نفس موقف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي يسعى للحصول على الأسرى دون تنفيذ التزامات الاتفاق الذي جرى بوساطة وضمانات أميركية قطرية مصرية.
ولفتت المصادر إلى مناقشات واتصالات مستمرة حول مقترح قيد التفاوض حاليًا. كما رجحت أن يصل وفد من حركة حماس إلى القاهرة اليوم الخميس، لعقد اجتماعات مع المسؤولين المصريين ومناقشة تطورات المشهد.
أفادت الصحيفة بأن مصر قدمت، الثلاثاء، مقترحًا جديدًا لوقف إطلاق النار في غزة، في محاولة لتضييق فجوة الخلافات عبر تقديم رؤية وسطية بين المبادرة التي وافقت عليها حماس سابقًا، ومقترح المبعوث الأميركي، ويتكوف، الذي يدعي نتنياهو أن إسرائيل وافقت عليه.
وعلى صلة، ذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”)، نقلًا عن مصادر مطلعة على تفاصيل المناقشات التي أجراها نتنياهو أمس الأربعاء، بشأن ملف الأسرى، بأن مصر تعمل بشكل مكثف لمحاولة إقناع حركة حماس بالموافقة على مقترح ويتكوف.
وأشارت إلى أن المقترح يتضمن إطلاق سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين الأحياء بهدف وقف التصعيد. ووفقًا للمصادر الإسرائيلية ذاتها، لم تُبدِ حركة حماس أي تغيير في موقفها منذ أن استأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة وأنهت وقف إطلاق النار.
وفد عسكري إسرائيلي زار القاهرة مساء الأربعاء
ونقلت “العربي الجديد” عن مصادر مصرية أن وفدًا عسكريًا إسرائيليًا أجرى زيارة خاطفة إلى القاهرة لم تتجاوز ثلاث ساعات، مساء الأربعاء، التقى خلالها رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، حسن رشاد، ومسؤولًا عسكريًا رفيع المستوى. ووفقًا للمصادر، أعقب الزيارة انسحاب الفريق الأمني المصري من محور “نيتساريم”، وذلك قبل بدء التوغل البري الإسرائيلي في المنطقة.
وأفادت المصادر المصرية بأن الوفد العسكري الإسرائيلي ناقش مع مسؤولين عسكريين مصريين إجراءات جديدة اتخذها الجيش الإسرائيلي أمس الأول، تضمنت تعزيز القوات المنتشرة في محور صلاح الدين “فيلادلفيا” الحدودي، وزيادة المعدات العسكرية والأسلحة الثقيلة.
كما بحثت القاهرة مع الوفد العسكري الإسرائيلي ما أقدم عليه الجيش الإسرائيلي من “توسيع نطاق انتشار قواته في الممر الحدودي الممتد بين شمال سيناء وقطاع غزة. ولم تكشف المصادر عن رد القاهرة أو موقف المسؤولين المصريين الذين التقوا بالوفد الإسرائيلي بشأن هذه الخطوات.
وكانت حركة حماس قد أكدت أنها “لم تغلق باب التفاوض ولا حاجة إلى اتفاقات جديدة في ظل وجود اتفاق موقّع من كل الأطراف”، وفق ما قال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة، طاهر النونو، الأربعاء.
وأضاف “لا شروط لدينا، لكننا نطالب بالزام الاحتلال وقف العدوان وحرب الإبادة فورا، وبدء مفاوضات المرحلة الثانية وهذا جزء من الاتفاق الموقع”. وتابع النونو “أكدنا مرارا أننا جاهزون للتوصل لاتفاق والتزمنا بتنفيذ كافة بنوده لكن الاحتلال هو الذي يماطل ويعطّل ولديه نوايا مبيتة لاستئناف العدوان والحرب”.
لكنّ تصريحات حماس جبهت برفض من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي حذّر من أن المفاوضات حول الإفراج عن الرهائن الذين لا يزالون في غزة “لن تجرى من الآن فصاعدا إلا تحت النار”، فيما تواصل إسرائيل منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وقطع الكهرباء.
عرب 48