فلسطين

مؤرخ: هناك انقسام بين “إسرائيل تل أبيب” و”إسرائيل يهودا” ولا أستبعد حربا أهلية إذا تعنت نتنياهو

مؤرخ: هناك انقسام بين “إسرائيل تل أبيب” و”إسرائيل يهودا” ولا أستبعد حربا أهلية إذا تعنت نتنياهو

باريس ـ

حذر المؤرخ الإسرائيلي إيلي بارنافي في مقابلة مع صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية مخاطر حرب أهلية في إسرائيل إذا تعنت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في “تفكيك كل ركائز الديمقراطية لتحقيق هدفه بالبقاء في السلطة، مستخدما الحرب كأداة لتثبيت موقعه”.

وقالت الصحيفة الفرنسية إن إسرائيل توشك أن تدخل في أزمة دستورية غير مسبوقة، بعد أيام من استئناف الحرب على قطاع غزة رغم وجود عدد من المحتجزين، وذلك بعد وقف المحكمة العليا قرار إقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي العام (الشاباك) رونين بار الذي جعل ظلال الحرب الأهلية تخيّم على البلاد.

ولقراءة المشهد الإسرائيلي استعانت بالمؤرخ بارنافي، الذي وافق على تصريحات الرئيس السابق للمحكمة العليا أهارون باراك، الذي حذر بدوره من هذا السيناريو.

وأكد بارنافي أن أن إسرائيل منقسمة إلى جهتين لا يفهم أي منهما الآخر، وهي تحت قيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي بدأ، مستلهما من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تفكيك كل ركائز الديمقراطية لتحقيق هدفه بالبقاء في السلطة، مستخدما الحرب كأداة لتثبيت موقعه.

وأبدى المؤرخ مخاوفه مما تركته إقالة رئيس الشاباك من “ظلال حرب أهلية”، لأن نتنياهو يعتمد على قاعدته الشعبية الصلبة التي تمثل نحو ربع السكان، في حين أن نحو 70% من الإسرائيليين يطالبون برحيله مع عدم وجود آلية دستورية لإزاحته.

واعتبر المؤرخ أن رفض المحكمة العليا لإقالة رئيس الشاباك يعد خطوة حاسمة قد تؤدي إلى أزمة دستورية إذا تجاهل نتنياهو القرار، وأوضح أن القضية أخطر مما يبدو لأن الشاباك ليس مجرد جهاز أمني، بل هو مسؤول عن حماية الديمقراطية، حسب القانون.

نتنياهو يعتمد على قاعدته الشعبية الصلبة التي تمثل نحو ربع السكان، في حين أن نحو 70% من الإسرائيليين يطالبون برحيله مع عدم وجود آلية دستورية لإزاحته.

ولهذه الأسباب أبدى بارنافي قلقه من مظاهرات السبت وتداعياتها، قائلا “لدينا رئيس وزراء ملاحق قضائيا يحارب الديمقراطية ويشن الحروب، ومع أن الديمقراطية الإسرائيلية أثبتت مرونتها سابقا بفضل المحكمة العليا والتعبئة الشعبية، فإن رفض نتنياهو الالتزام بقرار المحكمة، فقد يجعلنا نواجه انفجارا للعنف”.

وذكر المؤرخ الإسرائيلي بأن نتنياهو ليس رئيسا، وخلافا لما هو في الولايات المتحدة حيث يتمتع الرئيس بصلاحيات غير محدودة عمليا، فهو رئيس وزراء في نظام برلماني لا يتمتع بصلاحيات كاملة، وهو لذلك يشعر بالحرج بعض الشيء.

وأكد بارنافي أن مصدر المخاوف هو الصدام بين التعبئة الشعبية والمحكمة العليا من جهة، والشرطة التي أصبحت تحت سيطرة نتنياهو منذ أن أوكلها إلى الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، فصارت وحشية وعنيفة، في وقت تقول فيه أحدث الأخبار إن المحاكم والجامعات وشركات التكنولوجيا الفائقة تهدد بالإضراب.

أما عند سؤاله عن احتمال تدخل المؤسسة العسكرية في هذه الأزمة، فرد بارنافي بالقول “لا أعتقد أن الجيش سيتدخل في السياسة بشكل مباشر، لكن التمرد يظهر بين الاحتياطيين الذين يرفض العديد منهم الخدمة بسبب عدم اقتناعهم بجدوى هذه الحرب”.

وصنف المؤرخ الانقسام الحالي داخل إسرائيل، بأنه بين “إسرائيل تل أبيب” الديمقراطية والعلمانية، مقابل “إسرائيل يهودا” الدينية والمتطرفة، موضحا أن الطرف الأول متنوع في آرائه، بينما الطرف الثاني الذي يشمل المتطرفين واليهود الأرثوذكس، متحد بفعل المصالح السياسية والمالية”.

وعند السؤال عن تأثير الأوضاع في الضفة الغربية على الإسرائيليين، قال بارنافي إن “الاعتداءات على الفلسطينيين في الضفة جزء من صفقة بين نتنياهو واليمين المتطرف لإفساح المجال للعمل في غزة، ولكن إذا فشل نتنياهو في حماية المحتجزين سيكون هناك غضب شعبي هائل”.

وخلص برنافي إلى أن إسرائيل تواجه أزمة غير مسبوقة تحت قيادة نتنياهو الذي يسعى لتفكيك المؤسسات الديمقراطية وسط انقسامات شعبية وصراعات داخلية، مما يعني أن مستقبل البلاد سيبقى معلقا بقدرة الأطراف المختلفة على مواجهة التحولات الجارية.

“القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب