رياضة

الزمبابوية كوفنتري تنتظرها توترات جيوسياسية في اللجنة الأولمبية الدولية!

الزمبابوية كوفنتري تنتظرها توترات جيوسياسية في اللجنة الأولمبية الدولية!

 كوستا نافارينو ـ «القدس العربي»: تنتظر الزمبابوية كيرستي كوفنتري، أول امرأة وأول شخص إفريقي يرأس اللجنة الأولمبية الدولية، توترات جيوسياسية تجتاح العالم الرياضي.

سبقها ثمانية أوروبيين وأمريكي في هذا المنصب الفريد الذي يخصّ شاغله بمعاملة تشبه رؤساء الدول، ويتطلب فهما عميقا لموازين القوى. ويقول مدير التسويق السابق في اللجنة الأولمبية الدولية مايكل باين: «لم تواجه اللجنة الأولمبية الدولية هذا المشهد الجيوسياسي المتوتر منذ عدة سنوات».

الروس

سارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتهنئة الألماني توماس باخ بعد انتخابه رئيسا للجنة الدولية للمرة الأولى في 2013، وكرر ذلك الخميس الماضي مع كوفنتري التي ستتسلم مهامها في 24 حزيران/يونيو، مشيدا بـ«اهتمامها في التعزيز الحقيقي للمثل الأولمبية». ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، مُنع عزف النشيد الوطني ورفع العلم الروسي في المسابقات الدولية الرياضية، وهو ما تصفه موسكو بأنه «تمييز» بتأثير من الغرب.
وقبل أقل من سنة على أولمبياد ميلان-كورتينا 2026 الشتوي، سيكون ملف الرياضيين الروس أحد أهم القضايا للقائدة الجديدة للحركة الرياضة العالمية. لكنها امتنعت حتى الآن من أخذ أي موقف حاسم. الحلّ المتخذ من اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية الدولية التي هي عضو فيها، بالنسبة لأولمبياد باريس 2024، يرسم مسارا واضحا: ما لم ينته النزاع، يتعين على الروس المشاركة بشكل فردي وتحت علم محايد، شرط ألا يكونوا قد دعموا الحرب بشكل فاعل.

ضغوط ترامب

سيكون التعاطي مع الولايات المتحدة أساسيا، وليس فقط لأنها مضيفة أولمبياد 2028 الصيفي في لوس أنجليس و2034 الشتوي في سولت ليك سيتي. تدر البلاد أكثر من ثلث عائدات اللجنة، عبر حقوق النقل التلفزيوني التي تدفعها شبكة «أن بي سي يونيفرسال»، وتنشئ أبطالا من جميع الجنسيات في نظامها الجامعي. على سبيل المثال، تدربت السباحة كوفنتري في أوبورن (ألاباما) في طريقها لإحراز ذهبيتين في سباق 200م ظهرا في الألعاب الأولمبية.
لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العائد الى البيت الأبيض، مارس ضغوطا حيال قواعد الأهلية لدى السيدات في الألعاب، وحيال استقلالية العمل الرياضي الذي يجب أن تضمنه اللجنة الأولمبية الدولية، مهددا بمنع استقبال الرياضيين المتحولين جنسيا في بلاده.
واعتبرت كوفنتري (41 عاما) مساء الخميس أن «التواصل سيكون المفتاح» مع الرئيس الأمريكي. وأضافت: «لن نحيد عن قيمنا، عن قيم التضامن، وبالتالي ضمان أن يكون كل رياضي متأهل إلى الألعاب قادرا على المشاركة بأمان». وأضافت مازحة: «منذ أن كنت في العشرين من عمري، فلنقل انني واجهت رجالا صعبي المراس يشغلون مناصب عليا. ما تعلمته هو أن التواصل سيكون مفتاحا، وهذا أمر يجب أن يحدث مبكرا».
لكن قضية أخرى ستكون مطروحة على جدول الأعمال: استهل الأمريكيون السنة بتعليق مساهمتهم في الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا)، في حين منحوا لأنفسهم منذ 2020 صلاحية قضائية خارجية في قضايا المنشطات، ما يهدد بشرخ في الرياضة العالمية.

أفغانستان وغزة

نادرا ما يذكر دور اللجنة الأولمبية الدولية في أفغانستان، لكنه يرمز إلى «دبلوماسية هادئة»، أي فن انتزاع التنازلات الصغيرة لدى الافتقار إلى وسائل الضغط اللازمة.
وبعد تهريب نحو 300 عضو من المجتمع الرياضي الأفغاني اثر عودة حركة طالبان الى الحكم في آب/أغسطس 2021، توصلت اللجنة إلى تأمين وفد متوازن في أولمبياد باريس، سعيا لعدم المساومة على حق السيدات في التنافس. لكن الرياضيين الستة المعنيين يعيشون في المنفى، تاركين لكوفنتري وفريقها في السنوات المقبلة ضرورة حماية الرياضيين الأفغان الذين بقوا في البلاد.
وتقدم الحرب بين اسرائيل وحركة حماس مثالا آخر على الموقف المتوازن للهيئة الدولية: ففي حين رفضت فرض حظر على الرياضيين الاسرائيليين وإجبارهم على المشاركة تحت علم محايد أو مقارنتهم بالرياضيين الروس في أولمبياد باريس 2024، دعت ثمانية رياضيين فلسطينيين أخفقوا في تخطي حاجز التصفيات، فاتحة المجال أمام أكبر مشاركة ممكنة لهم. ونظرا للتدمير الذي عانته البنية التحتية الرياضية الفلسطينية، من المؤكد أن هذا السؤال سيطرح مجددا مع الاقتراب من أولمبياد لوس أنجليس.

استضافة إفريقية للأولمبياد

مع انتخاب وزيرة الرياضة في زمبابوي (منذ 2018) التي تتولى تنسيق الألعاب الأولمبية للشباب في دكار عام 2026، قد تطرح تساؤلات حول إمكانية أن تستضيف إفريقيا الألعاب الأولمبية للمرة الأولى في تاريخها. وبعدما كانت الرائدة في بطولة العالم لكرة القدم عام 2010، تسعى جنوب إفريقيا إلى استضافة أولمبياد 2036، إلى جانب الهند وتركيا والمجر وقطر والسعودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب