عربي دولي

تمويل أمريكي وتهم بالعداء.. حملة إسرائيلية غير مسبوقة ضد الأزهر ومصر

تمويل أمريكي وتهم بالعداء.. حملة إسرائيلية غير مسبوقة ضد الأزهر ومصر

شهدت الأيام القليلة الماضية تصاعدًا ملحوظًا في حملات التحريض التي تشنها الأوساط الإسرائيلية ضد مصر، حيث انتشرت ادعاءات تزعم تعزيز الجيش المصري قواته في شبه جزيرة سيناء، مع الإشارة إلى أن هذا التحرك يعتبر انتهاكًا لاتفاقية السلام الموقعة بين القاهرة وتل أبيب.

كما حذرت بعض الأطراف إلى إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية بين الطرفين، بناءًا على مقاطع فيديو تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر دبابات مصرية وناقلات جنود مدرعة وعناصر من الجيش المصري أثناء دخولهم إلى سيناء، وسط تحليلات تربط هذه التحركات بزيادة التوتر في المنطقة.

وسائل الإعلام العبرية تهاجم الأزهر الشريف

وفي ظل هذا التصعيد، لم تقتصر الحملات الإسرائيلية على الجانب العسكري فقط، بل امتدت إلى شن هجوم إعلامي مباشر على مؤسسة الأزهر الشريف، حيث تصدرت القناة الـ14 الإسرائيلية، المعروفة بولائها لليمين المتطرف الإسرائيلي، واجهة هذه الحملة، موجهة اتهامات للأزهر بمعاداة الولايات المتحدة الأمريكية، واصفة إياه بأنه يمارس تحريضًا ضد واشنطن.

تصريحات الأزهر تثير الغضب الإسرائيلي

والجدير بالإشارة أن هذه الاتهامات جاءت عقب نشر وسائل إعلام مصرية تصريحات لأحد مسؤولي الأزهر، قال فيها: “لن تقدم إسرائيل على أي خطوة حقيقية لوقف هجماتها طالما استمر المجتمع الدولي في منحها الضوء الأخضر لمواصلة القتل”، وبهذا استغلت القناة العبرية هذه التصريحات لاتهام الأزهر، باعتباره أكبر مؤسسة دينية في مصر والعالم الإسلامي، بتوجيه انتقادات صريحة للولايات المتحدة، بسبب دعمها المتواصل للاحتلال الإسرائيلي.

سلاح وعتاد وتدريبات عسكرية

وفي السياق ذاته، سلطت القناة الـ14 العبرية، الضوء على حجم المساعدات الأمريكية المقدمة إلى مصر، والتي تبلغ قرابة 2.1 مليار دولار سنويًا، منها 1.3 مليار دولار مخصصة للقطاع العسكري، لافتة إلى أن هذه المساعدات تتضمن تزويد الجيش المصري بأسلحة متطورة تشمل الطائرات المقاتلة والدبابات والمدفعية الثقيلة، فضلًا عن برامج تدريبية لضباط الجيش، ومشروعات لتحديث البنية التحتية العسكرية في مصر.

موقف مصر من خطة تهجير غزة

وإلى ذلك، أردفت “القناة”، أن التصريحات الصادرة عن الأزهر تتزامن مع الموقف المصري الرافض لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بتهجير سكان قطاع غزة، وهو ما دفع الإدارة الأمريكية، بحسب القناة العبرية، إلى التفكير في اتخاذ إجراءات جديدة للضغط على القاهرة وإعادة ترتيب أوراقها في المنطقة.

بيان ناري من الأزهر

وبدوره، أصدر الأزهر الشريف، خلال الأسبوع الماضي، بيانًا شديد اللهجة أدان فيه استئناف الاحتلال الإسرائيلي لغاراته العسكرية على قطاع غزة، واصفًا ما يجري بأنه شكل من أشكال “الإرهاب الأسود”.

كما شدد “البيان”، على أن صمت المجتمع الدولي أمام المجازر التي ترتكب بحق الفلسطينيين، وبالأخص النساء والأطفال، هو تواطؤ غير مقبول، لافتًا إلى أن الغارات التي شنها الاحتلال فجر الثلاثاء الماضي أسفرت عن مئات الشهداء والجرحى.

كما أدان الأزهر”، العدوان الإسرائيلي الغادر، الذي يستهدف المدنيين العزل في خيامهم أثناء نومهم، مؤكدًا أنه يكشف الوجه الحقيقي لهذا الكيان، كما شدد على أن هذه السياسات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا من أرضهم، بالرغم من الرفض الدولي المتكرر لهذه الانتهاكات.

واستطرد “الأزهر”، أن إسرائيل، بسياساتها الراهنة، تجردت بالكامل من أي قيم إنسانية أو التزام بالعهود الدولية، معتمدًة سياسة خداع المجتمع الدولي والاستمرار في ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.

تحذيرات إسرائيلية من انهيار السلام

وفي سياق متصل، كتب يهودا بلانغا، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، مقالًا بصحيفة “إسرائيل هيوم”، زعم فيه أن مصر، رغم توقيعها اتفاقية كامب ديفيد، لا تزال تعامل الإسرائيليين كأعداء، سواء في المناهج الدراسية أو وسائل الإعلام أو حتى الثقافة الشعبية، حيث تصورهم على أنهم غزاة وقتلة وإمبرياليون يهددون أمن المنطقة، على حد قوله، مضيفًا أن مسألة التطبيع مع إسرائيل لا تجد طريقًا لها في المزاج الشعبي المصري، مشيرًا إلى أن المشاعر المناهضة للاحتلال تتجدد مع كل عدوان إسرائيلي على غزة أو لبنان.

وحذر “بلانغا”، من أن أي انهيار محتمل لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، أو اندلاع حرب جديدة بين الطرفين، سيعد خطًا أحمر بالنسبة للولايات المتحدة، وهو تطور من شأنه أن يؤدي إلى أزمة مدمرة في العلاقات بين القاهرة وواشنطن، لا سيما إذا قررت الإدارة الأمريكية وقف إمدادات الذخيرة وقطع الغيار عن الجيش المصري.

 كما تساءل “بلانغا”، عن مدى قدرة الجيش المصري على خوض حرب طويلة الأمد في مثل هذه الظروف، مذكرًا بأن آخر مواجهة عسكرية بين الجانبين كانت في عام 1973.

والجدير بالذكر أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي المستقيل، هرتسي هاليفي، أعرب في نهاية الشهر الماضي، عن قلقه من تنامي القدرات العسكرية المصرية، محذرًا من أن ما وصفه بـ”التهديد الأمني المصري” قد يتبدل في لحظة، بحسب ما نقلته القناة الـ14 العبرية، ما يعكس استمرار التخوف الإسرائيلي من التحولات المحتملة في الموقف المصري.

القناة 14

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب