الصحافه

هل ستكون “أزمة التجنيد” في إسرائيل و”سيغنال” الأمريكية عاملاً مسرعاً لضرب إيران؟

هل ستكون “أزمة التجنيد” في إسرائيل و”سيغنال” الأمريكية عاملاً مسرعاً لضرب إيران؟

لا ينقص إسرائيل جبهات، لكن السؤال الذي يقف في مركز المداولات التي يجريها رئيس الوزراء هذه الأيام هو: أي منها الأهم والأكثر إلحاحاً. وحسب مصادر رفيعة المستوى في جهاز الأمن، والجواب هو إيران، إلى جانب المعركة ضد حماس، والتهديد التركي على أراضي سوريا، ومحاولات تعاظم حزب الله في لبنان، ونار الحوثيين إلى إسرائيل.

يشدد الرئيس الأمريكي التهديدات على نظام آية الله: إلى جانب ارتفاع في حدة التصريحات تجاه إيران، أعلن ترامب بأن كل هجوم من اليمن سيعد وكأنه انطلق من إيران نفسها، بكل ما ينطوي عليه ذلك من معنى. ووعد ألا يخفف الضغط تجاه الحوثيين أيضاً ما داموا يزعجون الإسرائيليين بنار تشوش مجرى الحياة.

ليس واضحاً بعد إذا كان كل هذا يشير إلى عمل ما في المدى الزمني الفوري، لكن لا حاجة إلى دكتوراه في تخطيط القتال لفهم التلميح. يتبقى أن نفهم إذا كان هذا جزءاً من تكتيك مفاوضات من جانب ترامب قبيل مباحثات متجددة على اتفاق نووي مع إيران أم أننا الآن قبيل خطوة دراماتيكية أخرى في الشرق الأوسط، قد تكون الأكثر دراماتيكية. أمس، بالمناسبة، ردت إيران على إمكانية إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة وأعلنت قبولها إمكانية المباحثات بوساطة دولة ثالثة.

بالتزامن، لا نتجاهل وجود حراكات أمريكية على الأرض أيضاً: في الأيام الأخيرة، وصل ما لا يقل عن خمس طائرات قصف متملصة من طراز B2 إلى قاعدة في جزيرة ما تسمى دييغو غارسيا في المحيط الهندي، مكان يعتبر أراضاً بريطانية لكنه معروف أن الولايات المتحدة تستخدمه كقاعدة انطلقت منها في الماضي طائرات لهجوم في أفغانستان والعراق. وأغلب الظن أن يستمر تيار الطائرات المتملصة إلى القاعدة ومعها طائرات نقل وشحن للوقود.

ثمة مؤشر آخر على تسخين الساحة، وهو الأمر الصادر عن البنتاغون مؤخراً تمديد وجود حاملة الطائرات هاري ترومان في البحر الأحمر بشهر إضافي، وكذا إرسال حاملة الطائرات كارل وينسون إلى الشرق الأوسط. واضح أن هناك تنسيقاً مع إسرائيل: منظومات الدفاع الأمريكية، تاد، هي التي اعترضت الصاروخين الباليستيين اللذين أطلقا نحو إسرائيل من اليمن.

غير أن الوضع معقد: أمس، نشرت “وول ستريت جورنال” بأن الهجوم الذي تراسل حوله البيت الأبيض في الحوار السري والذي انكشف هذا الأسبوع في “أتلنتيك” – نفذ عقب معلومات استخبارية حساسة قدمتها إسرائيل، وإسرائيل قلقة من هذا التسريب وكذا من القضية التي انكشفت في “سيغنال – غيت” وكذا من المنشورات التي تربطها بالقصف في اليمن.

بالتوازي، يغلق الجيش الإسرائيلي أسبوعاً آخر من الحياة الطبيعية الجديدة؛ أي هجمات واحتكاكات في جملة ساحات: في سوريا هوجمت وسائل قتالية لجيش الأسد سقطت في أيدي الثوار، هجوم يشكل إشارة لتركيا التي تضرب عينها على المنطقة؛ أما في لبنان وغزة فقد صفي مسؤولون كبار في منظومات حزب الله وحماس. بالمقابل، لا يزال الضغط على السكان الغزيين متواصلاً بهدف دفع حماس لقبول الحلول الوسط التي اقترحتها الولايات المتحدة وإسرائيل بدلاً من المرحلة الثانية التي تطلب إنهاء الحرب. في هذا السياق، فإن المظاهرات التي شوهدت هذا الأسبوع في القطاع ضد حماس أثارت اهتماماً شديداً، لكن من السابق لأوانه استخلاص استنتاجات بعيدة الأثر منها.

وبالفعل، لا يبدو خروج عملية واسعة في غزة قريباً إلى حيز التنفيذ؛ فمن غير المتوقع دخول واسع لعدد من الفرق، والعملية متدرجة حتى الآن. والقوات التي تعمل في القطاع تستولي على المزيد من الأراضي، وفي هذه اللحظة أيضاً لا يوجد مصابون، والعمل وان كان بطيئاً، فإنه يمر بهدوء. لكن لتنفيذ وعود “الحسم” هناك حاجة لحجم قوات أكبر بكثير – حقاً كثير – ولهذا الغرض حاجة لتجنيد واسع للاحتياط. غير أنه في ضوء تآكل هائل، وشرخ سياسي متسع وبخاصة مع التملص الحريدي، فقد بات مشكوكاً فيه أن هناك من يرغب في أن يحل هذه الأيام محل ضابطات الارتباط في منظومة الاحتياط. وعليه، يجب أن نستمع باهتمام شديد لما قاله الناطق العسكري المنصرف العميد دانيال هاغاري، الذي نقل اسم الصولجان إلى بديله، العميد إيفي تفرين، حين دعا بأن “عموم أجزاء المجمع يجب أن يدخلوا تحت الحمالة”. وشرح هاغاري بأن هناك “حاجة لمزيد من المقاتلين في الجيش؛ فالحرب تجري الآن”. لقد ارتكب هاغاري أخطاءه وهكذا أصبح علماً أحمر في نظر الحكم. لكنه لا يزال محقاً في هذا الموضوع.

يديعوت أحرونوت 28/3/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب