هجوم على عمدة لندن بسبب رسالة العيد وسفارة إسرائيل تتهمه بنشر دعاية حماس

هجوم على عمدة لندن بسبب رسالة العيد وسفارة إسرائيل تتهمه بنشر دعاية حماس
إبراهيم درويش
نشر موقع “ميدل إيست آي” تقريرا أعده عمران ملا قال فيه إن عمدة مدينة لندن المسلم، صادق خان، تعرض لهجوم من السفارة الإسرائيلية في لندن بسبب رسالة العيد التي وجهها للمسلمين بمناسبة نهاية شهر رمضان وعيد الفطر. ورد مكتبه على الاتهامات بأنه “ينشر دعاية حماس”، أن العمدة شجب دائما الحركة الفلسطينية.
وفي فيديو نشره خان بمناسبة العيد في 30 آذار/مارس عبر عن “تهانيه الحارة” لكل من يحتفل بنهاية شهر رمضان الفضيل. واعترف قائلا: “بالنسبة للكثير، فالفرح المعتاد الذي نشعر به في كل عيد سيتلاشى بالمعاناة المروعة والقتل المستمر في السودان وفلسطين”. وأضاف “قتل أكثر من 50,000 فلسطيني في غزة نتيجة الحملة الإسرائيلية المستمرة، بمن فيهم 15,000 طفل. أما في السودان فقد قتل عشرات الآلاف ونزح الملايين بسبب الحرب المدمرة التي دخلت عامها الثالث”. وقال: “ويجب أن تثقل هذه الخيانة للإنسانية ضمائرنا، ولكنني فخور أنه في الوقت الذي اختار فيه المجتمع الدولي غض طرفه، إلا أن سكان لندن لم يفعلوا”.
تدخلت السفارة الإسرائيلية وعبرت عن “الاستياء العميق” من رسالة العمدة في العيد
وبعد يوم من رسالته، تدخلت السفارة الإسرائيلية وعبرت عن “الاستياء العميق” من رسالة العمدة في العيد. وأشار الموقع إلى أن السفيرة الإسرائيلية تسيفي هوتوفولي متطرفة ومعروفة بمعاداتها لقيام دولة فلسطينية. وفي هجومها على خان، قالت السفارة إن “الحرب هي نتيجة للهجوم المروع الذي نفذته حماس، وهي منظمة مصنفة إرهابية في بريطانيا، على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023”. وكان اعتراض السفارة على عمدة لندن أنه لم يشر إلى حماس ولم يشجب الإرهاب ولم يدع إلى الإفراج عن الأسرى المتبقين في غزة وعددهم 59 شخصا. وهو ما وصفه بيان السفارة بأنه “مثير للقلق” من جانب العمدة.
وفتحت رسالة السفارة الباب أمام الهجوم على خان من حسابات التواصل الاجتماعي المؤيدة لإسرائيل وبخاصة في إكس. وقال متحدث باسم مكتب خان، عصر يوم الخميس قائلا: “أعرب رئيس البلدية أكثر من مرة عن غضبه إزاء هجمات حماس على إسرائيل، وأدان بشدة هذه الأعمال الإرهابية”. و”إنه يشعر بحزن عميق لفقدان جميع الأرواح، ويواصل دعمه للدعوات إلى وقف إطلاق نار دائم”. كما وزعمت السفارة الإسرائيلية أن أرقام خان عن الضحايا الفلسطينيين مستقاة من “دعاية حماس” وأنها “لا تستند إلى حقائق”.
ومع ذلك، أكدت الأمم المتحدة أن وزارة الصحة الفلسطينية، المصدر الواضح لعدد القتلى الذي استشهد به خان، “موثوقة”. ومن أكثر من عام، في شباط/فبراير 2024، بدا أن ديفيد لامي، وزير الخارجية البريطاني الحالي، يشير إلى المصدر نفسه عندما قال إن “أكثر من 28,000 شخص قتلوا، نساء وأطفالا”، واصفا حصيلة القتلى حتى ذلك الوقت، بالفظيعة. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2024، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأن ما يقرب 70% من القتلى الذين تم التحقق منهم في غزة على يد الجيش الإسرائيلي كانوا من النساء والأطفال.
وفي كانون الثاني/يناير، نشرت المجلة الطبية البريطانية “لانسيت” دراسة تشير إلى أن حصيلة القتلى قد تكون أعلى بنسبة 40% من الأرقام الرسمية التي أعلنتها وزارة الصحة الفلسطينية. وتناولت صحيفة “ديلي تلغراف” اليمينية شجب السفارة وقالت إن “عمدة لندن العمالي يتعرض للنيران بسبب عدم شجبه جماعة إرهابية في وقت انتقد فيه عملية عسكرية”، أي الجيش الإسرائيلي. وأشار تقرير الصحيفة إلى أن الأرقام التي استشهد بها خان، تعاملت معها بي بي سي والأمم المتحدة مع أن إسرائيل تشكك في صحتها، كما تزعم الصحيفة.
وقدمت تصريحات المتحدث باسم السفارة بالكامل والذي اتهم حماس بأنها قتلت في 7 تشرين الأول/أكتوبر أشخاصا من كل الأديان بمن فيهم فلسطينيون في إسرائيل.
واستشهد تقرير الصحيفة بدراسة أجرتها جمعية هنري جاكسون المتهمة بالتحيز ضد المسلمين وجاء فيها أن أرقام القتلى في غزة ربما بالغت فيها حماس، لكي تصور إسرائيل بأنها تستهدف الأبرياء. وزعم التقرير أن تحليل الأرقام يظهر أن “عددا كبيرا من القتلى هم من المقاتلين”.
– “القدس العربي”: