عربي دولي

الضربات الجوية ونيران الدبابات تهز الخرطوم رغم الاتفاق على هدنة- (فيديوهات)

الضربات الجوية ونيران الدبابات تهز الخرطوم رغم الاتفاق على هدنة- (فيديوهات)

الخرطوم:  قال شهود إن ضربات جوية ونيران الدبابات والمدفعية هزت العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الجمعة وتعرضت مدينة بحري المجاورة لقصف عنيف، على الرغم من اتفاق الجيش وقوات الدعم السريع على تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة.

وقُتل المئات وفر عشرات الآلاف للنجاة بحياتهم من الصراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الذي اندلع في 15 أبريل نيسان.

وفي ظل استمرار انتهاكات وقف إطلاق النار التي وصفتها الولايات المتحدة بأنها مثيرة للقلق، هز إطلاق نار كثيف وتفجيرات أحياء سكنية في منطقة العاصمة حيث تركز القتال خلال الأسبوع الماضي.

ويوجه الجيش السوداني ضربات جوية بطائرات مقاتلة أو مُسيرة لقوات الدعم السريع المنتشرة في أحياء بالعاصمة حيث يعاني العديد من السكان من صعوبة الحصول على الغذاء والوقود والمياه والكهرباء بسبب القتال في المدن.

واتهمت قوات الدعم السريع في بيان اليوم الجمعة، الجيش بانتهاك اتفاق هدنة توسطت فيه الولايات المتحدة والسعودية من خلال شن ضربات جوية على قواعدها في أم درمان، المدينة الشقيقة للخرطوم الواقعة على الضفة الأخرى من النيل، وجبل الأولياء.

وقالت وزارة الدفاع التركية إن طائرة إجلاء تابعة لها تعرضت لإطلاق نيران في أثناء هبوطها بمطار وادي سيدنا بأم درمان اليوم الجمعة لكن لم تقع إصابات.

وقبل التصريحات التركية بقليل، اتهم الجيش قوات الدعم السريع بإطلاق النار على الطائرة التركية وإتلاف خزانات الوقود بها وأضاف أنه يجري إصلاحها بعد أن تمكنت الطائرة من الهبوط بسلام.

ونفت قوات الدعم السريع مهاجمة الطائرة واتهمت الجيش “بنشر الأكاذيب”. وقالت إن ضربات الجيش الجوية تعرقل جهود الإجلاء التي تقوم بها البعثات الدبلوماسية الأجنبية.

وامتد القتال إلى منطقة دارفور، حيث يعتمل صراع منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل عقدين من الزمن، ويهدد بنشر حالة عدم الاستقرار عبر رقعة مضطربة في أفريقيا تمتد بين الساحل والبحر الأحمر.

وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية رافينا شامداساني إن 96 شخصا على الأقل قتلوا في دارفور منذ يوم الاثنين في أعمال عنف قبلية أشعلها الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقالت في إفادة صحافية في جنيف “من المقلق للغاية إطلاق سراح سجناء أو فرارهم من عدد من السجون، ويساورنا قلق بالغ من احتمال تصاعد العنف في ظل مناخ عام يسوده الإفلات من العقاب”.

وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان اليوم الجمعة إن 387 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب 1928 في القتال الدائر منذ 15 أبريل نيسان والذي تسبب في أزمة إنسانية أيضا.

صيادلة السودان: تضرر إنتاج الأدوية ينذر بكوارث صحية

حذر تجمع الصيادلة المهنيين بالسودان، الجمعة، من أن تضرر مناطق إنتاج الأدوية ومستلزماتها بسبب الاشتباكات الجارية في البلاد سيؤدي لتفاقم الكوارث الصحية.
جاء ذلك في بيان نشره التجمع (غير حكومي) عبر صفحته على فيسبوك.
وأفاد البيان بـ “تعرض عدد من الصيدليات والمصانع وشركات ومخازن الأدوية خلال الفترة السابقة لعمليات نهب وسلب واستباحة كاملة في عدة مناطق”.
ومن بين المناطق الصناعية المتضررة مناطق سوبا وبحرى الصناعية بالخرطوم وعدة مناطق أخرى، وفق البيان.
وأضاف تجمع الصيادلة أن “كل ذلك سيؤدي إلى تفاقم الكوارث الصحية والإنسانية التي ظلت تحاصر الشعب السوداني”.
وتابع “أن شح وانعدام الإمداد الطبي عن المراكز الصحية والمستشفيات والصيدليات وانتشار الجثث في الطرقات يُنذر بكارثة صحية للشعب السوداني مما يستوجب ضرورة تضافر الجهود الرسمية والشعبية لتلافي الكارثة”.
ودعا التجمع وزارة الصحة للقيام بدورها في “درء هذه الآثار وفق خُطة وأهداف مدروسة في فترة زمنية محددة”.
ورغم توافق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ليلة 27 أبريل/ نيسان الجاري على تجديد هدنة إنسانية بوساطة أمريكية، إلا أن الاشتباكات بين الطرفين اندلعت مجددا، صباح الجمعة.

ولم تتمكن وكالات الإغاثة إلى حد كبير من توزيع المواد الغذائية على المحتاجين في ثالث أكبر دولة

إفريقية والتي كان يعتمد ثلث سكانها، البالغ عددهم 46 مليون نسمة، بالفعل على المساعدات الإنسانية حتى قبل تفجر العنف.

 المزيد من عمليات الإخلاء واللاجئين

قالت السعودية إن سفينتي إجلاء أخريين وصلتا إلى جدة، عبر البحر الأحمر من السودان، اليوم الجمعة على متنهما 252 شخصا من مختلف البلدان، ليرتفع العدد الإجمالي للذين أجلتهم الرياض إلى أكثر من ثلاثة آلاف، معظمهم من الجنسيات الأخرى.

وقالت مصر، إحدى الدول المجاورة للسودان، إنها استقبلت 16 ألف شخص، فيما دخل تشاد 20 ألفا، وعبر عشرة آلاف إلى جنوب السودان الذي انفصل عن الخرطوم في 2011 بعد عقود من الحرب الأهلية.

وقال المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ماثيو سالتمارش “الوقت يمر بسرعة. نعمل بأقصى سرعة ممكنة… على الانتشار حيثما أمكن وأينما كان ذلك آمنا”.

وأضاف “عانت هذه المنطقة من المحن والحرمان والصراعات على مدى عقود. وبالنظر إلى مساحة البلاد الشاسعة والسرعة التي تمضي بها الأحداث… ما زال من الصعب تحديد أعداد (اللاجئين) بدقة”.

ولتجنب أماكن القتال بقدر الإمكان، يفر المدنيون من الخرطوم، إحدى أكبر المدن الإفريقية التي لم تكتوي بنار سلسلة من الحروب الأهلية شهدها السودان من قبل.

وقال الجيش وقوات الدعم السريع في وقت سابق إنهما اتفقا على وقف إطلاق نار جديد مدته ثلاثة أيام حتى يوم الأحد ليحل محل الهدنة التي انتهت مساء أمس الخميس والتي أدت إلى فترة هدوء جزئية سمحت بتسريع عمليات الإجلاء الدبلوماسية.

ورحبت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) ودول ما تسمى بالرباعية، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات والسعودية، بتمديد وقف إطلاق النار. وأكدت في بيان أن الهدف هو استمرار وقف إطلاق نار وتنفيذ العمليات الإنسانية بدون قيود.

لكن البيت الأبيض عبر أمس الخميس عن قلقه البالغ إزاء الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار وحذر من أن الوضع قد يتفاقم في أي لحظة.

وقال مكتب قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان اليوم الجمعة إنه تلقى اتصالات لدعم استعادة الهدوء من عدة زعماء إقليميين بينهم رئيس جنوب السودان ورئيس وزراء إثيوبيا ووزير الخارجية السعودي والآلية الرباعية.

(وكالات)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب