مقالات

الحاضنة للارهاب هي الاخطر على المجتمعات وهي التي تولد الارهابيين سواء كان ذلك فردي، تنظيمي او ارهاب دولة ولا فرق.بقلم مروان سلطان -فلسطين

بقلم مروان سلطان -فلسطين

 الحاضنة للارهاب هي الاخطر على المجتمعات وهي التي تولد الارهابيين سواء كان ذلك فردي، تنظيمي او ارهاب دولة ولا فرق.

 

 

 

بقلم مروان سلطان -فلسطين 🇵🇸 

16.4.2025

———————————————-

اي كان الذي يمتشق الارهاب على مستوى الافراد او الجماعات او ذلك التي تقوده دول مارقة فانه لا فرق في الاسباب والنتائج في العلاقات الانسانية .   الاستهجان والاستغراب يصيب الشعوب عندما يضرب الارهاب اينما يجد البيئة المناسبة من الممكن ان يعمل فيها. لن يكل او يمل الارهاب في ان يجد له بيئة مناسبة ليتكاثر وينمو ويفرز سمومه في المجتمعات الامنة. وتمثل الحاضنات التي تحمل الافكار المتطرفة، والبعد عن مكونات الدولة من اخطر العوامل التي تولد الارهاب ، في المجتمعات التي يزدهر فيها الارهاب. هناك عوامل يجب الانتباه اليها في تضيق الخناق على التطرف والفكر المنحرف. واهم العوامل الحاضنة للفكر الارهابي ونمو الجماعات المتطرفة الانجراف العاطفي الاعمى والشعارات الموجهه، تفكك الاسر، الجهل الديني ، ضعف المؤسسة التعليمية والثقافية، الفجوات بين الدولة والفئات الشبابية ، والتلقين الاعمى ، الغزو الثقافي ، الفقر، البطالة، الجهل، التهميش، والتمييز ، اذا لم يتم معالجة تلك الظواهر فانها كفيلة لديمومة استمرار الارهاب والارهابيين. وهنا يجب ان نوضح الفرق الشاسع في الجهود التي تبذلها الجهات الارهابية التي تريد زعزعة المجتمع والنظام في برامج العمل التي تديرها والاخرى التي تمارس النضال وتخضع وشعبها الى ارهاب الدولة المحتلة المنظم.

واذا كان الارهاب الفردي او التنظيمي للجماعات الارهابية، فان الدول ايضا تمارس الارهاب ، التي تريد ان تقهر وتخوف شعوبا اقل منها قوة، او تريد تحقيق مكاسب من وراء ممارسة الارهاب، في مخالفة واضحة للقانون الانساني الدولي. والحاضنة الاساسية لارهاب الدولة هو احتلالها للشعوب وفرض الارادة العسكرية ، والسياسية عليها.

الاعلان يوم امس في الاردن الشقيق عن اكتشاف خلية ارهابية ، وتخزين مواد شديدة الانفجار في الاحياء وبين السكان ، مما شكل خطرا داهما على الشعب الاردني الشقيق. من الواضح ان الاردن احد الدول المستهدفة من جهات دولية لزعزعة الاستقرار فيها، ولعل ذلك يعود الى العلاقات الفلسطينية الاردنية الثابتة والموقف الاردني الثابت اتجاه القضايا التي يراد تمريرها في المنطقة ومنها تهجير الشعب الفلسطيني الذي اخذ الاردن موقفا ثابتا وحازما باتجاه منع التهجير الفلسطيني الى الاردن او اي مكان اخر. وكنا شهدنا الحراك الاردني القوي من جلالة الملك عبدالله الثاني ووزير الخارجية الاردني الرائع الدكتور ايمن الصفدي بخصوص المواقف المختلفة ، التي عصفت بالقضية الفلسطينية. زعزعة الاستقرار في الاردن ، تحمل في طياتها معاني كثيرة، ولعل رغبة تنظيم الاخوان الاخوان المسلمين في تصدر المشهد السياسي ، واعتلاء سدة الحكم هي من ضمن البرامج التي وضعها التنظيم على الطاولة ، ويحاول الوصول اليها في الاردن عبر شعارات المقاومة ، وتحرير فلسطين . تجربة الاخوان المسلمين في الحكم ، مع الاحترام للافراد الا انها كانت فاشلة في معظمها وسببت الماسي للشعوب العربية، بسبب الحالة الدموية والفوضى التي سادت المناطق التي حاول فيها الاخوان الوصول الى الحكم، ولربما لاسباب اخرى بسبب التداخلات الاقليمية.

من اجل اجتثاث الارهاب ، الذي لا يقل خطورة بل اشد خطرا على الشعوب من الاعداء ، لان الارهاب يمارس بايدي ابناء البلد ، الذين وصفهم القران الكريم بالمنافقين، وتوعدهم الله بانهم في الدرك الاسفل من النار. التركيز من الدولة او السلطة على العامل الثقافي والديني يعتبر من الاولويات التي يفترض معالجتها، ويجب ان يمنع اصحاب الاجندات المظلمة من اعتلاء المنابر التي تعمل على تسميم الفكر الانساني في المجتمع.  انها الضرورة القصوى لاعادة الاعتبار للمنابر والمساجد التي بعضها للاسف بؤرة لنشر ثقافة الكراهية والحقد الى ضرورة  خلق ثقافة التسامح والمحبة بين افراد الشعب الواحد. التحريض في الكثير من المساجد والمنابر التي يقودها افراد وغالبا جماعات اصحاب اجندات لديها ارتباطات مختلفة ، تخلق بيئة الكرة والقرف الذي يسود المجتمع ويهدد السلم الاهلي فيها، الذي يجمع الاطياف المختلفة للشعب الفلسطيني كثيرة من التوحيد بالله الواحد الى وحدة المكان والزمان والثقافة والمصير المشترك.

العلاقة بين المسؤول ورعيته والقدوة الحسنة وسياسة الباب المفتوح واللقاءات والحوارات بين اطياف المجتمع هي غاية في الاهمية ، ونفتقدها في مجتمعاتنا العربية ، لان المسؤول يحتاج الى مقومات ويجب ان تتوفر فيه معايير الخبرات للوصول الى النفوذ والمسؤولية التي تجمع الاطراف مع بعضها البعض. اخطر ما نواجهه في مجتمعنا هو المحسوبيات التي تجد طريقها الى سدة الحكم ، ويمكن ان تحدث هنا الكوارث والتفسخ في المجتمع.

الفقر والبطالة من اعداء الاستقرار ، يجب الانتباه الى تلك الافات التي تسبب الكوارث الاجتماعية والسياسية في المجتمعات الناهضة في منطقتنا العربية، وخاصة في مجتمعنا الفلسطيني حيث الحصار ، وهدم البيوت ، ومصادرة الاراضي ،والاستيطان ، والحصار الاقتصادي الجامح.

مواجهة الغزو الفكري والثقافي والتحريض الممنهج ، وصياغة الخطاب والعدالة الاجتماعية والمصارحة الى الجبهة الداخلية بعموميته وشموليته واعتماد الاعتدال في تسويق هذا النهج للجمهور يعتبر من اهم الادوات التي تعيد للمجتمع لحمته ليكون الحاضنة للقيادة السياسية.

العمل من اجل الوطن اعلى درجات الواجب الانساني والاخلاقي والوطني، وبناء الاوطان يتم من خلال اعداد الثروة البشرية التي ينتمي اليها، الانسان عماد الاوطان. العدو لا يقتل الحجارة ، انه يستهدف الانسان اولا واخيرا اما بالقتل المباشر واما باداوته الاخرى التي يعتبر الغزو الفكري والثقافي اهم ادواتها حيث تنقسم الثقافات والارادات وتتلاشى الامال، ومن تتلاشى الشعوب والاوطان. حمى الله وطننا فلسطين والاردن وكل الوطن العربي وقتل الله الارهاب والارهابيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب