وصول الوفد الإيراني إلى روما لخوض الجولة الثانية من المحادثات النووية مع واشنطن

وصول الوفد الإيراني إلى روما لخوض الجولة الثانية من المحادثات النووية مع واشنطن
تخصب إيران حاليا اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهو أعلى بكثير من حد 3.67 في المئة المنصوص عليه في الاتفاق، لكنه لا يزال أقل من عتبة 90 في المئة المطلوبة للاستخدام العسكري.
وصل الوفد الإيراني برئاسة وزير الخارجية عباس عراقجي إلى روما للمشاركة في محادثات جديدة مع الولايات المتحدة بوساطة عُمانية بشأن ملف طهران النووي، وفق مشاهد بثها التلفزيون الرسمي الإيراني، صباح السبت.
ويظهر عراقجي في المشاهد ينزل ليلا من طائرة رسمية إيرانية في روما حيث يقود جولة ثانية من المحادثات “غير المباشرة” مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
ستستضيف روما المحادثات، التي يشارك فيها عراقجي، والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وتتوسط فيها سلطنة عمان، وهو ثاني اجتماع رفيع المستوى بين البلدين، منذ أن سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب واشنطن من الاتفاق النووي التاريخي عام 2018.
وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن بعيد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وتأتي الجهود الدبلوماسية الأخيرة، بعد أن اعتبر ترامب الملف النووي الإيراني أولوية، عقب عودته إلى الرئاسة في كانون الثاني/يناير.
واستأنف ترامب سياسة “الضغوط القصوى”، عبر فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية، وبعث في آذار/مارس رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، يدعو فيها إلى عقد محادثات نووية، تحت طائلة تنفيذ عمل عسكري ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية.
قال ترامب، الخميس: “لست في عجلة من أمري” للجوء إلى الخيار العسكري، مضيفا: “أعتقد أن إيران ترغب في الحوار”.
من جهته، قال عراقجي، وهو أحد مهندسي الاتفاق النووي لعام 2015، الجمعة، إن إيران “لاحظت قدرا من الجدية” لدى الأميركيين خلال الجولة الأولى، لكنه شكك في نواياهم.
وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو: “رغم أن لدينا شكوكا جدية بشأن نيات الجانب الأميركي ودوافعه، سنشارك في مفاوضات الغد على أي حال”.
في مقابلة نشرتها، الأربعاء، صحيفة لوموند الفرنسية، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، إن إيران “ليست بعيدة” عن امتلاك قنبلة نووية.
خلال فترة ولاية ترامب الأولى، انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي، المبرم عام 2015، بين طهران والقوى الكبرى، والذي نصّ على تخفيف العقوبات الدولية على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
والتزمت طهران بالاتفاق لمدة عام بعد انسحاب ترامب، قبل أن تتراجع عن التزاماتها تدريجا.
كان عراقجي مفاوضا في اتفاق عام 2015. أما نظيره في روما، ويتكوف، فهو قطب عقارات كلفه ترامب أيضا بإجراء محادثات بشأن أوكرانيا.
وتخصب إيران حاليا اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهو أعلى بكثير من حد 3.67 في المئة المنصوص عليه في الاتفاق، لكنه لا يزال أقل من عتبة 90 في المئة المطلوبة للاستخدام العسكري.
وحضّ وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، الجمعة، الدول الأوروبية على اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستفعّل “آلية الزناد”، التي من شأنها أن تعيد فرض العقوبات الأممية على إيران تلقائياً، على خلفية عدم امتثالها للاتفاق النووي.
وينتهي خيار تفعيل هذه الآلية في تشرين الأول/ أكتوبر من هذا العام.
وكانت إيران قد حذّرت في وقت سابق من أنها قد تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي، إذا تم تفعيل هذه الآلية.
وقال غروسي، الذي أجرى محادثات مع مسؤولين إيرانيين خلال زيارة لطهران هذا الأسبوع، إن الولايات المتحدة وإيران “في مرحلة حاسمة” في المحادثات، و”لا نملك إلا مهلة قصيرة” للتوصل إلى اتفاق.
أصر المسؤولون الإيرانيون على أن تركز المحادثات فقط على البرنامج النووي ورفع العقوبات.
وقال عراقجي إن التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة “مرجّح”، إذا امتنعت واشنطن عن “طرح مطالب غير معقولة وغير واقعية”، دون الخوض في التفاصيل.
ويرى محللون أن الولايات المتحدة ستسعى إلى إدراج مناقشات حول برنامج الصواريخ البالستية الإيراني، بالإضافة إلى دعم طهران لفصائل مسلحة في الشرق الأوسط.
وأكد عراقجي أن حق إيران في تخصيب اليورانيوم “غير قابل للتفاوض”، وذلك بعد أن دعا ويتكوف إلى وقف التخصيب الكامل. وكان ويتكوف قد اكتفى في تصريح سابق بمطالبة إيران بالعودة إلى سقف التخصيب المحدد في اتفاق عام 2015.
بدوره، قال الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، الثلاثاء، إن القدرات العسكرية للبلاد تقع خارج نطاق المناقشات.
وذكرت وكالة “إرنا” الرسمية للأنباء أن نفوذ إيران الإقليمي وقدراتها الصاروخية من بين “خطوطها الحمر” في المحادثات.
من جهتها، أكدت إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، الجمعة، التزامها الثابت بمنع إيران من امتلاك الأسلحة النووية، قائلة إن لديها “مسار تحرك واضحا” لمنع ذلك.
وقال خامنئي، الثلاثاء، إن الإيرانيين يجب ألا يعلقوا آمالهم على التقدم في المفاوضات، التي “قد تسفر أو لا تسفر عن نتائج”.