قمّة “بالعربي” لمؤسسة قطر تقدم رؤى ملهمة تُعلي من شأن لغة الضاد في زمن الابتكار

قمّة “بالعربي” لمؤسسة قطر تقدم رؤى ملهمة تُعلي من شأن لغة الضاد في زمن الابتكار
سليمان حاج إبراهيم
الدوحة- اجتمع مفكرون وباحثون وأكاديميون ومحبو اللغة العربية في قمة استضافتها مؤسسة قطر للتربية والعلوم، ضمن فعاليات النسخة الافتتاحية لمبادرة “بالعربي”، التي تسعى لتقديم رؤى ملهمة تواكب التحديات التي تواجه اللغة العربية في عقر دارها.
وشهدت الجلسة الافتتاحية حضور الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة، إلى جانب نخبة من المسؤولين، والشخصيات البارزة، وقادة الفكر، وصنّاع السياسات، ورواد التغيير، والمثقفين، والإعلاميين من داخل قطر وخارجها، وذلك في مبنى “ملتقى” – مركز طلاب المدينة التعليمية.
وتوافد أكثر من 500 مشارك من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم، مثّلوا أطيافا متنوعة من صناع القرار ورواد الأعمال والمبدعين.
وصرّح هشام نورين، المدير التنفيذي للمبادرات والبرامج الإستراتيجية بمؤسسة قطر، قائلاً: “مبادرة بالعربي تجسيد لرؤية استراتيجية تؤمن بأن اللغة العربية ليست ماضيا يُحكى، بل مستقبل يُبنى. في مؤسسة قطر، نرى أن الحفاظ على العربية وتعزيز استخدامها في مجالات الحياة كافة ركن أساسي في بناء مجتمعات معرفية مزدهرة، قادرة على الإبداع والابتكار مع الحفاظ على هويتها الأصيلة”.
وأضاف “نؤمن بأن اللغة العربية، بمكنوناتها الثقافية وثرائها التعبيري، لغة للإبداع في كافة المجالات، من الأدب والفنون إلى العلوم والتكنولوجيا. ومن هذا المنطلق، نعمل على توفير المنصات والموارد التي تجعل استخدامها أكثر سلاسة وانسيابية في الحياة اليومية، مع التركيز على تعزيز حضورها في الفضاء الرقمي مصدرا أساسيا للمعرفة والإنتاج الفكري”.
تنوّعت جلسات اليوم الأول بين الفن والفكر والتأمل في قضايا الحاضر والمستقبل.
وافتتح الفنان لطفي بوشناق القمة بعرض موسيقي نابض بروح الهوية، تلاه المهندس فداء الدين الخاشي في جلسة بعنوان “الهوية لا تُترجم”، حيث ناقش أهمية القصة العربية كوسيلة للحفاظ على الذاكرة ومواجهة التلاشي الثقافي.
وقدّمت المهندسة رزان زعيتر رؤيتها في جلسة “المقاومة الخضراء”، حيث جعلت من الزراعة فعلا ثقافيا وموقفا نضاليا.
أما عبد الرحمن سيدي، فطرح تساؤلا جريئا: “هل نعمل لنعيش، أم نعيش لنعمل؟”.
واختتمت الجلسات الصباحية المهندسة ديانا السندي بمحاضرة عن رحلتها من العراق إلى “ناسا”، بعنوان “الفضاء… بالعربي”.
وفي الجلسات التالية، تحدثت الفنانة سلام قطناني في كلمتها “وهم الواقع”، والدكتور عبد الواحد زينل في محاضرته “كلكم راعٍ”، وقدّمت لينا الذكير رؤيتها تحت عنوان “معركة المستقبل”، فيما سرد عامر الدرويش حكاية رمزية بعنوان “كي لا تبقى سفننا من ورق”.
واختُتم اليوم بعرض موسيقي تفاعلي تحت عنوان “هوية النغم” قدّمه الدكتور مصطفى سعيد.
شهد اليوم الافتتاحي الإعلان عن التصميم الفائز في مسابقة شعار “بالعربي”، التي استقطبت أكثر من 1500 مشاركة من أنحاء العالم العربي منذ إطلاقها في سبتمبر 2024. وقد فاز روبن خليل، الذي استلهم تصميمه من الخط الكوفي التقليدي، وطرحه بروح عصرية تعبّر عن الثبات والبساطة، وتُجسّد رؤية المبادرة في وصل المجتمعات الناطقة بالعربية حول العالم.
حظيت القمة بدعم واسع من مؤسسات ثقافية وتعليمية، أبرزها مؤسسة “مسك”، التي قدّمت عرضا خاصا عن تجربة “مجلس أثر الشباب”.
وقال تركي السجان، المدير التنفيذي للتنمية والشراكات في “مسك”: “نؤمن بأهمية الشراكات الثقافية في تمكين الشباب واللغة معا. وتسعى المؤسسة، من خلال هذه المشاركة، إلى تسليط الضوء على تجارب الجمعيات غير الربحية، وتبادل الخبرات مع المشاركين، واستكشاف فرص التعاون مع مؤسسة قطر بما يعزز من تأثير المبادرات المشتركة في العالم العربي”.
كما شارك في القمة شركاء اجتماعيون بارزون في المشهد الثقافي العربي، من بينهم: مركز “مناظرات قطر”، مبادرة “قطر تقرأ”، مؤسسة قطر الدولية، إذاعة “صوت”، مشروع “فنار” من جامعة حمد بن خليفة، “منتدى الشرق”، “عربي كويست”، مجموعة “سرد” الإعلامية، بالإضافة إلى عرض تفاعلي من “الجزيرة 360” حول تطور المحتوى العربي.
تستمر فعاليات القمة حتى 20 أبريل/نيسان، وتضم جلسات متنوعة، من بينها عرض فني متميز للفنان كريم جبّاري. كما تتوزع الأنشطة ما بين جلسات تفاعلية استكشافية، ومساحات عرض إبداعي، ونقاشات ضمن “مجلس بالعربي”، ومنصة “منارة بالعربي”.
“القدس العربي”: