الصحافه

31 صفحة سرية أمام “العليا”.. هل يملك نتنياهو خيارات للخروج من ورطته؟

31 صفحة سرية أمام “العليا”.. هل يملك نتنياهو خيارات للخروج من ورطته؟

غي شنعار

الدراما القضائية التي تجري الآن في محكمة العدل العليا عقب تصريح رئيس “الشاباك” رونين بار، هي ذروة الصدام الجبهوي الحتمي بين أمن الدولة ومسألة مصداقية المستوى السياسي في الصعيد الأعلى.

تصريح بار الاستثنائي، والمقدم بالضمير الأول ويشكل عملياً بديلاً عن شهادة بالقسم، يشهد قبل كل شيء على أن بار مقتنع بخطورة الأمور وعلى انعدام الثقة من جهته بالمبررات الرسمية لإقالته. لقد سمحت المستشارة القانونية للحكومة غالي بهرب ميارا، لبار أن يُسمع صوته بعد أن اقترح قضاة الهيئة صراحة أن يبدل بار كتاباً بعث به إليهم بتصريح موقع مشفوع بالقسم لإعطاء ادعاءاته ومعانيها مفعولاً دلالياً وقضائياً.

تصريح كهذا، مسنود بوثائق وتواريخ، يجعل الخلاف بين نتنياهو ورئيس “الشاباك” مباشراً وحاداً. وأمام المحكمة الآن شهادة وقائعية مفصلة على رئيس الوزراء أو من ينوب عنه كي يواجهها مباشرة.

يدعي بار صراحة بأن قرار رئيس الوزراء لتنحيته لا تستند إلى اعتبارات مهنية أو أمنية، بل تنبع من ضغوط سياسية وشخصية. نتنياهو، بزعم بار، سعى لاستخدام “الشاباك” بشكل غير جدير، كي يلاحق نشطاء الاحتجاج ويشوش إجراءات قضائية. وهي ادعاءات ينفيها مكتب رئيس الوزراء الذي تقدم ببيان يقضي بأن التصريح الذي رفعه بار إلى العليا هو “تصريح كاذب” و”سيدحض بالتفصيل قريباً”.

لكن القسم العلني من التصريح، مهما كان مقلقاً فهو مجرد طرف الجبل الجليدي. في لب الخلاف قسم سري – 31 صفحة وعدد من الملاحق من المعلومات الاستخبارية الحساسة التي توضع الآن لعناية قضاة محكمة العدل العليا فقط. هذه معلومات سيفضل رئيس الوزراء كما يفهم من المداولات الأخيرة، أن تبقى في الخزنة.

السؤال الآن هو: هل يمكن لمحكمة العدل العليا أن تلزم نتنياهو بتنازل الادعاءات التي تطرح في التصريح السري؟ الجواب القضائي: نعم. صحيح أن محكمة العدل العليا لا يمكنها كشف المواد للجمهور، لكن بإمكانها أن تطالب رئيس الوزراء بتقديم تفسيرات وبمواقف موضوعية، وإن كان في إطار إجراء مغلق. انعدام رد معلل وواضح كفيل بأن تفسره المحكمة بأنه اعتراف هادئ بصدقية الادعاءات القاسية.

تثبت سابقات قضائية أن المحكمة لا تتردد في التصدي لشهادات متضاربة للمستويات العليا. والعكس صحيح: عندما تصطدم ادعاءات أمنية بتفسيرات سياسية، أثبت القضاة سابقاً بأنهم مستعدون للتبين من رواية الحقيقة، حتى بثمن مواجهة جماهيرية حادة. في حالة بار مقابل نتنياهو، سيكون الحسم صعباً ومقلقاً.

الإمكانيات التي يقف نتنياهو أمامها ليست بسيطة. يمكنه أن يتقدم بتصريح مضاد ينفي ادعاءات بار ويفتح فتحة لتحقيق مضاد مشحون وخطير من ناحية سياسية؛ ويمكنه أن يبقى صامتاً ويخاطر في قبول المحكمة الادعاءات ضده بصفة ذلك أهون الشرور، أو يمكنه البحث عن مخرج بطريقة الحل الوسط من خلف الكواليس، بحيث يمنع هذا الصدام المباشر والمشحون.

معاريف 22/4/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب