إسرائيل «تتفنّن» في الإبادة: طائرات انتحارية حارقة لإفناء العائلات

إسرائيل «تتفنّن» في الإبادة: طائرات انتحارية حارقة لإفناء العائلات
غزة | لم تعطِ الطائرات الانتحارية الإسرائيلية المُسيّرة فرصة لنجاة أحد من عائلة الكتناني في حي التفاح شرق مدينة غزة، بعدما انقضّت واحدة منها في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء – الأربعاء على الأهالي النائمين في مركز إيواء «مدرسة يافا» في الحي، ليستفيق سكّانه على ألسنة اللهب وقد حاصرتهم. ويسقط عشرة شهداء منهم بينهم عائلة مكوّنة من ستة أفراد هم أربعة أطفال ووالداهم. وقال قريب العائلة، سعد الكتناني، في حديث إلى «الأخبار، إن «آلاء، والدة الأطفال الأربعة، استيقظت وألسنة اللهب تحيط بها من كل جانب. لم تجد فسحة للهرب، فاحتضنت أطفالها الأربعة واحترقت رفقة زوجها.
تفحّمت عظامهم وهم يحتضنون بعضَهم. ولم نستطع أن نفصل الجثامين عن بعضها، دفنّاهم جميعاً في كفن واحد»، مضيفاً أن «ثلاثة طوابق أكلتها النيران وعشرات الخيام احترقت تماماً. معظم الشهداء والمصابين من الأطفال والنساء الذين نزحوا إلى المدرسة بعدما هُدمت بيوتهم، وأُصيب العشرات بحروق شديدة في الوجه وباقي مناطق الجسد».
في مسرح الجريمة، أكوام من الأشلاء المتفحّمة، وأخرى من المعلبات والخبز المحروق وبقايا الملابس والأغطية، وهو مشهد يتطابق مع 12 حادثة استخدم فيها جيش الاحتلال سلاح الطائرات الانتحارية الحارقة منذ العودة إلى الإبادة في 18 آذار الماضي، حيث تتسبّب تلك الطائرات باندلاع حرائق كبيرة في المنازل والخيام المستهدفة. فإلى جانب المواد الشديدة الانفجار التي تحملها، تساعد بطاريات الليثيوم التي تشغّلها في زيادة فعالية الحريق ومداه. وأكّد المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني، محمود بصل، أن جيش العدو ركّز خلال الأسابيع الأخيرة على استخدام هذا النوع من السلاح.
وأوضح، لـ»الأخبار»، أن «تلك الطائرات تتسبّب بحروق كبيرة، ولا ينجو أحد من الخيمة أو المنزل المُستهدف بإحداها، وتتسبّب النيران التي تندلع في المكان في القضاء على كل مقوّمات الحياة، كما أن المصابين من المنازل والخيام المحيطة يعانون من حروق من الدرجة الثالثة. وتكثر حالات بتر الأطراف السفلية من الجسم نتيجة لذلك».
كثّف جيش الاحتلال من وتيرة المجازر الجماعية في القطاع
وكان جيش الاحتلال كثّف خلال الأيام الثلاثة الماضية من وتيرة المجازر الجماعية، حيث قصف منزلاً في شارع مشتهى في حي الشجاعية في مدينة غزة قضى فيه تسعة شهداء وأصيب العشرات، كما أغار على منزلين في حي التفاح، ما تسبّب باستشهاد ستة مواطنين. ونفّذت الطائرات المُسيّرة، أيضاً، عشرات الغارات على تجمّعات للمواطنين في مدينة بيت حانون، ومنزل في حي التفاح، وآخر في مخيم جباليا. وفي جنوب القطاع، قصفت الطائرات الحربية خيمة تؤوي نازحين غرب مدينة خانيونس، وأخرى في بلدة بني سهيلا وثلاثاً في منطقة أصداء. كما أغارت الطائرات المُسيّرة على بسطة خُضر في مدينة دير البلح وسط القطاع، وخيمة تؤوي نازحين شرق المدينة. ووفقاً للمصادر الطبية، فقد سُجّل، أمس، ارتقاء 45 شهيداً وإصابة العشرات من المواطنين.
وتتركّز مناطق انتشار جيش الاحتلال على امتداد الحدود الشرقية لقطاع غزة في ما يُعرف بالمناطق العازلة، حيث تتوغّل قواته في مدينة بيت حانون وأحياء التفاح والشجاعية والزيتون في مدينة غزة، وتسيطر على الجهة الشرقية من «محور نتساريم»، بالإضافة إلى المناطق الشرقية لمدينة خانيونس، ومدينة رفح كاملة. وفي الأخيرة، زعم موقع «واللا» العبري أن العدو يدرس إمكانية تحويل المدينة إلى «منطقة إنسانية» تجريبية لتوزيع المساعدات، حيث يرفض وزراء في حكومة الاحتلال وعلى رأسهم وزيرا المالية، بتسليئيل سموتريتش، والأمن القومي، إيتمار بن غفير، إدخال المساعدات إلى القطاع بالآلية السابقة نفسها، ويضغطون في اتجاه تولي الجيش الإسرائيلي مسؤولية توزيعها على الأهالي «حتى لا تصل إلى يد حركة حماس».
الاخبار