توسّع أوامر الإخلاء الانتقامية: المقاومة تستعيد وهجها

توسّع أوامر الإخلاء الانتقامية: المقاومة تستعيد وهجها
غزة | في الوقت الذي أوصت فيه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية المستوى السياسي بتوسيع العملية البرية والضغط العسكري في قطاع غزة بشكل تدريجي، ضاعفت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة، وتحديداً «كتائب القسام»، تنفيذ الشراك والكمائن النوعية، والتي باتت تمثّل عنوان المرحلة الحالية. وشهد أمس وقوع «حدثين أمنيين صعبين» وفقاً للتوصيف الإسرائيلي، الأول في مدينة رفح المحاصرة والمعزولة في جنوب القطاع، والآخر شرق حي الشجاعية في مدينة غزة.
ووفقاً للمعلومات التي نشرتها إذاعة جيش الاحتلال، فقد هاجمت قوة من المقاومة مجموعة جنود من قوة المستعربين في حي تل السلطان في رفح، وأطلقت في اتجاههم قذيفة «آر بي جي»، فيما ذكر موقع «حدشوت للو تسنرورا» أن المقاومة تمكّنت من قتل نائب قائد سرية وإصابة سبعة آخرين بجروح، أربعة منهم جروحهم خطيرة، خلال اشتباكات عنيفة في موقعين في القطاع.
وبالتزامن مع تصاعد الخسائر البشرية في صفوف جيش الاحتلال، كثّفت وسائط المدفعية والطيران الحربي استهداف المناطق الشرقية لمدينة غزة. وسُجّل خلال اليومين الماضيين استهداف مناطق القتال بأكثر من 150 غارة. كذلك، انتهج العدو سياسة تدفيع الأهالي ثمن أي فعل مقاوم يستهدف قواته، حتى وإن وقع في المناطق البعيدة من الأحياء المأهولة، حيث أمر خلال اليومين الماضيين بإخلاء المساكن المحاذية للحدود الشرقية، والتي تقع عندها عمليات المقاومة.
وهو ردّ، أمس، على الحدث الأمني شرق حي الشجاعية، بإخلاء الأهالي من حيَّي الشجاعية والزيتون، بعدما كان هدّد، في اليوم السابق، بالهجوم على مدينة الشيخ زايد، وهي أقرب المناطق المأهولة من مدينة بيت حانون المُخلاة. وتهدف سياسة العدو تلك، إلى مضاعفة نقمة الأهالي على المقاومة، وتظهير الأخيرة على أنها المسؤولة عن مضاعفة المعاناة والنزوح.
غزة أمام أسبوعين حاسمين: إما عملية عسكرية شاملة وإما صفقة مؤقتة تمهّد لنهاية الحرب
في غضون ذلك، واصل جيش الاحتلال ارتكاب المجازر الجماعية في غزة؛ إذ قصف، في ساعة متأخرة من ليل الخميس – الجمعة، منزلاً لعائلة أبو طعيمة في منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس جنوب القطاع، ما تسبّب باستشهاد عائلة مكوّنة من خمسة أفراد، ثلاثة منهم أطفال. كما ارتفعت حصيلة شهداء تدمير المربّع السكني في منطقة جباليا البلد إلى 23، بعد انتشال جثامين عدد من الشهداء، أمس.
وأغارت الطائرات الحربية، أيضاً، على خيمة تؤوي نازحين في مدينة خانيونس، موقعة خمسة شهداء منهم؛ وعلى منزل مأهول لعائلة العمور شرق بلدة الفخاري في خانيونس، ما أدّى إلى استشهاد تسعة مواطنين يمثّلون عائلة كاملة، وعدد آخر من النازحين المستضافين. وإلى جانب ما تقدّم، استشهد ستة مواطنين في قصف طاول منزلاً في منطقة المنارة شرق المدينة نفسها، في حين أغارت الطائرات الحربية على مركز إيواء «مدرسة الفارابي» وسط مدينة غزة، متسبّبةً باستشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين. وسجّلت وزارة الصحة الفلسطينية ارتقاء 84 شهيداً خلال 24 ساعة، ما يرفع الحصيلة، منذ 18 آذار الماضي، إلى 2062 شهيداً و5375 مصاباً.
وعلى الصعيد السياسي، تتقاطع، خلال الأسبوع الجاري، ثلاثة عوامل من المُفترض أن تحدّد مسارات المرحلة المقبلة؛ إذ في وقت تزداد فيه فاتورة الخسائر البشرية لجيش الاحتلال، ويرتفع مستوى التأزم في الداخل الإسرائيلي، تصل وفود الفصائل والعدو إلى الدوحة والقاهرة للدفع باتفاق جديد يستبق زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى المنطقة، بدءاً من 15 أيار المقبل، علماً أن رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، أعلن المصادقة على خطط عملياتية جديدة لتصعيد القتال. ويعني ما تقدّم أن مفاعيل تلك العوامل الثلاثة، الميدان وطاولة المفاوضات والوضع الداخلي الإسرائيلي، ستحدّد ما ينتظر القطاع خلال الأسبوعين المقبلين: إما العملية العسكرية الشاملة، وإما الاتجاه إلى صفقة تبادل مؤقتة تمهّد الطريق لنهاية الحرب.